سنة أخرى من الإنجازات الكبرى دخلت تاريخ المغرب الحديث من بوابته الواسعة، وأكدت أن المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس مصر على المضي قدما وبحماس نحو كسب رهان التنمية الحقيقية المنشودة. فرغم كل التحديات التي فرضتها تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية فإن الاقتصاد الوطني حافظ على توازناته وعلى لياقته البدنية، ويترجم ذلك تحسن مجمل المؤشرات المالية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد. نقطة ضوء مشعة في هذا المسار التفاؤلي الكبير تمثلت في حرص جلالة الملك محمد السادس على ضمان جميع شروط تسريع وتيرة هذا التحسن والنمو، مما وفر للبلاد كميات هائلة من الأوكسجين الحي لتتنفس البلاد بالرئتين معا. ظل جلالة الملك طوال أيام السنة التي لفظت أنفاسها الأخيرة ليلة أمس حريصا على اعتماد سياسة القرب، يتجول في ربوع البلاد، في العالم الحضري كما في العالم القروي، في النقاط النائية كما القريبة، يعطي إشارة الانطلاق لمشاريع ذات أهمية بالغة جدا تمثل رافعات حقيقية متينة للتنمية المنشودة، يطلع على أحوال أبناء شعبه، يستجيب لانتظاراتهم الملحة، ولم يقف سقف الإنجازات عند هذا الحد المهم بل ظل جلالته يضخ البدائل التي تضمن للبلاد السير بتوازن على كافة المناحي، فكانت الأوراش الكبرى التي لم تقتصر على الموانئ والطرق والمطارات والسكن والصحة، بل كان أن أرفق جلالته كل ذلك بمشاريع وازنة جدا تضع المغرب في صلب الانتماء إلى العصر الحديث مؤهلا للتجاوب مع حاجياته، ويستحضر المغاربة بإعجاب وتقدير واعتزاز مشاريع الطاقة الشمسية والمغرب الرقمي وغيرها كثير. كل هذا الإنجاز يكرس التفاؤل بأن قاطرة التنمية وضعت فعلا فوق سكتها السالكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس الذي جذر شروط الوحدة الوطنية وصيانة الوحدة الترابية في مواجهة كافة المؤامرات التي حاكها الأشقاء - مع كامل الأسف - قبل الأعداء وكان جلالته ولايزال القائد الذي تحكم بحنكة ودراية ونضج في تكييف سير التنمية والوحدة طبقا لما تؤشر عليه لوحة قيادة تمت قراءة وتوظيف معطياتها بموضوعية ومسؤولية. وكان ولايزال أن ضمن الربان شروط وظروف عمل المؤسسات فوجدت الحكومة في ضوء ذلك المجال المناسب للاشتغال والاجتهاد في إطار جدول أعمال متكامل يستجيب لحاجيات البلاد الحقيقية. فهنيئا لهذا الشعب العظيم بهذا الملك العظيم.