يخلد الشعب المغربي، وفي طليته أسرة المقاومة وجيش التحرير وساكنة الدارالبيضاء، غدا الخميس، الذكرى ال`64 لشهداء أحداث 7 أبريل 1947. وذكر بلاغ للمندوبية السامية للقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأنه في مثل هذا اليوم من شهر أبريل 1947 أقدمت قوات الاحتلال على اقتراف أبشع مجزرة في حق سكان الدارالبيضاء للحيلولة دون قيام جلالة المغفور له الملك محمد الخامس برحلة الوحدة التاريخية إلى طنجة يوم 9 أبريل من نفس السنة لما كانت تهدف إليه تلك الرحلة من تحقيق مطالب المغرب المتمثلة في الاستقلال وتأكيد وحدة أراضيه وتمسكه بهويته العربية والإسلامية. وإن الذاكرة الوطنية لتختزن أياما من أيام هذه المدينة المجاهدة الحافلة بالنضال والمقاومة والتضحيات الجسام التي بذلها أبناؤها في ميدان الكفاح دفاعا عن مقدسات الوطن وتحديا لقوات الاحتلال أثناء مواجهات 7 أبريل، إذ تصدى المواطنون، بكل شجاعة وإقدام، لحملة التنكيل والتقتيل التي شنها الاحتلال في حقهم، والتي اتسمت بالوحشية والهمجية، حيث اختلق الفرنسيون أسبابا أوهن ليدفع رئيس ناحية الدارالبيضاء بونيفاس جنوده إلى ترويع وقتل المواطنين بكل من ناحية ابن مسيك وكراج علال ومديونة ودرب الكبير والأحياء المجاورة دون تمييز بين أطفال وشيوخ ونساء، فسقط المئات من المواطنين بين شهداء وجرحى ومعتقلين. بيد أن بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، تحدى قوات الاحتلال، وأدرك أبعاد وأهداف المؤامرة الدنيئة التي أقدمت عليها تلك القوات، وتوجه إلى مدينة الدارالبيضاء ليواسي أسر الضحايا، ثم قام بعد ذلك بزيارته إلى مدينة طنجة في موعدها المقرر، محبطا مناورة الاستعمار، وألقى خطابه التاريخي بطنجة كما كان مقررا والذي أعلن فيه للعالم أجمع إرادة الشعب المغربي وعزمه على المطالبة بنيل استقلاله، مؤكدا رحمة الله عليه أن المغرب متمسك بسيادته ووحدته وصون كيانه. وقد كان من آثار أحداث 7 أبريل 1947 الدعوة إلى تنفيذ إضراب عام بالمدن المغربية، واستعدت فعاليات المجتمع لتقديم العون والدعم للأسر المتضررة وتعزيز المواقف المعادية للاحتلال وشجب مؤامرته التي أودت بحياة الأبرياء وروعت المواطنين. غير أن هذه الأحداث المؤلمة ساهمت في تأجيج الروح الوطنية ومشاعر النضال لإنهاء الوجود الاستعماري وإصرار العرش والشعب على مواصلة الكفاح وخاصة اثر إقدام السلطات الاستعمارية على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة يوم 20 غشت 1953 إلى جزيرة مدغشقر، ولم تهدأ المقاومة إلا برجوع السلطان الشرعي حاملا لواء الحرية والاستقلال. وبهذه المناسبة، سينظم وفد من أسرة المقاومة وجيش التحرير صباح يوم غد الخميس وقفة أمام اللوحة التذكارية المخلدة لذكرى شهداء هذه الأحداث بساحة 7 أبريل والترحم على أرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة وفي مقدمتهم بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني. كما سيحتضن مقر عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان مهرجانا خطابيا تلقى خلاله كلمات لاستحضار دلالات ومعاني هذا الحدث التاريخي وما يزخر به من قيم الوطنية والتضحية والبطولة وتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. وسيتم بنفس المناسبة تدشين الفضاء المتحفي والتربوي للمقاومة وجيش التحرير بمديونة وعقد لقاء تواصلي بمقر العمالة فضلا عن تكريم ثلة من أعضاء أسرة المقاومة.