شهد إقليم بنسليمان خلال 15 سنة الأخيرة فترات متعاقبة من الجفاف أثرت بشكل مباشر على البنية القروية والفلاحية للإقليم بحيث اضطر الجفاف العديد من صغار الفلاحين على التخلي عن نشاطهم الفلاحي والبحث عن لقمة العيش بعيدا عن أراضيهم فيما اختار آخرون بيع أراضيهم الفلاحية وهجر المكان الى الوسط الحضري. إلا أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة عرفت المواسم الفلاحية انتعاشة على مستوى التساقطات المطرية، أهمها ماعرفه الاقليم من تساقطات قياسية خلال الموسم الفلاحي الحالي، فاقت مستوى التساقطات العادية بزيادة 44 في المائة. ما جعل الارتياح يعم أوساط الفلاحين الذين يتنبأون بموسم فلاحي جيد الشيء الذي أكده التقرير السنوي الذي أعدته المديرية الاقليمية للفلاحة، وبرنامج التشجير، والإنتاج الحيواني، والتأطير التقني. وتعتبر المديرية الموسم الفلاحي 2009/2008 متميزا. من حيث الظروف المناخية إن على مستوى التساقطات المطرية، أو على مستوى الحرارة. ومع ان الأراضي الفلاحية في مجملها كانت في حاجة ماسة الى هذه التساقطات إلا أن بعض الضيعات الفلاحية خاصة المتواجدة منها في الأراضي المنحدرة تأثرت من كثرة التساقطات. ويشير تقريرالمديرية الى الظروف الطبيعية الملائمة وعوامل تهيئة أخرى دفعت العديد من الفلاحين الى مباشرة عملية الحرث المبكر والذي بمقتضاه تم حرث الى حدود بداية شهر يناير 2009، حوالي 650.246 هكتار أي بزيادة 21580 هكتار عن الموسم الفلاحي الفارط الذي بلغ ماتم حرثه بكريا 070.225هكتار على أن ماتم حرثه بعد ذلك الى حدود نهاية شهر فبراير 2009 بلغ 280.109 هكتار ومن الإيجابيات الأولية للظروف المناخية المواتية توفر الأعشاب الكلئية بالمراعي وتقليص استعمال الأعلاف المركزية من طرف الكسابة وبالتالي انخفاض اثمنة هذه الأعلاف مقارنة مع السنة الفارطة ما سيترتب عنه انخفاض اثمنة الماشية مع انخفاض كلفة الإنتاج .