لا يزال الجدل مُستمرا في فرنسا، بخصوص قرار جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، طرد إمام مغربي في منطقة الشمال يدعى حسن إيكويسن، بسبب "توجيهه دعوات إلى الكره والعنف، وخصوصا في حق الجالية اليهودية". وفي هذا السياق، دعت جُملة من الشخصيات الحكومة الفرنسية، وكذا المغربية، من خلال "عريضة"، رئيس الدولة إيمانويل ماكرون، بتوقيف قرار الطرد الذي يستهدف، حسبهم، "قيم الجمهورية الفرنسية الخامسة وهويتها"، ومشيرين فيها إلى أن "التهديد بالطرد، الذي أصدره جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، ضد الإمام حسن إكويوسن دليل على وجود عقبات أكثر خطورة أمام سيادة القانون وتصنيف الجمهورية الفرنسية للأعداء الداخليين".
وأبرزت العريضة ذاتها، التي جاءت احتجاجًا على قرار الترحيل، أن "مسألة التموضع العقائدي والديني للإمام الذي يثيره جيرالد دارمانان، وزير الداخلية، لا تهم كثيرًا في الحقيقة"، مبررين تحركهم بأن "التسلسل الانتخابي الرئاسي-التشريعي، والذي شهد انتخاب 89 نائباً من اليمين المتطرف، يزكي خطوة وزير داخلية إيمانويل ماكرون بأنه سيطرد حسن إكويوسن، إمام مقاطعة الشمال؛ نظرا لارتباطه بجماعة الإخوان المسلمين".
وأكد نص الوثيقة، على أن "التهديد بالطرد الذي أعلنه جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، ضد حسن إكويوسن هو تنفيذ لتفاقم الترسانة التشريعية العنصرية، وتحديداً المعادية للإسلام التي تم التصويت عليها وإصدارها في عهد ماكرون مع قانون الانفصالية"، مردفين أن "الهجرة واللجوء" يتم اللجوء إليه من أجل إغلاق العديد من المساجد والجمعيات التي تمثل المسلمين وطرد الأئمة، وهذا يضرب عمق الهوية الفرنسية القائمة على الحرية وقبول الآخر.
إلى ذلك، اعتبرت العريضة أن اللهجة العسكرية لجيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، والتي أثارت تصفيق نواب التجمع الوطني هي "خطوة أخرى في التهديد الذي تشكله العنصرية المؤسسية على المسلمين في فرنسا"، مشيرين أنه "يجب أن ندافع عن حسن إكويوسن، ونرفض بشدة طرده. ويشهد هذا على وجود عقبات أكثر خطورة أمام سيادة القانون وتصنيف الجمهورية الفرنسية للأعداء الداخليين".
"قد يكون حسن إكويسن محافظاً؛ لكن لكل فرع من فروع التوحيد محافظين، وحتى رجعيين. الشيء نفسه ينطبق على المسيحية واليهودية. لنكن صادقين: ما يتم استهدافه، هنا، هو حرية الرأي والتعبير للمجموعة التي تم تحديدها على أنها مسلمة" يضيف أصحاب العريضة، مبرزين أن "حسن إكويسن قد ولد في فرنسا، لديه أبناء وأحفاد في هذا البلد، حياته هنا حيث يرتبط بالإضافة إلى ذلك بشخصيات سياسية في الشمال، إذا ثبت أنه ارتكب جرائم معاداة السامية أو رهاب المثلية الجنسية، فيجب عليه الإبلاغ عنها في فرنسا".
وتجدر الإشارة، أن هذه العريضة، يقودها كل من الصحافي فؤاد البحري والكاتبة الجامعية ماري آن بافو والمؤرخ الفرنسي الشهير فابريس ريسبوتي والروائي فرانسوا كيز، ناهيك عن عدد من الشعراء والنقاد السينمائيين وكتاب يهود.