استحضارا لفصول ملاحم الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة، ووفاء لأرواح شهدائها الأبرار، يخلد الشعب المغربي وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير وسكان الدارالبيضاء اليوم 7 أبريل 2011 الذكرى 62 لشهداء أحداث 7 أبريل 1947. ففي هذا اليوم من شهر ابريل 1947 أقدمت قوات الاحتلال على اقتراف أبشع مجزرة في حق سكان الدارالبيضاء للحؤول دون قيام جلالة الملك المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه برحلة الوحدة التاريخية إلى مدينة طنجة يوم 9 ابريل 1947 لما كانت تهدف إليه تلك الرحلة من تحقيق مطالب المغرب المتمثلة في استقلاله وتأكيد وحدة أرضية وتمسكه بهويته العربية والإسلامية. إن الذاكرة الوطنية لتختزن أياما من أيام هذه المدينة المجاهدة الحافلة بالنضال والمقاومة والتضحيات الجسام التي بذلها أبناؤها في ميدان الكفاح دفاعا عن مقدسات الوطن وتحديا لقوات الاحتلال أثناء مواجهات يوم 7 أبريل 1947 إذ تصدى المواطنون بكل شجاعة وإقدام وإيمان لحملة التنكيل والتقتيل التي شنها الاحتلال في حقهم، التي اتسمت بالوحشية والهمجية. فقد اختلق الفرنسيون أسبابا أوهن من بيت العنكبوت ليدفع رئيس ناحية الدارالبيضاء بونيفاس جنوده إلى ترويع وقتل المواطنين بكل من حي ابن مسيك وكراج علال ومديونة ودرب الكبير والأحياء المجاورة دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء. فسقط المئات من المواطنين بين شهداء وجرحى واعتقل آخرون كثيرن: بيد أن بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه تحدى قوات الاحتلال وأدرك أبعاد وأهداف المؤامرة الدنيئة التي أقدمت عليها تلك القوات، وتوجه إلى مدينة الدار البيضاء ليواسي أسر الضحايا ثم قام بعد ذلك بتنفيذ زيارته الى مدينة طنجة في موعدها المقرر، محبطا مناورة الاستعمار، وألقى خطابه التاريخي بطنجة كما كان مقررا أعلن فيه للعالم أجمع إرادة الشعب المغربي وعزمه على المطالبة بنيل استقلاله مؤكدا أن المغرب متمسك بسيادته ووحدته وصون كيانه. وقد كان من آثار أحداث 7 أبريل 1947 الدعوة الى تنفيذ إضراب عام بالمدن المغربية واستعدت فعاليات المجتمع لتقديم العون والدعم للأسر المتضررة، وتعزيز المواقف المعادية للاحتلال وشجب مؤامراته التي أودت بحياة الأبرياء وروعت المواطنين، غير أن هذه الأحداث المؤلمة ساهمت في تأجيج الروح الوطنية ومشاعر النضال لإنهاء الوجود الاستعماري وإصرار العرش والشعب على مواصلة الكفاح وخاصة اثر إقدام السلطات الاستعمارية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة يوم 20 غشت 1953 الى جزيرة مدغشقر، ولم تهدأ المقاومة إلا برجوع السلطان الشرعي حاملا لواء الحرية والاستقلال. وان أسرة المقاومة وجيش التحرير وهي تخلد ذكرى شهداء أحداث 7 أبريل 1947 لتهدف الى استحضار ملاحم الكفاح الوطني والتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء والإشادة ببطولاتهم والتعريف بإسهامات جميع شرائح المجتمع المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد في سبيل الدفاع عن الوطن ومقدساته واستلهام ما تزخر به هذه الملاحم من قيم وطنية سامية..)