نظمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أول أمس الخميس، دورة تكوينية لمجموعة من الصحافيين حول ظاهرة محاربة التصحر، وزيارة ميدانية لثلاث محطات موضوعاتية ويتعلق الأمر بغابة المعمورة بسيدي علال البحراوي، وغابة وادي بهت، وغابة الكل بالخميسات، وقدمت للمشاركين في هذه الدورة شروحات حول المنهجية المعتمدة من قبل المندوبية في محاربة ظاهرة التصحر بالجهة. وتبلغ المساحة الغابوية التابعة لإدارة المياه والغابات، بجهة الرباطسلا زمور زعير، 322 ألفا و700 هكتار، موزعة بين 100 ألف و200 هكتار خاصة بالبلوط الفليني والبلوط الأخضر (55 ألف هكتار)، والعرعار (50 ألف هكتار)، والأوكاليبتوس (4300 هكتار)، والصنوبريات (18 ألفا و500 هكتار)، إضافة إلى 56 ألف هكتار من المساحات الثانوية. وخلال هذه الزيارة الميدانية، سلط الضوء على برامج حماية التربة من الانجراف، عبر إعادة تخليف البلوط الفليني وتجديد المغارس القديمة، اعتمادا على إعادة غرس صنفين أساسيين، يتمثلان في البلوط الفليني والصنوبر الحلبي، وتخليف الأصناف الطبيعية كشجر العرعار، والتثبيت الميكاني بواسطة حواجز حجرية، مكن من تثبيت التربة بغابة وادي بهت وغابة الكل. وأوضح رشيد الكردودي، المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لجهة الرباطسلا زمور زعير، أن استراتيجية المديرية الجهوية منبثقة عن الاستراتيجية الوطنية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لحماية الثروة الغابوية. وذكر أن مخطط إعادة تأهيل وهيكلة غابة المعمورة للعشرية 2005 - 2014، رصدت له ميزانية بقيمة 280 مليون درهم. ويهدف إلى إرجاع البلوط الفليني لمستواه الأصلي، من خلال تخليف وتوسيع مجاله في كل المناطق الملائمة لهذا الصنف على مساحة 20 ألف هكتار، مشيرا إلى تشجير حوالي 10 آلاف هكتار بالبلوط الفيلني، ووضع استراتيجية وطنية لتتبع ومراقبة صحة الأشجار وحمايتها من بعض الأمراض الطفيلية، وبعض أنواع الحشرات التي تشكل تهديدا لها، من خلال التعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية المختص في المعالجة. كما تحدث عن تنظيم السكان المحليين من أجل احترام المجال الرعوي، عبر تعويضهم ماديا، خلال فترة منع الرعي، مع الاعتماد على مقاربة تشاركية مع السكان، من خلال إنشاء تعاونيات للحفاظ على الملك الغابوي، مؤكدا أن السكان تجاوبوا مع هذه المقاربة. وأشار الكردودي إلى أنه أمكن تأمين الملك الغابوي للمعمورة عبر التحفيظ العقاري، وإنشاء وصيانة التجهيزات الغابوية، خاصة المتعلقة بالوقاية من الحرائق، وتكثيف التدخلات لتحسين الإنتاج والوقاية من الأمراض. وفي ختام الزيارة الميدانية، قدمت للصحافيين شهادات تقديرية حول مشاركتهم في هذه الدورة التكوينية.