تحتضن مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط الدورة الثانية للملتقى الإفريقي للمنتجين والمسوقين والوسطاء في سوق الأسمدة، حيث ينتظر أن يساهم هذا الملتقى في تدعيم أسس الثورة الخضراء في القارة السمراء. وتعتبر مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط، أن هذا الملتقى الذي تحتضنه مدينة مراكش بين 9 و11 مارس الجاري، مرحلة هامة من أجل المساهمة في تنمية القطاع الفلاحي بالقارة السمراء وتعميم استعمال الأسمدة بشكل مستدام، حيث سوف يتم التركيز خلال الدورة الثانية التي ستشهد مشاركة كبار مسؤولي دول جنوب الصحراء، على آفاق «الثورة الخضراء» والوقوف على مدى نجاعة الخطوات التي تم اتخاذها في هذا المجال. وفي ظل ارتفاع أسعار الحبوب في السوق الدولية، وما تطرحه من إشكاليات على مستوى الأمن الغذائي في القارة الإفريقية، سوف ينكب المشاركون في الملتقى على تحديد كافة أسس الثورة الخضراء عبر تناول تجارب الفاعلين في سوق الأسمدة من منتجين ومستوردين وموزعين وتجار تقسيط. ويرتقب أن يفضي المؤتمر إلى المساعدة على خلق شبكة تعنى بتطوير آليات سوق الأسمدة، بما يساعد على الاستفادة من الدينامية الجديدة التي يفترض أن تطلقها الثورة الخضراء. وقد طورت مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط في السنوات الأخيرة، استراتيجية موجهة للسوق الإفريقي تغطي العشرية المقبلة، حيث تسعى إلى تحسين جودة خدماتها الموجهة للفلاحين الأفارقة عبر أنشطتها التجارية وتقديم حلول شاملة للقارة السمراء على مستوى الإنتاج الغذائي، وذلك عبر اتخاذ إجراءات ملموسة كفيلة بتدعيم وتعزيز التنمية الزراعية. وعززت مجموعة المجمع الشريف للفوسفاط حضورها في إفريقيا، حيث إن مبيعات المجموعة في القارة السمراء من الأسمدة تضاعفت عدة مرات في السنة الماضية. وكان المكتب أعلن في السنوات الأخيرة عن توجه نحو تعزيز مساهمته في الثورة الخضراء بالقارة بزيادة استعمال الأسمدة، كي يتم بلوغ 50 كلغ في الهكتار عوض 8 كلغ في الهكتار حاليا، علما أن المعدل العالمي يصل إلى 80 كلغ في الهكتار. وتستمد الأسمدة أهميتها من كونها تعد عنصرا حيويا لتنمية الزراعة على اعتبار أنها تساهم في زيادة المردودية وإنتاج المواد العضوية التي تغني التربة. في ذات الوقت تساعد الأسمدة على تحسين نوعية المحاصيل وتعزيز حسن استعمال المياه التي تندر في المناطق الجافة، خاصة في القارة السمراء. ويعتبر المجمع الشريف رائدا عالميا في مجال الفوسفاط ومشتقاته، وقد بلور في السنوات الأخيرة استراتيجية جديدة، ترمي إلى تأكيد تلك الريادة عبر تحديث الآلة الإنتاجية وخفض تكاليف النقل وجذب استثمارات خارجية مباشرة. غير أن الرهان الحاسم للمكتب يتمثل في مراقبة التغيرات التي تطرأ عبر حصر الأسعار في الحدود التي يرتضيها، وتكوين المخزون الاستراتيجي تحسبا للمنافسة. وتستحضر الاستراتيجية، التي سبق أن بسطها الرئيس المدير العام للمكتب في مناسبات سابقة، الطابع الدوري للقفزات التي تطرأ على أسعار الفوسفاط والظرفية الدولية الجديدة المطبوعة بتزايد الطلب على المنتوجات الغذائية التي تحتاج إلى استثمارات عالمية جديدة في مجال الأسمدة.