يتسم الموسم الفلاحي 2009 2010 بوضع متباين، من منطقة إلى أخرى، إذ بينما يوصف بأنه "جيد" في منطقة سوس ماسة..تحسن الإنتاج الحيواني نتيجة وفرة الغطاء النباتي في كل المناطق (خاص) وهي من أهم المناطق الفلاحية في المغرب، شهدت الوضعية بعض التدهور في الغرب، نتيجة الفيضانات الكبيرة بالمنطقة، ما انعكس على الحالة الإنباتية للمزروعات. وتبدو الحالة عادية في مناطق أخرى، مثل دكالة، والحوز، ومكناس، والشرق، باستثناء المنطقة الجنوبية الشرقية، التي لم تشهد تساقطات مهمة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأفاد المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، أن معدل التساقطات بالمنطقة بلغ، إلى غاية أواخر فبراير الماضي، 587 ميليمترا، مسجلة زيادة بنسبة 246 في المائة، مقارنة مع السنوات العشر الأخيرة. ومكنت هذه الأمطار من رفع مستوى المياه السطحية، إذ امتلأت كل سدود المنطقة عن آخرها (يوسف بن تاشفين، والمركب المائي المختار السوسي، وسد الدخيسة، وعبد المومن)، كما شهدت الفرشة المائية "تحسنا ملحوظا". وأضاف المكتب، في تقرير حول الوضع الفلاحي في المنطقة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنه، رغم التأخر المسجل في التساقطات، بلغت المساحة المزروعة بالحبوب 78 ألفا و300 هكتار، بزيادة طفيفة عن برنامج الموسم الماضي (زائد 2 في المائة). وبينما سجلت المساحة المزروعة بالبواكير زيادة ب 11 في المائة (15 ألفا و300 هكتار)، شهدت صادرات الحوامض انخفاضا ب 16 في المائة، إذ بلغت 316 ألف طن، إلى غاية 21 فبراير، في وقت تراجعت صادرات الطماطم ب 17 في المائة، ولم تصدر سوى 213 ألف طن. وبلغت صادرات المنطقة من الحوامض 252 ألف طن، مقابل 234 ألفا، بزيادة 8 في المائة، و26 في المائة بالنسبة إلى الكليمانتين. وفي منطقة مكناس، أفادت المديرية الإقليمية للإنتاج الفلاحي لمكناس، أن التساقطات، إلى غاية 28 فبراير الماضي، سجلت عجزا بنسبة 99 في المائة، مقارنة مع الموسم الماضي، لكنها سجلت فائضا بنسبة 82 في المائة (296 ملم)، مقارنة مع معدل الكميات المتساقطة خلال السنوات العشر الأخيرة (362 ملم). وأوضح تقرير للمديرية، حول الوضع الراهن للموسم الفلاحي في المنطقة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذه الكميات المطرية تعد "إيجابية جدا" بالنسبة إلى نمو الزراعات الخريفية، وستكون انعكاساتها مفيدة جدا، بالنسبة إلى الزراعات الربيعية". وبلغت المساحة الإجمالية لزراعة الحبوب في المنطقة 75 ألفا و400 هكتار، منها 66 ألفا و500 هكتار ممكننة، في حين، بلغت المساحة المزروعة بالقطاني (الفول، والعدس، والحمص، والجلبان) 12 ألفا و350 هكتارا، ومساحة الكلأ 7 آلاف و400 هكتار. وفي منطقة دكالة، التي توصف بانها منطقة فلاحية بامتياز، أثرت التساقطات المسجلة، التي بلغت بين منتصف دجنبر و22 فبراير، 363 ملم، إيجابيا على وتيرة تقدم الأنشطة الفلاحية، التي "جرى تكثيفها لتدارك التأخير المسجل، بداية الموسم الفلاحي الحالي، خاصة في المناطق البورية". ووصف بلاغ للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة الحالة الإنباتية للمزروعات في المنطقة إجمالا بأنها "مرضية جدا"، مؤكدا على ضرورة "تسريع عمليات الصيانة، كلما سمحت الظروف المناخية". ويمثل حجم التساقطات المسجلة في المنطقة، حسب المصدر ذاته، انخفاضا ب 11 في المائة، مقارنة مع الموسم الفلاحي الماضي، وزيادة ب 51 في المائة، مقارنة مع المعدل السنوي للتساقطات المسجلة في المنطقة، خلال الفترة ذاتها. وأوضح المصدر أنه، إذا كان الموسم الفلاحي انطلق في ظروف جيدة في المنطقة السقوية، بفضل وفرة مياه السقي، فإنه شهد، على النقيض من ذلك، تأخرا في المنطقة البورية، التي لم تنجز فيها أهم الأنشطة الفلاحية، إلا بعد هطول الأمطار في دجنبر. وذكر المصدر أنه جرى إنجاز البرنامج الفلاحي المسطر بالدائرة السقوية الكبرى، بشكل كامل، بفضل كميات مياه السقي المتوفرة، إذ "منحت 4 إلى 5 حصص للسقي في فترة تأخر التساقطات، من بداية الموسم الفلاحي، إلى منتصف دجنبر". وبخلاف المناطق الجنوبية، والجنوبية الشرقية للبلاد، شهدت معظم المناطق الفلاحية تساقطات مهمة، طيلة الأشهر الأخيرة. وكانت وزارة الفلاحة أعلنت أن المغرب شهد، خلال الموسم الفلاحي الجاري، إلى غاية نهاية فبراير، تساقطات مطرية بلغت في المعدل أكثر من 370 ملم، بزيادة حوالي 70 في المائة، مقارنة مع تساقطات سنة عادية، (226 ملم)، وانخفاضا بنسبة 20 في المائة، مقارنة مع المعدل القياسي في الموسم الفلاحي الماضي، (466 ملم)، الذي توج بإنتاج 102 مليون قنطار من الحبوب الرئيسية الثلاثة. وحسب معطيات وزارة الفلاحة، بلغت المساحة الإجمالية المزروعة بالحبوب الخريفية 4.7 ملايين هكتار، منها 360 ألف هكتار مسقية، و950 ألف هكتار ممكننة، أي بارتفاع نسبته 6 في المائة، مقارنة مع الوضع إلى غاية 15 يناير الماضي (4.42 مليون هكتار)، وبانخفاض نسبته 6 في المائة، مقارنة مع معدل السنوات الخمس الأخيرة (5 ملايين هكتار). ويهم هذا الانخفاض، خصوصا، المساحات المخصصة لإنتاج الشعير، لكن يتوقع تدارك هذا الانخفاض بالزراعات الربيعية، التي مهدت لها الأمطار الأخيرة، ويتعلق الأمر بالذرة، وعباد الشمس، على الخصوص. وبلغت المساحات الموجهة للزراعات العلفية والقطاني 655 ألف هكتار، منها 410 ألف هكتار للزراعات العلفية، بارتفاع ب 19 في المائة، مقارنة مع المساحات المزروعة إلى غاية منتصف يناير الماضي.