يؤكد رئيس الكنفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن التدابير الاستباقية التي اتخذتها السلطات العمومية المختصة، ساهمت إلى حد كبير في التقليص من حجم الأضرار التي تسببت فيها الفيضانات، على إثر الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على بلادنا خلال هذا الموسم ، خصوصا بجهة الغرب ، بالإضافة إلى الدعم المالي الأخير للحكومة التي خصصت اعتمادات بقيمة 200 مليون درهم لتمويل التدابير المتخذة من أجل التخفيف من آثار الفيضانات التي شهدتها هذه المنطقة. ويبرز أحمد أوعياش رئيس التنظيم المهني المذكور ، في حوار مع جريدة العلم ، أن هذه التدابير أنقذت نسبة كبيرة من الأراضي الفلاحية التي غمرتها مياه الأمطار الأخيرة ، حيث ساهمت تدخلات المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالغرب، على مستوى إعداد شبكة التطهير وقنوات تصريف المياه ، في إنقاذ أكثر من 15 ألف هكتار من أصل 50 ألف هكتار تضررت بالمياه ، مقللا من خطورة ركود المياه المسجل على مستوى حوض الغرب ، حيث إن تأثيرذلك سيكون محدودا جدا على مستوى الإنتاج الوطني، باعتبار أن المساحة التي تضررت تبقى قليلة بالقياس إلى المساحة الإجمالية المزروعة على المستوى الوطني، وبالمقارنة أيضا مع أضرار الموسم الفلاحي السابق التي همت حوالي 100 ألف هكتار ويفيد أوعياش أن المغرب مازال لم يستغل حتى الآن الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها في المجال الزراعي ، والتي تمكنه من تحقيق الأمن الغذائي والرفع من الإنتاجية في مختلف السلاسل الفلاحية ، موضحا أن بلادنا تستطيع ، في مجال الحبوب ، على سبيل المثال ، أن تحقق محصولا يصل إلى 120 مليون قنطار أو أكثر . وشدد رئيس الكنفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية على أهمية الأهداف التي حددتها الاستراتيجية الحكومية في مخطط المغرب الأخضر ، والتي تتسم بالشمولية ، وتتوخى تجاوز المعيقات والعقبات التي ظلت تعرقل نمو القطاع الفلاحي ، مشيرا إلى أن النتائج الأولية لهذا المخطط كانت إيجابية بشكل عام ، إلا أن ضمان النجاح الكامل يتطلب التحلي باليقظة المستمرة وتضافر جهود مختلف الفاعلين ، واحترام التزامات جميع الأطراف المتدخلة ، لأن تحقيق أهداف هذا الورش الهيكلي ، مسؤولية الجميع .. ويؤكد أوعياش أن الأمطار التي مازالت تتهاطل على بلادنا تبشر بموسم فلاحي ،إذ تدفع مختلف المؤشرات الفلاحية إلى التفاؤل بالرغم من بعض الأضرار التي خلفتها الأمطار الاستثنائية في بعض المناطق ، ومن أهم هذه المؤشرات نسبة المساحات المزروعة بالحبوب ، والتساقطات المطرية المهمة التي تهاطلت على مختلف مناطق المغرب، وارتفاع مخزون البذور المختارة إلى حوالي مليون و200 ألف قنطار ، وارتفاع منسوب مياه الوديان والسدود بما يحسن احتياطات المياه الموجهة للاستعمال الفلاحي ، وتوسيع زراعة الأشجار المثمرة ، وتوفير الكلأ للماشية، حيث ستستفيد من هذا الوضع مختلف الأنشطة الفلاحية ، متوقعا أن يتجاوز محصول الموسم الفلاحي الحالي من الحبوب الحاجيات الوطنية ،وقد يوفر مخزونا إضافيا ، كما أن هذه التساقطات ستكون لها آثار ايجابية على الصادرات المغربية من المنتوجات الفلاحية وعلى زراعة الأشجار المثمرة ، وكذا على تحقيق نمو جيد للنباتات الطبيعية بالمراعي ، حيث سيتوفر الكلأ الكافي للماشية ، بالإضافة إلى تحسين الاحتياطات من مياه السدود ذات الإستعمال الفلاحي ، التي سجلت معدلات قياسية بالمقارنة مع السنوات الماضية . وذكر أوعياش أن هذه الأمطار ستكون لها آثار مفيدة أيضا على تحسين الفرشة المائية ، كما أنها ستمكن من الاستجابة للحاجيات من المياه خلال الفترة المتبقية من الموسم الفلاحي الجاري ، و ضمان احتياطي مهم من المياه المستعملة في الري للمواسم الفلاحية المقبلة.