تحت رعاية المجمع الشريف للفوسفاط انعقدت بمدينة مراكش في الفترة ما بين 9 و 11 مارس الجاري الدورة الثانية من ملتقى «FMB Africa» الذي شكل فرصة لتبادل المعلومات وبحث سبل تطوير استخدام الاسمدة في الزراعة الإفريقية بغية تحقيق «الثورة الخضراء» بافريقيا. وتأتي مبادرة المكتب الشريف للفوسفاط في التوجه نحو افريقيا في إطار اهتمام المغرب بإفريقيا وبالتعاون جنوب جنوب. واعتبر المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط أن مجموعته ملتزمة بالمساهمة في التنمية الفلاحية بافريقيا وتوجيه كميات كبيرة من الأسمدة إلى أسواق القارة الافريقية في إطار تعزيز الشراكة مع الفاعلين الافريقيين والشراكة بين القطاع العام والخاص وتشجيع تنظيم منتديات تبادل الخبرات العلمية وتطوير المناقشات من أجل إيجاد حلول لمختلف المشاكل القائمة، منوها في نفس الوقت بالتدابير التي اتخذها المغرب على مستوى القارة الإفريقية من أجل تحقيق الثورة الخضراء بمشاركة المعهد الوطني للبحث الزراعي. كما دعا المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط إلى الاهتمام بالبحث العلمي من أجل تطوير العديد من فروع الزراعة والاعتماد على وضوح الرؤية كسبيل وحيد لتطوير الانتاجية سواء في الصناعة أو الزراعة، مع اعتماد سياسة القرب. ومن جهته قال السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري أن استعمال الأسمدة أصبح أمرا لامفر منه لتحسين الانتاج الفلاحي ومستوى دخل الفلاحين والحفاظ على الاراضي الفلاحية على المدى البعيد، وأن تقليص نسبة الفقر تمر أساسا عبر الفلاحة والتنمية الفلاحية، مضيفا بأن الثورة الخضراء داخل افريقيا هي إيجابية على القارة وعلى المعمور من أجل تخفيف الضغط على الأراضي وإصلاح بعض التوازنات داخل الأسواق العالمية فضلا على أن التخصيب يعتبر عن حق رافعة أساسية للتنمية الفلاحية المستدامة ذات البعد الاقتصادي. ويذكر أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الرائدة عالميا في تصدير الفوسفاط وإنتاج مشتقاته من الأسمدة يمتد نشاطها إلى القارات الخمس حيث ربطت علاقات شراكة مع زبنائها للتزويد على المديين المتوسط والطويل وتشييد وحدات الإنتاج داخل المغرب وخارجه. وتتوخى المجموعة في إطار استراتيجيتها التسويقية على المستوى الدولي زيادة الانتاج الزراعي في إفريقيا وإبطاء ظاهرة تدهور الأراضي الفلاحية، وقد وضعت لذلك أربعة أهداف على المدى المتوسط وهي خلق سوق مستقرة ودائمة للأسمدة، والمحافظة على المكانة الرائدة للمجموعة بوصفها موردا رئيسيا للأسمدة الفوسفاطية بإفريقيا؛ والاضطلاع بدور ريادي في تقوية التعاون بين دول الجنوب والتقريب بين توجهات القطاعين العام والخاص بإفريقيا إضافة إلى تعزيز مكانة المجموعة لدى الجهات والمؤسسات المانحة الدولية والمزارعين والشركات الزراعية وفاعلي السوق الزراعية في إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أنه في شهر شتنبر الماضي انعقد منتدى الثورة الخضراء الافريقية بدولة غانا وانكب حوالي 800 مشارك من بينهم وزراء ورجال أعمال ومصرفيين وخبراء وممثلي منظمات دولية على دراسة التدابير اللازمة لتشجيع الاستثمار والتعاون في قطاع الزراعة في افريقيا. وقد سبق لتسع عشرة دولة افريقية أن تبنت خططا لتسريع عجلة النمو الزراعي، بنسبة 6 في المائة سنويا لتحقيق الامكانات الاقتصادية الكامل للقطاع الزراعي. وبسبب الآثار السلبية على البيئة كنتيجة لسوء تخصيب الأرض والذي يدفع إلى البحث عن أراضي جديدة عن طريق إزالة الغابات، دفع بوزراء الزراعة الافارقة المشاركين في مؤتمر «قمة إفريقيا للأسمدة» بنيجيريا في شهر يونيو 2006 إلى التوقيع على «إعلان أبوجا» بشأن استعمال الأسمدة من أجل خلق ودعم الثور الخضراء بإفريقيا، وذلك من خلال زيادة نسبة التسميد بمعدل خمسين كيلوغرام في الهكتار والمحصول الواحد خلال خمس سنوات. وللعلم، فإن الفلاحة تشكل المصدر الرئيسي للدخل والشغل بنسبة 65 في المائة من سكان افريقيا وهو ما يعطي صورة حقيقية عن حجم العملية التي تهدف إلى تخصيب افريقيا في إطار الثورة الخضراء، التي انخرط فيها المغرب من خلال مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط الذي نظم الملتقى الاخير: (FMB Africa 2011) بشراكة مع المؤسسة الدولية FMB Group الفاعل المرجعي في مجال تجهيز وتحليل ونشر البيانات والدراسات وتنظيم اللقاءات التي تهم مستجدات صناعة وتجارة الأسمدة على الصعيد العالمي. وقد شارك في التظاهرة العديد من المساهمين الدوليين من حوالي 50 دولة من بينهم مسؤولون رسميون من البلدان الافريقية وخبراء دوليين في مجال الزراعة والاسمدة، بعدما سبق أن عقدت الدورة الأولى للملتقى سنة 2010 وعرفت نجاحا باهرا دفع المنظمين إلى برمجة عقد المؤتمر بشكل سنوي. وتعتبر مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط مجموعة ذات مصداقية كبيرة في الاسواق الدولية حيث تتوفر على تجربة 90 سنة. فإحداث المكتب الشريف للفوسفاط يرجع إلى سنة 1920 وقد عرف تطورا نوعيا ابتداء من سنة 1975 تاريخ إحداث مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والذي تحول سنة 2008 إلى شركة مجهولة: شركة المكتب الشريف للفوسفاط مجهولة الاسم. وتتوفر المجموعة على ثلاثة أرباع الاحتياطات العالمية من الفوسفاط وتساهم في انتاج مشتقات الفوسفاط من الحامض الفوسفوري والأسمدة حيث يتم إنتاج حوالي 27.80 مليون طن سنويا من الفوسفاط و3.076 مليون طن من حامض الفوسفوريك إضافة إلى 2.510 مليون طن سنويا من الأسمدة. وتستحوذ المجموعة على حصص مهمة في السوق العالمي للصادرات منها 42.8 في المائة بالنسبة لحامض الفوسفوريك؛ و21 في المائة من مشتقات الفوسفاط؛ 11 في المائة من الأسمدة الصلبة و 31.5 في المائة من الفوسفاط الخام؛ و25 في المائة من الفوسفاط في جميع أشكاله.