يخلد الشعب المغربي وساكنة ولاية الدارالبيضاء الكبرى، يوم الثلاثاء الذكرى الـ62 لأحداث 7 أبريل .1974 وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ بالمناسبة، بأنه في مثل هذا اليوم من شهر أبريل 1974 أقدمت سلطات الاحتلال على اقتراف أبشع مجزرة في حق سكان مدينة الدارالبيضاء للحيلولة دون قيام محمد الخامس بزيارة الوحدة التاريخية إلى مدينة طنجة يوم 9 أبريل 1974 لما كانت تهدف إليه تلك الزيارة من تحقيق لمطالب المغرب المتمثلة في استقلاله وتأكيد وحدته أراضيه وتمسكه بهويته العربية والإسلامية. وتختزن الذاكرة الوطنية صفحات مشرقة من نضال هذه المدينة المجاهدة الحافلة بالنضال والتضحيات الجسام التي بذلها أبناؤها في ميدان الكفاح دفاعا عن مقدسات الوطن وتحديا لقوات الاحتلال أثناء مواجهات يوم 7 أبريل ،1974 إذ تصدى المواطنون بكل شجاعة وإقدام وإيمان لحملة التنكيل والتقتيل التي شنها المستعمر عليهم بكل وحشية وهمجية، فقد افتعل الفرنسيون أسبابا واهية دفع على إثرها بونيفاس رئيس ناحية الدارالبيضاء بجنوده لترويع وتقتيل المواطنين بحي ابن مسيك وكراج علال ومديونة ودرب الكبير والأحياء المجاورة؛ دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء، فسقط المئات من المواطنين بين شهداء وجرحى واعتقل العديد من الأبرياء.لقد كان لأحداث 7 أبريل 1974 أثر شديد ووقع كبير في نفوس المواطنين وقادة الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، إذ انطلقت الدعوة إلى الإضراب العام بالمدن المغربية، إذ تعبأت فعاليات المجتمع لتقديم العون والدعم للأسر المنكوبة وتعززت المواقف المعادية للاحتلال وشجب مؤامراته التي أودت بحياة الأبرياء وروعت المواطنين. كما أسهمت هذه الأحداث في تأجيج الروح الوطنية ومشاعر النضال التحرري لإنهاء الوجود الاستعماري وإصرار العرش والشعب على مواصلة الكفاح، لاسيما بعد مؤامرة 20 غشت 1953 إثر نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة إلى جزيرة مدغشقر، تلك المقاومة التي لم تهدأ ثائرتها إلا بعودة الملك الشرعي وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.