تشكو غابة المعمورة من تحديات كبيرة تفاقمت في السنوات الأخيرة لدرجة تهدد بزوالها وانقراضها،فقد توقفت عمليات تخليف البلوط الفليني ،بل ان ما تم غرسه تعرض للإهمال واجتياح قطعان الماشية التي أتت عليه ، رغم ما كلف ذلك من أموال وجهود(انظر الصورة )،والأخطر ان ظاهرة قطع الأشجار من طرف "الكمارة"(الذين يسرقون عود الغابة ليلا) عادت الى الظهور،كما سجل انتشار الفحم من أصل شجر البلوط الفليني..والجدير بالإشارة ان غابة المعمورة تعد أكبر غابة متجمعة للبلوط الفليني في العالم ، حيث تقدر مساحتها باكثر من 133 ألف هكتار ، ممتدة على سهول الغرب وزمور زعير، وتلعب أدوارا حيوية سواء على المستوى الإقتصادي والإجتماعي او البيئي ،إذ تُعد فضاءا لإنتاج الهواء النقي ،وملاذا للوحيش والنباتات بانواعها وأيضا مجالا لتثبيت التربة ، وحماية منطقة الغرب من التصحر،فضلا على توفيرها فرص الشغل عبر تجارة لحى الفلين الذي يدخل في مجال البناء والصناعات الغذائية ،وأنشطة أخرى كالرعي وتربية النحل والفحم ،والذي تعتمد عليه أكثر من 300 ألف نسمة تقطن غابة المعمورة..وتفيد الدراسات أن غابة المعمورة تراجعت الى النصف منذ الخمسينيات الى سنة 2000،بسبب إكراهات طبيعية من جفاف وطفيليات ،لكن بشكل أساسي نتيجة تدخل الإنسان والذي يتمثل في القطع العشوائي للأشجار،والرعي الجائر،وزحف العمران (نموذج المدخل الوسطي للقنيطرة عبر الطريق السيارحيث انتشرت مختلف أشكال البناء حتى الحانات)،وساهم إدخال أصناف أخرى كشجر الأوكالبتوس لفائدة صناعة الورق في التأثير سلبيا على المجال الطبيعي لشجر البلوط...ولمعالجة هذه الإكراهات والتحديات ، وضعت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحرمخططا لإنقاد وتأهيل غابة المعمورة ،أعلن عنه في مدينة القنيطرة ،ويمتد من سنة 2005 الى غاية 2014 ،ورُصد له غلاف مالي بملايين الدراهم لتخليف الغابة وبناء المسالك ،والصيانة ،والحملات التحسيسية ،وإدماج الساكنة في مشاريع تنموية بتكامل مع النظام الإيكلوجي للمجال الغابوي وغيرها من الأهداف،وحسب المصادر ،فإن المفروض ان برنامج التخليف والتشجيرالذي يشمل ما يناهز 30 ألف هكتار،والذي خصص له غلاف مالي يقدر بنحو 300 مليون درهم،قد تم تنفيذه مع متم 2014،لكن على أرض الواقع ماذا تحقق من هذا المخطط؟؟. مع الأسف الملاحظ ان الغابة تُركت لحالها في مواجهة الإهمال والإستغلال العشوائي، ومساحات شاسعة تم غرسها بالبلوط الفليني وتم تسييجها لكن المصالح القيمة لم تتفقدها ولم تقم برعايتها ما أدى الى اندثارها..والمُستعجل في الوقت الراهن هو حماية الرصيد المتبقى من غابة المعمورة وتشديد الحراسة على مجالها ،وإجبار شركات الحراسة المتعاقدة مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر،والمنذوبية نفسهاعلى القيام بواجبها في حراسة والحفاظ على هذا الموروث الطبيعي الذي يميز منطقة والغرب وجوارها...فهل من مجيب؟؟؟