يعيش أهالي جزيرة لامبيدوزا حالة سخط وغضب نظرا لتراكم الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين في الجزيرة التي تعتبر نقطة وصول أولئك القادمين من الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، فقد خرج سكان الجزيرة الى الشوارع يوم السبت الماضي منددين بالوضعية المزرية التي آلت اليها جزيرتهم السياحية ورفضهم لإنشاء مركز أمني جديد لتجميع المهاجرين السريين والتحقق من هويتهم تمهيدا لإبعادهم الى ديارهم، وفي مسيرة حاشدة انطلقت صباح يوم الاثنين في اتجاه مركز الاستقبال المؤقت بقيادة عمدة بلدية لامبيدوزا دي روبيس برنانديتو حيث قال في تصريح لقناة راي «الأولى» هذه الجزيرة أصبحت سجن في الهواء الطلق. وقال الأب ستيفانو ستازي راي لامبيدوزا في تصريح لوكالة أنباء إيطالية ان تنصيب مراكز المهاجرين السريين لتجميعهم وتحديد هويتهم لإعادتهم الى بلدانهم لا يعد حلا لأزمة الهجرة السرية وحذر من ان تتحول هذه المراكز الى معتقل كبير وأضاف ان أهالي لامبيدوزا يرفضون رؤية خمسة الى ستة آلاف شخص في حالة انسانية مثيرة، وما يريده السكان هو حضور الحكومة وليس تحويل الجزيرة الى ثكنة عسكرية واعتقد الأب ستيفانو أن الحل الأمثل يكمن في تسيير دوريات حراسة قبالة الشواطئ الليبية . وكان مواطنو لامبيدوزا قد أعلنوا إضرابا عاما احتجاجا على قرار وزير الداخلية روبرتو ماروني إنشاء مركز لتحديد الهوية ولايزال ستة اشخاص فروا من المركز المؤقت للاستقبال يوم السبت خلال المظاهرة التي شارك فيها اكثر من 700 مهاجر سري تمردوا على الشرطة التي وقفت مكبلة الأيدي، وأفصح أحد الفارين لقناة «راي» الثالثة عن معاناة ألفي مهاجر يقيمون في المركز ويرفضون الترحيل. وصرح ماروني في برنامج تلفزي أذيع يوم الاثنين إذ قال «لقد بدأ العمل بالمركز الجديد بعد ان هيأنا الظروف الملائمة للإقامة، ويوجد حاليا به 150 مهاجر سري رحلوا من المركز المؤقت وسيتم إرجاعهم الى بلدانهم الأصلية بعد استكمال إجراءات تحديد الهوية والاتفاق مع البلدان المصدرة وأضاف ماروني ان المركز أسس بناءا على ماجاء في البرنامج الحكومي للتصدي لهذه الظاهرة. توصل وزير الداخلية ماروني يوم الأربعاء الى اتفاق مع السلطات التونسية يمكن روما من تسريع التحقق من هوياتهم في مراكز الاستقبال المؤقتة المعروفة ب «CTP» وترحيلهم بالتدرج من جزيرة لامبيدوزا الى تونس في غضون الشهرين القادمين، وتضمنت الاتفاقية حسب موقع وزارة الداخلية، تحديد مخطط يمكن من جهة تسهيل وتسريع عمليات التأكد من الهوية ويحقق من جهة أخرى عملية إعادة متدرجة ومتواصلة لمن تم تحديد هويتهم الى بلادنهم. يذكر أن جزيرة لامبيدوزا تقع بين مالطا وتونس على بعد 170 كلم جنوب غرب صقلية ، وتعتبر بسبب قربها من التراب التونسي من الواجهات المفضلة للمهاجرين السريين القادمين من إفريقيا والشرق الأوسط.