يبدع المغاربة في التعبير هذه الأيام عن اعتزازهم بتخليد الذكرى التاسعة لعيد العرش، وهم بذلك يؤكدون الاعتزاز بما راكمته بلادنا من منجزات ومكاسب كبيرة وعظيمة تحققت في مدة زمنية وجيزة. وهم اليوم أكثر إدراكا بأن قاطرة الاصلاح والتنمية وضعت فعلا فوق السكة الصحيحة والسالكة. فالبلاد مكتظة بأوراش تنمية حقيقية على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما لايدع مجالا للشك في أن الطريق أضحت اليوم واضحة المعالم لاتترك أي مجال للتردد أو الخوف من المستقبل القريب والبعيد، ويقطع بصفة نهائية مع أية إمكانية للارتداد الى الخلف. إن المؤشرات الماكرو اقتصادية التي بدأت في التجلي على أرض الواقع تؤكد أن وتيرة السير على طريق الاصلاح تزداد سرعة سنة تلو الأخرى، خصوصا فيما يتعلق بانجاز التجهيزات المتعلقة بالبنية التحتية من موانئ وطرق سيارة وإسكان وسياحة وصناعة وتجارة وغيرها كثير جدا، وأصبح من المتاح الآن التطلع بجد وواقعية نحو القضاء على جميع الكوابح الهيكلية التي كانت تعيق التنمية التي ظلت حلما يراود المغاربة منذ الاستقلال الى الآن. وأضحت البلاد أكثر تحصينا ضد جميع المخاطر التي كانت محدقة بالبلاد والتي كانت تهدد بالسكتة القلبية. إن الاحتفال بالذكرى التاسعة لعيد العرش المجيد تدعونا اليوم للاعتزاز بتمثين الوحدة الوطنية. أرضا وشعبا بفضل الأدوار الطلائعية الرائدة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس في جميع المناحي وعلى كافة المستويات، وبفضل مستويات التعبئة الشاملة التي تجسد إرادة شعبنا في المضي نحو مستقبل مشرف، يكون مغايرا لمغرب الأمس الذي كان يتخبط في مشاكل بنيوية خطيرة. أدوار مكنت من مواجهة كافة التحديات والصعاب بثقة في النفس وأتاحت التصدي للمؤامرات والأطماع الاقليمية والدولية والتي لاتزال حريصة على إضعاف بلادنا وتشتيتها وتمزيق وحدتها الترابية، وسمحت بخوض غمار جميع الاستحقاقات والرهانات باطمئنان واستقرار، وهذا ما يجعل المغاربة أكثر يقينا في قدرتهم لمواصلة الأداء بنفس الإرادة وبنفس العزيمة وللزيادة في وتيرة الإنجاز. ومن المؤكد والمحقق فإن ذكرى عيد العرش المجيد تمثل رمزية كبيرة وعظيمة الدلالة في كل هذا وتفسر بجلاء السر وراء إصرار شعبنا على مواصلة شق طريق المستقبل بكل إصرار وتحدي. تسع سنوات إذن من العمل المثمر، ومن الإنجاز المكثف ومن العطاء على كافة المجالات، ويقينا فإننا مستعدون للسير على هذا المنوال عشرات السنين الأخرى في بلد ينعم بالاستقرار والطمأنينة والهدوء وأيضا بالواقعية المطلقة في التعامل مع كافة القضايا بإرادة سياسية محفزة ومشجعة وإجماع وطني على الثوابت الكبرى وراء ملك عظيم يقود المسير برؤية واضحة وبواقعية مثيرة للاعجاب ولهذا كله يتجاوب الشعب مع ملكه ويضمن أجواء التعبئة الشاملة لكسب رهان المستقبل.