مراكش: عبد الرزاق موحد توحي كل المؤشرات بموسم فلاحي واعد بجهة مراكش تانسيفت الحوز وبعد أن تميز عن السنوات السابقة بوفرة التساقطات المطرية المبكرة وانتظام توزيعها في الزمان والمكان. مهتمون بالشأن الفلاحي بالمنطقة أكدوا أهمية وخاصية الظروف المناخية المسجلة خلال هذه السنة والتي كانت لها اثارها الإيجابية المباشرة على الفلاح وأيضا وقعها على المستوى المكرو اقتصادي، وذلك بفعل التراجع المنتظر في واردات المواد الغذائية وبخاصة فيما يتعلق بالحبوب في مقابل تطور منتظر لصادرات الفواكه والخضر. ولفتوا الانتباه إلى التحسن المرتقب لأدء القطاع الفلاحي ومدى مساهمته في تحسين توازن الميزان التجاري والدخل العام. وتفيد المعطيات المتوفرة لدى المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للحوز بأن المناطق التابعة لنفوذه سجلت بها ومنذ شهر شتنبر 2009 تساقطات مطرية مهمة تراوحت فيما بين 225 ملم في السهول و 320 ملم في سفوح الجبال لتسجل بذلك ارتفاعا هاما تراوح ما بين 40 بالمائة إلى 70 بالمائة مقارنة مع المعدل السنوي. نفس النتيجة تم تسجيلها بالمناطق التابعة لنفوذ المديرية الاقليمية للفلاحة بمراكش حيث بلغ حجم الامطار ومنذ فاتح شتنبر الماضي أزيد من 342 ملم أي ما يمثل نسبة 207.1 بالمائة مقارنة مع تساقطات الموسم الماضي والتي لم تتعدى165.2 ملم فقط. وكان من نتائج هذه التساقطات الهامة تحسين مستوى حقينة السدود: مولاي يوسف وللاتاكركوست والحسن الثاني وبين الويدان لترتفع الحقينة من 35 بالمائة في بداية الموسم، إلى نسبة 81 بالمائة لتتجاوز واردات الأودية حاجز المليار متر مكعب. ومع ذوبان الثلوج سيزداد تحسن مدخرات السدود من الماء الأمر الذي سيمكن من تلبية حاجيات المزروعات من الماء بصفة عادية. كما أن هذه الظرفية ستضمن انطلاقة جيدة للموسم الفلاحي المقبل. وتنضاف إلى هذه الآثار الإيجابية للتساقطات التحسن الملحوظ في مستوى فرشة المياه الجوفية في جميع أنحاء جهة مراكش، إلى جانب المراعي التي عرفت انتعاشا جيدا من شأنه ضمان التغذية لقطعان الأغنام والماعز. إلى ذلك أكدت جهات مختصة أن حالة مزروعات الحبوب جيدة سواء داخل المناطق السقوية أو البورية وبعد أن اتخذت المصالح الحكومية عدة إجراءات كفيلة بتوفير شروط نجاح الموسم. على أن انطلاقة الموسم الفلاحي، بمنطقة نفوذ مكتب الحوز، قد تمت في ظروف جيدة حيث تم توزيع حوالي 28500 قنطار من بذور الحبوب المختارة وذلك بزيادة بلغت 17 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي. أما المساحات المزروعة بالحبوب فتقدر ب 275 هكتار مسجلة بذلك زيادة بلغت نسبتها 36 بالمائة مقارنة مع الموسم الماضي وبلغ مجموع المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية بمنطقة المديرية الإقليمية للفلاحة بمراكش، خلال هذا الموسم، 119.450 هكتار وهو ما يمثل نسبة 115.3 بالمائة مقارنة مع المساحة المزروعة خلال الموسم الماضي والتي لم تتعد 103,540 هكتار. وتم تسويق خلال هذا الموسم، ما مجموعه 2.219 قنطار من بذور الحبوب الخريفبة وهو ما يمثل نسبة 127.2 مقارنة مع مبيعات الموسم الماضي والتي لم تتجاوز 1.744.4 قنطار. وفيما يخص زراعة الزيتون التي تعد الصنف الأكثر انتشارا بالمنطقة فقد تم توسيع المساحة المغروسة بحوالي 1200 هكتار وبعد توزيع 240.000 شتلة على مستوى المراكز الفلاحية، مع الاشارة هنا إلى أن هذه الأغراس هي مدعمة بإعانة الدولة تبلغ 80 بالمائة من ثمن الشتائل. والأكيد أنه وبعد موسم جيد من حيث الانتاج والذي يقدر بحوالي 214,000 طن أي ما يعادل 25 بالمائة من الانتاج الوطني، يبشر الموسم الفلاحي بإنتاج أحسن وجيد في الخريف المقبل لكن شريطة القيام بعمليات الصيانة التي تتطلبها هذه الزراعة من تسميد وتشذيب ومحاربة الامراض. تبقى الإشارة إلى أنه وإلى جانب شجرة الزيتون، استفادت المغروسات الأخرى كالحوامض والمشمس والكروم والخضروات والمزروعات الكلئية من التساقطات المطرية الهامة