يخلد الشعب المغرب، وفي طليعته أسرة المقاومة وجيش التحرير وسكان ولاية الدارالبيضاء الكبرى، اليوم الأربعاء، الذكرى 63 لأحداث 7 أبريل1947. وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بالمناسبة، بأنه في مثل هذا اليوم من شهر أبريل1947، أقدمت سلطات الاحتلال على اقتراف أبشع مجزرة في حق سكان مدينة الدارالبيضاء، للحيلولة دون قيام بطل التحرير، جلالة المغفور له محمد الخامس، بزيارة الوحدة التاريخية إلى مدينة طنجة، يوم 9 أبريل 1947، لما كانت تهدف إليه تلك الزيارة من تحقيق لمطالب المغرب، المتمثلة في استقلاله وتأكيد وحدة أراضيه وتمسكه بهويته العربية والإسلامية. وتختزن الذاكرة الوطنية صفحات مشرقة من نضال هذه المدينة المجاهدة، الحافلة بالنضال والتضحيات الجسام، التي بذلها أبناؤها في ميدان الكفاح، دفاعا عن مقدسات الوطن، وتحديا لقوات الاحتلال أثناء مواجهات يوم 7 أبريل1947، إذ تصدى المواطنون، بكل شجاعة وإقدام وإيمان، لحملة التنكيل والتقتيل، التي شنها المستعمر عليهم بكل وحشية وهمجية، حيث افتعل الفرنسيون أسبابا واهية، دفع على إثرها "بونيفاس" رئيس ناحية الدارالبيضاء، بجنوده لترويع وتقتيل المواطنين، بحي ابن مسيك، وكراج علال، ومديونة، ودرب الكبير، والأحياء المجاورة، دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء، فسقط المئات من المواطنين، بين شهداء وجرحى، واعتقل العديد من الأبرياء. غير أن جلالة المغفور له محمد الخامس، تحدى قوات الاحتلال وأدرك أبعاد وأهداف المؤامرة الدنيئة لقوات الاحتلال، فتوجه إلى الدار البيضاء مواسيا رحمه الله أسر الضحايا، ليقوم بعد ذلك بزيارته إلى طنجة في موعدها المحدد، محبطا مناورة المستعمر، وألقى خطابه التاريخي بها، كما كان مقررا، معلنا للعالم أجمع إرادة المغرب وإصراره على المطالبة باستقلاله، مؤكدا أن المغرب متمسك باستقلاله ووحدته وصيانة كيانه. لقد كان لأحداث 7 أبريل1947 أثر شديد ووقع كبير في نفوس المواطنين وقادة الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، إذ انطلقت الدعوة إلى الإضراب العام بالمدن المغربية، حيث تعبأت فعاليات المجتمع لتقديم العون والدعم للأسر المنكوبة، وتعززت المواقف المعادية للاحتلال، وشجب مؤامراته التي أودت بحياة الأبرياء، وروعت المواطنين. كما أسهمت هذه الأحداث في تأجيج الروح الوطنية ومشاعر النضال التحرري لإنهاء الوجود الاستعماري، وإصرار العرش والشعب على مواصلة الكفاح، خاصة إثر إقدام السلطات الاستعمارية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس، قدس الله روحه، وأسرته الكريمة، يوم 20 غشت 1953 إلى جزيرة مدغشقر، تلك المقاومة التي لم تهدأ ثائرتها إلا بعودة الملك الشرعي وبزوغ فجر الحرية والاستقلال. وأشارت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إلى أنها، وهي تستحضر ذكرى شهداء أحداث 7 أبريل1947، لتهدف إلى استحضار ملاحم الكفاح الوطني والتضحيات الجسام، التي قدمها الشهداء، والإشادة ببطولاتهم والتعريف بإسهامات جميع شرائح المجتمع، بقيادة العرش العلوي المجاهد في سبيل الدفاع عن حمى الوطن وحياضه، والذود عن مقدساته، واستلهام ما تزخر به هذه الملاحم من قيم وطنية سامية. وبهذه المناسبة، سيجري تنظيم وقفة أمام اللوحة التذكارية المخلدة لذكرى شهداء هذه الأحداث بساحة (7 أبريل1947)، والترحم على أرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة، وفي مقدمتهم بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه. كما سيجري تنظيم مهرجان خطابي بمقر عمالة مقاطعات الفداء- مرس السلطان، تلقى خلاله كلمات لاستحضار دلالات ومعاني هذا الحدث التاريخي، وما يزخر به من قيم المواطنة ومظاهر التضحية والبطولة والفداء.