أعلن الوزير الأول عباس الفاسي الخميس الماضي أن الحكومة خصصت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، مبلغ مليار و670 مليون درهم، ضمن برنامج استعجالي لمواجهة تداعيات الفيضانات التي شهدتها مؤخرا بعض مناطق المملكة. وأوضح عباس الفاسي أمام مجلس الحكومة أن هذه الاعتمادات المخصصة لتمويل البرنامج الاستعجالي، تشكلت من الميزانيات الخاصة بالوزارات المعنية في حدود 915 مليون درهم، ومساهمة صندوق محاربة آثار الكوارث الطبيعية في حدود 565 مليون درهم، فيما ستخصص وزارة الداخلية، عن طريق الإنعاش الوطني، مليون فرصة عمل يومية لفائدة سكان المناطق المنكوبة. وأشار إلى أنه بالنظر إلى الطابع الاستثنائي للتساقطات المطرية؛ فقد تم تسجيل خسائر هامة كانت حصيلتها الأولى، على الخصوص، غمر أزيد من 150 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بالمياه، لاسيما بمنطقتي الغرب وسوس، والانهيار الكلي لما يقارب 2650 وحدة سكنية، 95 في المائة منها مبنية بالطين أو تعتبر من السكن الهش، مؤكدا أنه لمواجهة هذه الوضعية، عملت السلطات العمومية على الإعانة والمساعدة المباشرة للسكان المنكوبين، والإعادة السريعة للمرافق العمومية للقرب، وترميم وإعادة المنشآت المتضررة، وتعزيز وسائل الإنذار واليقظة. من جهته، قال عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، إن مجموع المساحات المتضررة من الأمطار التي عرفها المغرب هذه السنة بلغت حسب تقييم أولي 168 ألف هكتار، منها 135 ألف بمنطقة الغرب. وأضاف أخنوش، خلال عرض قدمه الأسبوع الماضي أمام لجنة الفلاحة والشؤون الاقتصادية بمجلس المستشارين حول سير الموسم الفلاحي 2009 /,2010 ومخلفات الظروف المناخية، أن هذه المساحة تتوزع على الحبوب والشمندر السكري والقطاني والزراعات الكلئية والخضروات والأشجار المثمرة والأراضي غير المحروثة. وأكد أن الأمطار تسببت كذلك في نفوق 1371 رأسا من الماشية، وإتلاف 4025 خلية نحل، و108 آلاف و500 من الدواجن. كما أدت إلى إتلاف عدد من السواقي والآبار وآلات الضخ والحواجز التحويلية وانجراف جنبات وديان وتوحل قنوات لصرف مياه الأمطار. وبخصوص الأضرار التي عرفتها الجهات الأخرى بالمملكة، أكد أخنوش أنها عرفت فيضانات على صعيد 25 عمالة وإقليما بصفة متفاوتة، أدت أساسا إلى غمر ما يفوق 32 ألف هكتار من المساحات الفلاحية، ونفوق ما يزيد عن 550 رأسا من الماشية، وتلف عدد من التجهيزات الهيدروفلاحية، مؤكدا أن التكلفة الإجمالية للخسائر بلغت 366 مليون درهم. من جهتها ستخصص وزارة التجهيز والنقل برسم سنة 2010 نحو 560 مليون درهم لإصلاح الأضرار التي لحقت بالشبكة الطرقية إثر التساقطات المطرية الاستثنائية التي شهدتها البلاد، وذلك حسب برنامج تدخل للوزارة. وأوضح المصدر ذاته أن هذه الأضرار تقدر ب1211 مليون درهم، مضيفا أن حجم الأضرار التي تعرضت لها الشبكة الطرقية على مستوى جهتي الغرب الشراردة بني احسن وسوس ماسة درعة لوحدهما بلغ 970 مليون درهم. وقد تسببت التساقطات المطرية الاستثنائية التي شهدتها المملكة (أزيد من 150 مرة من النسبة المسجلة في الثلاثين سنة الماضية) في إلحاق أضرار هامة بالشبكة الطرقية، مما أدى إلى حدوث اضطرابات في حركة السير بالعديد من المحاور الطرقية الوطنية والجهوية والاقليمية. وقد تضررت حركة المرور بحوالي 33 إقليما إلى حدود فبراير من السنة الحالية، كما تم رصد أزيد من ثلاثة ملايير درهم في سنة 2010 لتشييد سدود للحماية من الفيضانات، وذلك حسب برنامج التدخل لكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة. وقال أحمد أوعياش رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية أن الأحوال الجوية السيئة ستخفض محصول البلاد من الحبوب هذا العام إلى ما بين ستة إلي سبعة ملايين طن مقارنة مع محصول قياسي في الموسم الماضي بلغ 2,10 مليون طن. ونتيجة لذلك سيحتاج المغرب لاستيراد ما بين أربعة ملايين إلى 4,5 مليون طن من القمح والشعير لتعويض التراجع الحاد في المحصول المحلي.