أكد وزير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني أخيرا أن المهاجرين السريين في لامبيدوزا (جنوب إيطاليا) سيبقون بالجزيرة إلى غاية ترحيلهم إلى بلدانهم مشيرا إلى أنه سيبحث هذا الموضوع في تونس التي قرر زيارتها . وقال ماروني في تصريح لصحيفة (كورييري دي لاسيرا)، إن العام الحالي «سيشهد ثورة في مجال الهجرة السرية» ببلاده منتقدا المعارضة ومتهما إياها بالتحريض على الأحداث التي شهدها مركز تجميع المهاجرين السريين في «لامبيدوزا» السبت الماضي. وكان حوالي 700 شخص من نزلاء مركز تجميع المهاجرين السريين بجزيرة «لامبيدوزا» قد نظموا عملية هروب جماعي من المركز استغرقت ساعات، تظاهروا خلالها احتجاجا على الأوضاع التي يعيشون فيها. ونظم المهاجرون السريون مسيرة جابت شوارع الجزيرة ووقفة أمام مقر البلدية رددوا خلالها شعارات تندد بالأوضاع المزرية التي يعانيها المركز وبإجراءات الترحيل الفوري للمهاجرين السريين، التي شرعت الحكومة الإيطالية في تنفيذها من الجزيرة مباشرة. وقال ماروني في تصريحه إن من قام بالتحريض «على الانتفاضة في الجزيرة عليه تحمل مسؤولية هذا وعواقبه القانونية»، وقال إن «الحملة الانتخابية انتهت، وإذا كانت المعارضة حريصة فعلا على أمن المواطنين فعليها التصويت معنا على المشروع ذي الصلة المعروض حاليا أمام البرلمان». وكانت المعارضة قد انتقدت مجموعة الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لتنظيم رحلات للإبعاد الجماعي للمهاجرين السريين مباشرة من «لامبيدوزا» دون مراعاة مطالب المهاجرين وخصوصا المتعلقة بطلب اللجوء، كما انتقدت الأوضاع بالمركز. ومن جانبهم شن سكان «لامبيدوزا» الأسبوع الماضي إضرابا ونظموا وقفة احتجاجية للتعبير عن رفضهم لقرار الحكومة بفتح مركز جديد لاستقبال المهاجرين السريين وتحديد هوياتهم بالجزيرة. وعبر المئات من سكان لامبيدوزا (جنوب إيطاليا) مجددا عن رفضهم لقرار الحكومة بفتح مركز جديد لاستقبال المهاجرين السريين وتحديد هوياتهم بالجزيرة، كما عبر المتظاهرون، الذين كان يتقدمهم عمدة الجزيرة الصغيرة، عن رفضهم لاستقبال لامبيدوزا لهذا العدد الهائل من المهاجرين غير القانونيين، الذين يصلون إلى سواحلها. وأعلنت عمدية الجزيرة عن شن إضراب عام بالجزيرة لمدة 12 ساعة تعبيرا عن رفض السكان لإجراءات الإبعاد الفوري للمهاجرين السريين التي اتخذتها الحكومة والتي تجعل من لامبيدوزا مسرحا لتنفيذ هذه الإجراءات. وتأتي احتجاجات الأسبوع الماضي بعد الإضراب والوقفة الاحتجاجية التي كان السكان قد نظموهما بهذا الشأن. ويتخوف سكان لامبيدوزا من أن يحول المركز الجديد جزيرتهم إلى مركز لتجميع المهاجرين غير القانونيين مما يزيد من تضرر اقتصاد الجزيرة الذي يعتمد بالأساس على السياحة. وكانت وزارة الداخلية الإيطالية قد أعلنت من قبل نيتها في فتح مركز جديد لتجميع المهاجرين السريين، الذين يقصد أغلبهم جزيرة لامبيدوزا، والتحقق من هوياتهم قبل إبعادهم إلى بلدانهم الأصلية. وأعلن وزير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني أن فتح مركز جديد بالجزيرة من شأنه تسهيل إجراءات الترحيل الفوري للمهاجرين السريين التي اتخذتها الحكومة. وبدأت وزارة الداخلية الإيطالية عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير القانونيين في بداية الشهر الجاري، وأسفرت لحد الآن عن ترحيل 150 مهاجر سري في رحلات خاصة. وحسب إحصائيات رسمية فقد بلغ عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا السواحل الجنوبية الإيطالية خلال السنة الماضية 31700 شخصا، أي بزيادة بلغت 75 في المائة مقارنة مع 2007. وكان يتم توزيع المهاجرين السريين الذين يصلون الجزيرة الصغيرة، التي تعد أقرب نقطة في التراب الإيطالي لسواحل شمال إفريقيا، وخاصة السواحل الليبية والتونسية، على العديد من المراكز المنتشرة بمختلف المناطق الإيطالية، قبل بدء عملية التحقق من الهوية وتلقي طلبات اللجوء، وذلك بمساعدة منظمات دولية معنية، وتستغرق هذه العملية عدة شهور. ويعرف مركز تجميع المهاجرين في لامبيدوزا اكتظاظا كبيرا حيث يقيم به أكثر من 1300 شخص في حين لا تتعدى سعته 800 نسمة. وعبر سكان لامبيدوزا عن رفضهم لفتح المركز الجديد بدعوى أنه سيجعل من الجزيرة نقطة تجمع للمهاجرين غير القانونيين في الوقت الذي تضرر اقتصادها المعتمد أساسا على السياحة. وقال الوزير إنه سيزور قريبا العديد من الدول التي ترتبط مع إيطاليا باتفاقيات لترحيل المهاجرين غير القانونيين «لتعزيز هذه الاتفاقيات والاتفاق على تسريع إجراءات الإبعاد».