يتوقع المهتمون بالقطاع الفلاحي من خلال المؤشرات المناخية الحالية أن يكون الموسم الفلاحي الجديد جيدا بمنطقة الغرب، فحسب المعطيات المستقاة من إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدائرة الغرب فان التساقطات المسجلة منذ بداية الموسم الفلاحي الى غاية يوم 26 اكتوبر 2008 بلغت 114،5 ملم مقابل 36،1 فقط خلال نفس الفترة من الموسم السالف متجاوزة بذلك المعدل خلال 30 سنة الأخيرة وهو 57 ملم . وتميزت هذه الامطاربأهميتها وانتشارها في كل أجزاء الغرب إذ عادة ما تكون مهمة في المناطق الساحلية وضعيفة في المناطق الداخلية ،وقد انعكست هذه الوضعية على حقينة السدود بالغرب حيث يخزن سد الوحدة الذي دشن سنة 1997 الى حدود يوم 27 اكتوبر2008 ما يفوق 2 مليار و 294 متر مكعب بنسبة ملء بلغت 62 في المائة ، سد ادرس الأول يحتضن 488 مليون متر مكعب نسبة الملء43 في المائة ، سد علال الفاسي حوالي 57 مليون متر مكعب نسبة الملئ 90 ، فيما بلغت حقينة سد القنصرة وهو أقدم السدود في المغرب إذ شرع العمل به سنة 1935 ما مجموعه 99 مليون متر مكعب نسبة الملء 45 في المائة. وبالرغم من ان هذه الكميات لم تتجاوز النسب المسجلة في نفس الفترة من الموسم الفلاحي المنصرم إلا ان الادارة الجهوية الوصية على قطاع الفلاحة متفائلة بموسم فلاحي جيد اذا ما انتظمت الامطار على طول الموسم وخاصة بالنسبة للزراعة البورية التي تمتد على ما يقرب من 200 ألف هكتار. أما الكميات المخزنة من المياه والتي تقدر ب 4،8 مليار م3 والتي تمثل 27 في المائة من المياه المعبأة على المستوى الموطني فانها قادرة على سقي ما يناهز 114 ألف هكتار مجهزة بنمط الري الكبير فضلا على 86 ألف هكتار مسقية بالضخ الخاص ..ومعلوم ان الغرب نظرا لتنوع مناخه وتربته وتضاريسه يعرف تنوعا على مستوى منتوجه الزراعي حيث يقدم على المستوى الوطني 80في المائة من الأرز والطماطم الصناعية والقوق ونوارة الشمس ، 40 في المائة بالنسبة لتوت الأرض، 22 بالنسبة للحوامض ،و12 بالنسبة للحليب.. وأفادت إدارة المكتب الجهوي للاستثمار الجهوي ان قيمة الانتاج الفلاحي بالغرب تقدر بسبعة مليارات من الدراهم منها أربعة مليارات كقيمة مضافة ،ووفق نفس المصدر فان المنطقة أضحت مستهدفة للعب دور طلائعي في تحقيق الاهداف المسطرة في اطار مخطط المغرب الأخضر خاصة ان المنطقة عرفت مؤخرا بحكم الامكانيات الهامة الطبيعية والبشرية التي تزخر بها وبحكم التحولات المناخية السلبية التي مست كثيرا من المناطق بالمغرب التي أضحت تعاني شحا في الامطار والمياه الجوفية توافد مستثمرين مغاربة من جهات أخرى من أجل الاستثمار في الغرب كما شهدت أيضا توافد مستثمرين أجانب .. لكن الغرب يواجه اشكاليات عدة تحول دون توظيف كل مؤهلاته ليكون قطبا فلاحيا في المغرب، وفي مقدمتها مشكل البنية العقارية فالملاحظ ان ما يفوق ثلث المستغلات الفلاحية لا تتعدى مساحتها هكتارين يتم بها الاستغلال بطرق تقليدية وهو ما يحد من تطور الفلاحة العصرية بالمنطقة ويمنع استعمال التقنيات الحديثة في الزراعة على نطاق واسع ، لذا فان التفكير منصب على منهجية تعتمد على ضم الاراضي وتعاون الفلاحين وخاصة الصغار وتكثيف استعمال وسائل الانتاج الحديثة وتفعيل دور الجمعيات الفلاحية وعقلنة استعمال مياه الري للنهوض بالفلاحة تماشيا مع أهداف المخطط الأخضر من أجل ان يكون الغرب قطبا فلاحيا رئيسيا في المغرب ،ولتحقيق هذا الرهان فان الدولة من خلال المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي تواجه مجموعة من التحديات منها : مواصلة التجهيز الهيدروفلاحي للمنطقة مع تسريع وتيرة الإنجازات وذلك لتدارك الفرق الحاصل بين بنيات تعبئة المياه على مستوى السدود والمساحات المجهزة حاليا .. تحسين خدمة ماء السقي عن طريق تقوية صيانة التجهيزات الهيدروفلاحية المتواجدة بالجهة واشراك مستعملي المياه من جهة أخرى .. تنفيذ وانجاز المخطط الفلاحي الجهوي طبقا لتوجهات مخطط المغرب الأخضر .. لكن في انتظار بلورة ذلك فان الأمر المستعجل في الوقت الراهن بالنسبة للفلاحين خاصة البسطاء منهم هو توفير البذور المختارة والأسمدة التي ارتفع سعرها، بأثمنة مناسبة ، والتحكم في تكاليف الانتاج لا سيما ما يتصل بالمحروقات وأدوات الري حتى تكون في المتناول من أجل الإنخراط في موسم فلاحي يبدو واعدا، دون إغفال مشكل الديون وخاصة المرتبطة بالسقي التي تستدعي حلولا ملائمة لا تأثر سلبيا على الفلاحة والعاملين فيها ..