تزايدت، بشكل ملفت للنظر، الرسائل القادمة من المغرب التي تستفسر عن مصير شباب مغربي هاجر إلى إيطاليا إما سرا أو علانية. فغالبية هذه الرسائل تبعث بها أسر مغربية إما عن طريق جمعيات ومؤسسات حقوقية مغربية أو عن طريق مكاتب خاصة في وزارة الخارجية المغربية أو من خلال الاتصال بكل من يعرفونه بإيطاليا ويقدر على الإفادة في الموضوع. بازدياد نسبة قوارب الموت المحملة بمهاجرين سريين التي تصل إلى سواحل جزيرة «لامبيدوزا» (أقصى الجنوب الإيطالي)، تزداد نسبة الرسائل القادمة من المغرب للاستفسار عن مصير عدد من المتغيبين أو المختفين المغاربة الذين هم، في غالبيتهم، شباب في مقتبل العمر. «المساء» توصلت بعدد من هذه الرسائل لتبدأ بطرق جميع الأبواب بإيطاليا في محاولة منها لمعرفة مصير عدد من المتغيبين، قيل إنهم انطلقوا عبر قوارب صيد من ليبيا نحو الجنوب الإيطالي. «المساء» وأثناء البحث، اكتشفت حقائق مأساوية عن مهاجرين غير شرعيين وصلوا إلى السواحل الإيطالية جثثا مشوهة المعالم لتدفن في مقابر جماعية. وعلى علاقة بالموضوع، أحدث قرار وزير الداخلية الإيطالي ماروني، الداعي إلى إحداث مركز جديد بجزيرة لمبيدوزا لتحديد هويات المهاجرين السريين قبل ترحيلهم، جدلا واسعا بالجزيرة الصغيرة سمح بهروب عدد من المهاجرين المعتقلين من مركز التجميع هناك. رسائل عن المتغيبين تزايدت، بشكل ملفت للنظر، الرسائل القادمة من المغرب التي تستفسر عن مصير شباب مغربي هاجر إلى إيطاليا إما سرا أو علانية. فغالبية هذه الرسائل تبعث بها أسر مغربية إما عن طريق جمعيات ومؤسسات حقوقية مغربية أو عن طريق مكاتب خاصة في وزارة الخارجية المغربية أو من خلال الاتصال بكل من يعرفونه بإيطاليا ويقدر على الإفادة في الموضوع. توصلت «المساء» في هذا الإطار بعدد من هذه الرسائل، أصحابها يؤكدون أن من يبحثون عنهم انطلقوا في رحلتين، الأولى جوا من المغرب إلى ليبيا والثانية بحرا من ليبيا إلى الجنوب الإيطالي. وغالبية المبحوث عنهم، حسب الرسائل، هم شبان في أعمار تتراوح ما بين 16 و30 سنة، ينتمون إلى مدن مختلفة بالمغرب، خصوصا مدينتي خربيكة والدارالبيضاء، وتقريبا كلهم اختفوا في مدة لا تقل عن السنة. إحدى هذه الرسائل أكد صاحبها أن المختفي هو شقيقه الأصغر، ويبلغ من العمر 18 سنة، إذ غادر بيت الوالدين بمدينة الدارالبيضاء قبل أكثر من 15 شهرا لتنقطع أخباره إلى أن وصلت معلومات غير مؤكدة عنه من أحد أبناء الحي تفيد بأنه شوهد قبل ستة أشهر بليبيا قبل انطلاقه في رحلة إلى إيطاليا عبر أحد قوارب الصيد. رسالة أخرى عن شاب آخر، وهذه المرة من مدينة خريكبة، تؤكد أنه خرج قبل أكثر من سنة، بعلم والديه وأقاربه وأصدقائه، متوجها إلى ليبيا ثم إلى إيطاليا بعد دفعه مبلغ 3 آلاف يورو لشخص مجهول، وقد انقطعت أخباره بعد إجرائه اتصالا مع شقيقه عقب وصوله إلى ليبيا. أما رسالة فتاة مغربية فقد كشفت أن المبحوث عنه هو شقيق لها يعيش في وضع قانوني بإيطاليا وكان دائم الاتصال بها وبوالديها إلى أن انقطعت أخباره وبشكل مفاجئ قبل أكثر من سنة. من ليبيا إلى لمبيدوزا الرسائل التي توصلت بها جعلتني أتحرك لمعرفة ما يجري حقيقة للمهاجر السري المغربي قبل وصوله إلى الجنوب الإيطالي ولبحث عن مصادر إيطالية ومغربية تمكنني من التوصل إلى أخبار عن هؤلاء المتغيبين. أول شيء قمت به كان الاتصال بعدد من المهاجرين دخلوا إيطاليا عن طريق ليبيا وجزيرة لمبيدوزا الذين حكوا لي مغامراتهم بليبيا ومع قوارب الموت ومع البؤس الذي شاهدوه أثناء السفر وبعد وصولهم إلى جزيرة لمبيدوزا الإيطالية الصغيرة القريبة جدا من تونس. يوسف شاب مغربي في العشرينات من عمره من مواليد نواحي الفقيه بن صالح، وصل إلى إيطاليا قبل أكثر من سنتين ونصف عن طريق ليبيا التي بقي فيها مدة سبعة أشهر قبل أن يتمكن من استكمال المبلغ الذي يمثل قيمة تكلفة السفر عبر قارب صيد ليبي من السواحل الليبية إلى الجنوب الإيطالي. «الرغبة في الوصول إلى إيطاليا للالتحاق بشقيقي وأصدقائي من أبناء القرية ونواحيها جعلتني أقرر الرحيل إلى ليبيا مع مجموعة من الراغبين في الهجرة السرية من المغاربة، لكنني هناك وجدت أن المبلغ المالي الذي كان في جيبي يكفي لتغطية تكلفة الرحلة التي ستنطلق من مدينة الزوارا على الساحل الغربي لليبيا في اتجاه لمبيدوزا، فقررت العمل لبضعة أشهر في أي شيء إلى حين استكمال المبلغ، وبعدما أنطلق مع مجموعة من المهاجرين السريين الصوماليين والتونسيين والمغاربة على متن قارب صيد نحو السواحل الليبية... أثناء تجمعنا بأحد المخازن المهجورة القريبة من شواطئ الزوارا شاهدت بأم عيني كيف يعتدى جنسيا على مهاجرات مغربيات مرشحات للهجرة، كن غير قادرات على تحصين أنفسهن من النزوات الجنسية للمشرفين على الرحلة، فكن يرضخن في استسلام للأمر الواقع أمام أعين خائفة لأبناء جلدته من المغاربة، كنت أنا الآخر خائفا جدا وغير قادر على فعل أي شيء، «يحكي يوسف وعلامات الأسف بادية على وجهه، قبل أن يضيف: «انطلقت الرحلة مساء في قارب صيد شق طريقه نحو جزيرة لمبيدوزا قبل أن يتوقف لأكثر من أربع ساعات، ليكمل الرحلة مجددا مبحرا قرابة الساعة قبل أن يتوقف من جديد ويطلب منا النزول من قارب الصيد لنركب آخر مطاطي بمحركات كانت تستعد لنقلنا إلى الجزيرة الإيطالية. كانت العملية تتم تحت جنح الظلام دون استعمال إضاءة مخافة أن ترمقنا عيون خفر السواحل التونسيين والإيطاليين... كان البحر هائجا بعض الشيء، لكن ذلك لم يمنع سائقي القاربين المطاطيين المحملين بأعداد من المهاجرين تفوق طاقتها الاستيعابية، من الانطلاق بسرعة كبيرة جعلتهما يهتزان إلى الأعلى بين الفينة والأخرى ليسقط من إحداها اثنين من المهاجرين السريين أعتقد أنهما صوماليان دون أن يكلف السائق نفسه عناء التوقف رغم الصياح المتكرر لعدد من المهاجرين السريين... افترق القاربان ليقللا من السرعة بعد أن ظهرت لنا أضواء من بعيد قيل لنا إنها جزيرة لمبيدوزا، واستمر في خفض السرعة قبل إسكات المحركات فجأة حتى لا تسمع أصواتها وتثير انتباه خفر السواحل الإيطاليين، لكن ذلك لم يمنع من رصدنا حيث وجدنا أنفسنا فجأة محاصرين بأضواء كاشفة. ليتم نقلنا إلى مركز الاعتقال بالجزيرة. وهناك لم نشاهد أي أحد من مهاجري القارب الثاني ليؤكد أحد المساعدين الاجتماعيين بالمركز أن القارب المطاطي الثاني قد غرق بعد مطاردته من قبل خفر السواحل الإيطاليين ليتم إنقاذ بضعة مهاجرين نقلوا إلى المستشفى، أما المفقودون فقد يرمي بهم البحر في أي وقت جثثا هامدة ومشوهة المعالم»، استجمع يوسف أنفاسه وأكمل قائلا: «قضيت أكثر من أسبوعين بمركز التجميع بلمبيدوزا، أخذت فيه السلطات الإيطالية صورا لنا كما أخذت بصماتنا قبل أن تطلق سراحنا بوثائق تطالب منا مغادرة التراب الإيطالي خلال أسبوع، لكننا عوض ذلك انتقلنا إلى مدينة « بورتو أمبيدوكلي «بجزيرة صقلية عبر رحلة بحرية قبل أن نصل إلى مدينة ريدجو كلابريا بجنوب شبه الجزيرة الإيطالية ثم إلى مدينة ميلانو» . نقص في المعلومات قصص المهاجرين المغاربة الذين وصلوا إلى إيطاليا عن طريق ليبيا ولمبيدوزا لم تكن كافية لمعرفة مصائر المغاربة المتغيبين والمفقودين، فقررت الاتصال بمؤسسة الصليب الأحمر الإيطالية التي تشرف على مراكز الإقامة المؤقتة للمهاجرين السريين المسماة ب«CPT»، لأطلب منها تقديم مساعدة تتعلق بالبحث عن مغاربة يعتقد أنهم وصلوا إلى إيطاليا عن طريق لمبيدوزا وكذلك لتقدم إلينا توضيحات عن مصير المهاجرين الذين يصلون ميتين إلى سواحل الجنوب الإيطالي، وهل هناك إمكانيات لتحديد هوياتهم وتصويرهم وأخذ بصماتهم قبل دفنهم في مقابر جماعية أو إحراق جثثهم (حسب معلومات غير مؤكدة توصلت بها من مصادر صحفية إيطالية). كان رد مؤسسة الصليب الأحمر الإيطالي من خلال مسؤول عن مكتب الاتصال التابع لها، هو أن المعلومات بخصوص الموضوع غير متوفرة لديهم وأن من يهتم بتحديد هويات المهاجرين السريين الأحياء والأموات هو وزارة الداخلية الإيطالية. وقال: «تصلنا معلومات عن طريق مكاتبنا وموظفينا من الجنوب الإيطالي عن أوضاع مأساوية وعن ضحايا غرقوا قرب سواحل لمبيدوزا، لكن دورنا ينحصر في تقديم الإسعافات وفي الإشراف على مراكز التجميع وليس تحديد هويات المهاجرين السريين». أجريت اتصالا آخر مع مؤسسة كاريتاس الخيرية بروما من خلال مكتبها الإعلامي، فكان الرد مماثلا وجعلني أشك في وجود تعليمات من وزارة الداخلية تمنع المؤسسات الإنسانية التي تعمل بمراكز التجميع من كشف ما يجري حقيقة بالجنوب الإيطالي من مآس أبطالها مهاجرون رمت ببعضهم الأقدار إلى مراكز الاعتقال وبالبعض الآخر إلى موت محقق ليصلوا جثثا زرقاء ومنتفخة إلى السواحل الإيطالية. كان لي أمل أخير في الحصول على المعلومات التي أبحث عنها من خلال الاتصال بوزارة الداخلية التي قدم لي أحد المسؤولين عنها، وهو مكلف بقضايا الهجرة بعض المعلومات العامة دون الخوض معي في التفاصيل، وقال: «عندما يلقى القبض على المهاجرين السريين بالجنوب أو أي مكان بإيطاليا يتم نقلهم إلى مراكز التجميع وهناك نأخذ بصماتهم وصورا فوتوغرافية لهم لنوزعها على القنصليات والسفارات الأجنبية المعتمدة بإيطاليا للكشف عن هوياتهم، وفي حالة التعرف عليهم يتم ترحيلهم بشكل مباشر إلى الوطن الأم، أما الأموات، خصوصا أولئك الذين يرمي بهم البحر، فجثثهم تكون مشوهة المعالم، ويصعب بالتالي التعرف عليهم ليدفنوا بمقبرة بجزيرة لمبدوزا». من خلال كلامه ومن خلال معرفتي بأن جزيرة صغيرة مثل لمبيدوزا (6166 نسمة من السكان في مساحة 20، 2 كلم مربع ) لا تسمح بتخصيص فضاء لدفن أعداد كبيرة من جثث المهاجرين السريين، فهمت أن هؤلاء يدفنون إما في مقابر جماعية أو أن جثثهم تحرق للتخلص منها نهائيا. جدل داخل جزيرة أحدث قرار وزير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني، بإنشاء مركز جديد بجزيرة لمبيدوزا لاعتقال وتحديد هويات المهاجرين السريين قبل ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية، جدلا سياسيا كبيرا بالجزيرة سرعان ما تحول إلى انتفاضة ومظاهرات عمت شوارعها الرئيسية. فقد رفضت إدارة بلدية الجزيرة، ومعها حتى السكان، هذا المركز الجديد بدعوى أنه سيجعل من لمبيدوزا مكانا أشبه بمعتقل غوانتانامو، مطالبين وزارة الداخلية وحكومة برلسكوني بالكف عن اعتبار جزيرتهم شرطيا إيطاليا ومعتقلا كبيرا للمهاجرين السريين وباتخاذ إجراءات وحلول عملية وشاملة للحد من ظاهرة الهجرة السرية. وقد خلق خروج الآلاف من سكان لمبيدوزا للتظاهر حالة من الفوضى بالجزيرة ليمكن أكثر من 850 مهاجرا سريا من أصل 1600 من الهروب من مركز التجميع ليلتحقو بالمتظاهرين خالقين أجواء غير مسبوقة بالجزيرة وبإيطاليا بشكل عام. فقد كان المهاجر السري جنبا إلى جنب مع الإيطالي من ساكنة الجزيرة في تضامن غريب ويطالبان بصيحة واحدة ب «ليبيرتا» (حرية) من حكومة برلسكوني اليمينية وبالكف عن تجريم واعتقال المهاجرين السريين وبتحرير لمبيدوزا من عبودية وزارة الداخلية ومن صورة رسمها الإيطاليون والأجانب عنها أخرجتها من خانة الجزر السياحية الجميلة لتدخلها إلى خانة الجزر المنبوذة. رد الحكومة الإيطالية جاء سريعا وصدر عن رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني، حيث طمأن الإيطاليين مؤكدا لهم أن من فروا من مركز التجميع لن يتمكنوا من مغادرة الجزيرة نحو جزيرة صقلية أو أي نقطة إيطالية أخرى موضحا أن محيط الجزيرة مراقب بشكل تام وأن المهاجرين السريين بعد تجوالهم بالجزيرة وشربهم الجعة والخمور سيعودون إلى المركز طواعية. أما وزير الداخلية الإيطالي ماروني وحزبه عصبة الشمال المتطرف فقد اعتبرا أن ما قام به سكان لمبيدوزا لا يخدم مصالح إيطاليا الكبرى وأن عليهم أن يتعاونوا للقضاء على الهجرة السرية ومنع وصول المهاجرين السريين إلى نقاط متقدمة بالأراضي الإيطالية. بحث القنصليات المغربية كنت في كل مرة أزور فيها القنصليات المغربية بإيطاليا، أتوقف لدقائق أمام إطار إعلاني بمدخل هذه القنصليات لمشاهدة صور علقت عليه تعود إلى أشخاص يدخلون في عداد المفقودين المغاربة بديار الغربة. فهذا أحمد تسأل عنه عائلته من المغرب، وهذا مصطفى انقطعت أخباره منذ أكثر من سنتين، وهذه مريم خرجت ولم تعد منذ شهور، لأجد في آخر الإطار دائما جملة « إذا تعرفت على هؤلاء المتغيبين أو تعرف مكانهم فالمرجو الاتصال بالقنصلية». اتصلت أنا الآخر بقنصلية ميلانو، لكن ليس من أجل منحها معلومات عن أحد المتغيبين، بل من أجل التعرف على الكيفية التي تعمل بها إدارتها للتوصل إلى أخبار عن هؤلاء. قصدت مكتب الملحق الاجتماعي الذي استقبلت فيه من طرف شاب كفء، منحني تفاصيل ومعلومات عن عمل قنصلية ميلانو في إطار البحث عن المتغيبين المغاربة بإيطاليا وبالضبط بجهة لومبارديا. وقال بعد أن قدم نفسه إلي كرئيس للمكتب، اسمه بركاش عادل: «كل الصور التي شاهدتها في مدخل القنصلية توصلنا بها من طرف وزارة الخارجية المغربية أو من طرف جمعيات حقوقية بالمغرب أو من طرف أشخاص عاديين يرغبون في معرفة مصير أبنائهم الذين انقطعت أخبارهم عنهم بشكل مفاجئ، فالمكتب الذي أشرف عليه يتلقى طلبات البحث هذه معززة بالصور وبالأسماء ليتم وضعها في الإطار الإعلاني المخصص أو توزيعها على جمعيات مغربية تهتم بهذا الأمر. وبنسب كبيرة، يصلنا الرد ليتم تحديد مكان المختفي والتواصل معه إن كان حيا أو موجودا بإيطاليا. وفي كثير من الحالات، كنا نجد أن المختفي انقطعت أخباره عن أهله بالمغرب برغبة منه ليرفض الاتصال بهم لأسباب خاصة به. وأتذكر أنني توصلت بطلب البحث عن متغيب قيل لي إنه يقيم بجهة لومبارديا وبعد نشر إعلان عنه يتضمن صورة له بإطار الإعانات للقنصلية، دخل علي الشخص المختفي غاضبا وهو يحمل في يديه الإعلان بعد أن انتزعه من الإطار، ليطلب مني سبب تعليق صورته بالإطار، وقال لي إنه اتصل قبل أسبوع بوالده بعد أن وصلته أخبار مفادها أن صورته معلقة بالقنصلية.. نحن نقوم بمجهوداتنا للتوصل إلى المتغيبين وأرجو من أقارب هؤلاء الذين بعثوا إلينا بطلبات للبحث عنهم أن يحيطونا علما بكونهم توصلوا بأخبار عنهم أو تلقوا اتصالات منهم، إذ ما حصل ذلك حتى لا نكون خارج التغطية».