ينظم المجمع الشريف للفوسفاط الملتقى الإفريقي الثاني لمنتجي ووسطاء ومسوقي الأسمدة المعروفة اختصارا ب «FMB Africa» حيث سيلتقي المنتجون وشركات التسويق والعلماء ومنظمات التنمية بإفريقيا ونظراؤهم الدوليون خلال الدورة الثانية لهذا الملتقى الذي ستنعقد فعالياته خلال الفترة المتراوحة ما بين 9 و11 مارس بمراكش. ويعتبر هذا الملتقى، بالنسبة لكل هؤلاء الفاعلين، مرحلة هامة من أجل المساهمة في تنمية قطاع الفلاحة بإفريقيا وإتاحة الفرصة من أجل تعميم استعمال الأسمدة بشكل مستدام. وسيشكل فرصة متميزة وفريدة من نوعها للمشاركين الدوليين، الذين يضمون مجموعة من كبار المسؤولين المنتمين لدول جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا، للتركيز على آفاق «ثورة خضراء» حقيقية في إفريقيا والوقوف على مدى نجاعة الخطوات التي تم اتخاذها. لقد عكس ارتفاع أسعار الحبوب، في عام 2010، مدى أهمية إشكالية الأمن الغذائي والتي تعتبر أكثر خطورة على مستوى القارة الإفريقية التي تشهد أكبر نسبة نمو للساكنة في العالم. ومن المرتقب أن تشكل قضية تحديد كافة أسس الثورة الإفريقية الخضراء أهم الأولويات التي سينكب عليها المشاركون في هذا الملتقى الدولي، من خلال الاستناد على تجارب أهم المنتجين والمستوردين والموزعين وتجار التقسيط للأسمدة في إفريقيا. للتذكير، فقد قامت مجموعة م ش ف بتطوير إستراتيجية معدة خصيصا للسوق الإفريقي على امتداد العشر سنوات المقبلة. وتسعى المجموعة، من وراء اعتماد هذه الإستراتيجية، إلى تحسين مستوى خدماتها الموجهة للفلاحين الأفارقة عبر أنشطتها التجارية، وذلك بهدف تقديم حلول شاملة للقارة الإفريقية على صعيد إنتاجها الغذائي، من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة والتي من شأنها تدعيم وتعزيز التنمية الزراعية. وسيساهم هذا المؤتمر، من خلال الجمع بين المستوردين ووسطاء تسويق الأسمدة النشطين بافريقيا مع نظرائهم الدوليين، في المساعدة على خلق شبكة من شأنها تعزيز تطوير آليات السوق بما يعود بالنفع على الفلاحين. و تعد الأسمدة عنصرا حيويا لتنمية الزراعة، نظرا لكونها تحل مكان المواد المغذية المفقودة أثناء الحصاد، وهي تساهم في زيادة المردودية وإنتاج المواد العضوية لتحسين نوعية التربة. وتساهم الأسمدة في تحسين نوعية المحاصيل، والتي تعتبر مرحلة حاسمة تتيح للفلاحين بيع منتجاتهم في ظل احترامهم لسلاسل القيم. وتمكن الأسمدة من تعزيز احتباس الماء، الذي يعتبر مادة حيوية في إفريقيا حيث تشح المياه، إذ تشير التقديرات إلى أن تغير المناخ يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة والجفاف. وقد لا توجد منطقة في العالم قادرة على رفع إنتاجها الزراعي من أجل معالجة مشكلة الجوع ، من دون زيادة استخدام الأسمدة.