خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    موتسيبي: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    قلق متزايد بشأن مصير الكاتب بوعلام صنصال بعد توقيفه في الجزائر    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية        طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حرية التعبير والاتصال ...سلاح ذو حدين
المشروع الأمريكي لحروب بالوكالة
نشر في العلم يوم 21 - 02 - 2011

يوم الثلاثاء 1 فبراير وقبل تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية السلطة، قال الجنرال جيمس ماتيس قائد القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة سترد «دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا» على إي إغلاق لقناة السويس.
كما ذكر الجنرال ماتيس الذي يشرف على العمليات العسكرية الامريكية في منطقة تمتد من مصر إلى باكستان إن الولايات المتحدة ليست لديها خطط لإعادة ترتيب قواتها العسكرية في المنطقة بسبب عدم الاستقرار في شمال أفريقيا، وأضاف ما من سبب حاليا لإجراء أي نقل للقوات العسكرية أو أي شيء من هذا القبيل. لم أتلق أي أوامر. لم أطلب ولم أصدر توجيهات بأي شيء كهذا».
وتعد قناة السويس التي يبلغ طولها 163 كلم والتي تربط بين البحرين المتوسط والأحمر محورا استراتيجيا للتجارة العالمية وهي المصدر الثالث لمصر من العملات الأجنبية بعد السياحة والتحويلات المالية للمغتربين. ويشكل حجم الحركة الملاحية في القناة مؤشرا على صحة التجارة البحرية في العالم.
القوة العسكرية
يوم الأربعاء 16 فبراير تبين أن الجنرال الأمريكي كان يكذب. فقد أعلنت البحرية الأمريكية أن حاملة الطائرات الامريكية، يو اس اس انتربرايز، عبرت يوم الثلاثاء 15 فبراير قناة السويس وهي تبحر حاليا في البحر الأحمر باتجاه الخليج العربي.
وقال قائد الحاملة الاميرال تيري كرافت ان الحاملة وبعد أن اجتازت بدون عوائق القناة تبين أن المنطقة حول «هذا الطريق المائي المهم» ما زالت مستقرة.
ودخلت حاملة الطائرة التي يرافقها الطراد القاذف للصواريخ لايتي غولف وسفينة التموين اركتيك، الى المنطقة التابعة للاسطول الخامس الامريكي ومقره العام في المنامة بالبحرين.
من جهتها، أكدت مؤسسة ستراتفور المتخصصة في المخابرات دخول حاملتي طائرات امريكيتين نوويتين أخريين إلى المتوسط خلال الأيام الماضية لتعويض الانتربرايز، والحاملتان هما كارل فنسون وابراهام لينكون. ويمكن لكل حاملة طائرات ان تنقل 80 طائرة ومروحية.
حجم الكذب الأمريكي تبين كذلك من برقيات البنتاغون التي التقطتها مراكز البحرية الروسية في البحرين الأسود والمتوسط وفكت رموزها وأفادت أن عملية الحشد خطط لها في الثلث الأول من شهر يناير.
وبناء على هذه المعلومات حركت موسكو ثلاثة طرادات قاذفة للصواريخ وسفن الاسناد التابعة لها إلى شرق المتوسط. يوم الأربعاء كذلك صرح وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس أمام لجنة الدفاع في مجلس النواب الأمريكي «يصعب علي أن اتخيل ظروفا تقودنا إلى إرسال قوات إلى الميدان» في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، ولكن الوزير الأمريكي لم يفسر أسباب هذا التحرك العسكري الكثيف لقواته والمتعلق بربع مجمل أسطول حاملات الطائرات الأمريكية، كما لم يتحدث عن التعزيزات الكثيفة للقوات الأمريكية في قاعدة ديغو ديغارسيا بالمحيط الهندي وقاعدة العديد في قطر التي تضم أحد أكبر المطارات العسكرية الأمريكية خارج أراضيها.
يوم الثلاثاء 15 فبراير انتقدت روسيا دعوات اطلقتها قوى خارجية للقيام بثورة أو إلى تبني نماذج معينة من الديمقراطية في الشرق الأوسط. وقال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي ان بلاده قلقة إزاء الوضع في الشرق الأوسط، وأضاف مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيج أثناء زيارة للندن أعتقد أن تشجيع أو فرض نموذج خاص من الديمقراطية هو أمر غير بناء، هذا مثال لازدواج المعايير». وقال لافروف «شهدنا أكثر من ثورة في روسيا.. ونعتقد أننا ينبغي ألا نفرض ثورات على الآخرين. لا نعتقد أننا بحاجة لزيادة الضغط أو التحيز إلى طرف».
مسيرة التطور
على مدى التاريخ كانت الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كل الدول والمجتمعات محكومة بحتمية الانتقال من مرحلة إلى أخرى وذلك طبقا لنظريات التطور والتحول التي تحكم الجنس البشري. كتاب التاريخ كانوا في أغلب الأحيان هم من يحكمون على نجاعة أو فشل هذه التحولات في تحقيق أهداف الذين يقودون عملية التطور والانتقال والتغيير، أو من حيث تمكنها من خلق مجتمعات أفضل أولا بالنسبة لمواطنيها ثم بعد ذلك لجوارها الإقليمي.
كذلك على مدى التاريخ وخاصة منذ أن تشعبت وتعقدت تركيبات المجتمعات والدول وقامت الإمبراطوريات وتزايدت الصراعات بينها، تولدت عملية تداخل التأثير على حركة التطور من خارج محيطها. هذا التدخل الخارجي كانت له جوانبه السلبية أحيانا والإيجابية أحيانا أخرى. التأثير السلبي حسب حكم التاريخ كان أخطر خاصة عندما تعلق الأمر بتدخل القوى الأجنبية ذات الأطماع الاستعمارية والتوسعية لتوجيه عملية التطور الطبيعية في مجتمع ما أو دولة في الاتجاه الذي يخدم هذه القوى الطامعة.
خلال القرنين الماضيين شهد العالم تدخل العديد من القوى الإستعمارية في مسيرة التطور أو التحول خاصة تلك التي كانت تتعثر في عدد من دول العالم، وبإسم التحديث وسداد الديون ونشر الثقافة وإنهاء عصور الظلمات أو حماية التجارة والأجانب الذين يحلون أو يعملون في دول العالم التي وصفت بالمتخلفة، تدخلت الدول الاستعمارية لفرض استعمارها أو حمايتها، محللة سلوكها بأنها تريد الخير للشعوب ولتقدم الإنسانية، وضمان الاستقرار والأمن العالميين.
تجربة الحرب العالمية الأولى وتنكر فرنسا وبريطانيا وأمريكا لتعهداتهم للعرب الذين تمردوا على الإمبراطورية العثمانية مثال حي لذلك، وقبل ذلك كان حال الولايات المتحدة في بداية نشأتها عندما استغلت سكان البلاد الأصليين «الهنود الحمر» في حروبها ضد إسبانيا والمكسيك وبعد أن انتصرت تنكرت لهم بل وأبادت من طالبها بتنفيذ وعودها.
التجربة الاستعمارية تمت إعادتها بأساليب مختلفة بعد الحرب العالمية الثانية من الصين في أقصى شرق آسيا مرورا بالهند الصينية والهند والمنطقة العربية الوسطى وشمال أفريقيا وكل القارة السمراء. غير أن وجود قوة منافسة للهيمنة الغربية وخاصة الأمريكية أي الاتحاد السوفيتي سهلت عملية التطور الذاتية وانتصار حركات التحرير. وهكذا انتصرت الثورة الصينية وهزمت فرنسا في الهند الصينية وتحررت الدول العربية تباعا واستقلت الهند، وتواصل التطور الطبيعي لحركة الشعوب بحد أدنى من التدخل الخارجي.
حدثت نكسات في مسار إنعتاق دول العالم الثالث، جزء من هذه الانتكاسات كان بسبب التدخل الأجنبي، هكذا كان الأمر لثورة محمد غلام مصدق الذي انتخب لرئاسة الحكومة في إيران في 28 إبريل 1951 وأسقطه الأمريكيون سنة 1953 لأنه ألغى الامتيازات النفطية للشركات الأمريكية البريطانية، ولنظام سلفادور أليندي في الشيلي الذي صفته المخابرات المركزية الأمريكية على يد أنصارها من الجيش الشيلي في القصر الرئاسي في سانتياغو في 11 سبتمبر 1973، والأمثلة كثيرة.
الولايات المتحدة وفي نطاق خطواتها الأولى لإقامة الإمبراطورية العالمية، جربت الحلول مكان حليفتيها بريطانيا وفرنسا في مستعمراتهم السابقة وذلك بإسلوب جديد. كانت تجربة الفيتنام مرة لواشنطن حيث هزم جيشها بعد حرب مفتوحة استمرت من عام 1965 حتى عام 1973. وقد كرست النكسة الأمريكية في 17 يونيو 1975 باتحاد فيتنام الشمالية والجنوبية.
فترة الانطواء
بعد هزيمة حرب الفيتنام إنطوت الولايات المتحدة إلى حين على نفسها فيما يخص التدخل العسكري المباشر وإستمرت في التدخل غير المباشر بأساليب مختلفة.
حدث تحول جديد في التكتيك الأمريكي مع نهاية عقد السبعينات، حين قرر الكرملين التدخل عسكريا بشكل مباشر في أفغانستان. الفرصة كانت جيدة لواشنطن لإستعادة المبادرة والانتقام من الاتحاد السوفيتي على مساندته للفيتنام.
أدخل السوفييت الجيش الأربعين في 25 ديسمبر 1979 إلى أفغانستان لمساندة أنصارهم الذين أستولوا على الحكم في كابل، وتجندت الولايات المتحدة بمساعدة حلفاء لها لمساندة الشعب الأفغاني في رفضه لنظام ليس من صنعه، ودارت حرب دامت زهاء عشر سنوات. انسحبت القوات السوفييتية من أفغانستان بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989.
بعد سنتين إنهار الاتحاد السوفيتي، وجربت الولايات المتحدة من جديد أسلوب الحرب المباشرة نهاية سنة 1991، فأخرجت القوات العراقية من الكويت.
شكل إنتصار واشنطن في حرب الخليج الثانية فرصة لإحياء نزعات الماضي. هكذا فرضت الولايات المتحدة حصارا على العراق دام 12 سنة كان ثمنه قتل مليون مدني أغلبهم أطفال، وأثناء ذلك غزت الولايات المتحدة أفغانستان سنة 2001، وبعدها احتلت بلاد الرافدين في أبريل 2003، فقتلت مع أعوانها مليون ونصف مليون عراقي وشردت أربعة ملايين آخرين، ولم تخجل بعد كل ذلك في الاعتراف أن الغزو بني على معلومات كاذبة.
حاليا تخوض واشنطن حربين تمتدان من العقد الأول إلى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، دون رؤية شعاع ضوء عن نهاية النفق.
كتاب «نهاية التاريخ»
ما بين هزيمة السوفييت في أفغانستان وتورط الولايات المتحدة في حربي العراق وأفغانستان، وفي نطاق التشبث بفكرة الإمبراطورية الكونية، تبنت القوى السياسة المهيمنة على البيت الأبيض بغض النظر عمن هو الرئيس والتي وصفت بالمحافظين الجدد، نظريات أكاديمية قديمة جديدة لفرض نظام عالمي تحت غطاء عملية تحول سميت بالفوضى الخلاقة.
فرانسيس فوكوياما الكاتب والمفكر الأمريكي الجنسية ومن أصول يابانية، كان أحد ملهمي أصحاب هذه الإستراتيجية خاصة بعد صدور كتابه «نهاية التاريخ».
ملحمة الحرب في العراق وأفغانستان والتي كلفت الخزانة الأمريكية أكثر من 3850 مليار دولار حتى شهر نوفمبر 2010، رجحت لدى أصحاب القرار في الولايات المتحدة العودة إلى استغلال عمليات التطور والتحول العادية في البلدان المستهدفة أمريكيا، لخلق نتيجة في صالح المخططات الأمريكية، وذلك دون التورط في حروب يمكن أن تقود الولايات المتحدة إلى مصير مشابه لما حل بالاتحاد السوفيتي بعد المغامرة الأفغانية.
الفوضى الخلاقة قامت في جزء منها على ركوب عملية التطور والإصلاح عبر أشخاص وجماعات وأحزاب ومنظمات غير حكومية لتحويل مجراها بما يخدم المصالح الأمريكية.
فوكوياما عبر في مقالاته ومؤلفاته في السنوات الأخيرة عن قناعته بأن على الولايات المتحدة أن تستخدم القوة في ترويجها «للديمقراطية»، ولكن بالتوازي مع ما دبلوماسية ما اطلق عليه نموذج نيلسون الواقعي. حيث اعتبر إن استخدام القوة يجب أن يكون أخر الخيارات التي يتم اللجوء إليها، ولكنه ألمح إلى أن هذه الإستراتيجية تحتاج المزيد من الصبر والوقت.
من أحد معادلات الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط الكبير استغلال التمايزات العرقية والدينية من أجل الوصول إلى تقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و 56 كيان.
ويرتكز المخطط على استخدام المشاكل الاجتماعية والاقتصادية القائمة والتعقيدات السياسية في مجتمعات تناضل للإنتقال إلى مرحلة ما بعد الاستعمار، للتحريض على زعزعة الاستقرار والتشكيك في نجاعة كل ما تم إنجازه بعد التحرر من الاستعمار في صورته القديمة.
فالفوضى الخلاقة تستهدف نسف وخلخلة عملية البناء في مجتمعات تسعى خلال فترة زمنية محدودة بأحكام التاريخ وضروريات تكوين أجيال لمواكبة عالم متغير للتمكن من الإنتقال إلى مرحلة النضوج.
فعن طريق خلخلة الاستقرار يمكن منع تطور نظام اقتصادي وسياسي ليس بالضرورة مستوردا من الخارج، وفرض نتيجة مملاة من الأجنبي.
تعميم حالة عدم الاستقرار
على أساس هذه الخلفية يجب تحليل ومعالجة ما يحدث حاليا في المنطقة التي تشكل ما تصفه القواميس السياسية الأمريكية بالشرق الأوسط الجديد، وخاصة ما يتعلق بنقطة الوسط الجغرافي بين أفريقيا وآسيا.
تفيد مصادر رصد ألمانية وروسية أن هناك تحركات على عدة مستويات سواء على الصعيد الداخلي في مصر وغيرها أو الخارجي، هدفها تمديد حالة عدم الاستقرار ومنع استئناف النشاط الإقتصادي ومواصلة استنزاف قدرات البلاد المالية والتي قدرها مصرف كريديه اغريكول في بداية شهر فبراير بحوالي 310 مليون دولار يوميا، كما خفض من توقعاته للنمو في مصر من 5.3 في المائة إلى 3.7 في المائة في العام الجاري.
يوم الثلاثاء 15 فبراير، اعلنت القوات المسلحة المصرية ان استمرار الاضرابات والاعتصامات سيكون له نتائج «كارثية» على مصر. وبعد ان أكدت على «الحق في الاضراب والاعتصام» وإستجابتها لحوالي 80 في المائة من مطالب الإصلاح خلال أيام قليلة، قال الجيش ان «الظروف غير مناسبة حاليا في هذا». وطلب المجلس الأعلى للقوات المسلحة من المصريين أن ينحوا جانبا الحالة الثورية التي تمثلت في الاحتجاجات والاضرابات بسبب ضعف الأجور وظروف العمل لصالح الوحدة الوطنية وإعادة تشغيل الاقتصاد المتضرر.
ويشير محللون إلى أن حركة الشباب التي هيمنت على المظاهرات في مصر خلال 18 يوما والتي تفتقر لقيادة واضحة ولكنها كانت حيوية في التأثير على الجماهير باستخدامها لشبكات التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت، تسعى حاليا للتغلب على انقسامات بداخلها وتوحيد صفوفها لتشكيل أحزاب سياسية. غير أن المشكلة في نفس الوقت هي أنها تبقي على حالة عدم الاستقرار التي قد تقود البلاد إلى كارثة تدمر كل ما أنجزه الشعب المصري خلال عقود.
وبشير ملاحظون إلى أن ما يسمى حركة 25 يناير أو «ائتلاف شباب الثورة» الذي يعد الاكثر تمثيلا لهذه الحركة، تتعرض لتأثيرات مختلفة وأخبار مختلقة هدفها الإبقاء على حالة عدم الإستقرار وفرض ظروف ستؤدي لا محالة إذا لم يحسم في الأمر إلى مواجهة مع الجيش.
الجيش خصم جديد
ويشير مراقبون محايدون إلى وجود طوفان من الأخبار والمراسلات على الشبكة العنكبوتية التي تشكك بإسلوب غير مباشر إلى وجود حالة من عدم التيقن وسط المعارضة بشأن مدى النفوذ الذي سيسعى الجيش لفرضه في اعادة تشكيل نظام الحاكم.
ويشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تشارك في حملة التشكيك في دور الجيش المصري مؤكدة أنه هو الذي قام بثورة 23 يوليو 1952 وظل عمليا في الحكم منذ ذلك الحين، وفي إطار عملية التشكبك هذه صرح عضوا بارز في الجماعة الاخوان المسلمين لوكالة فرانس برس يوم 16 فبراير «ان شرطة وصفها بأنها من أمن الدولة منعته من مغادرة البلاد يوم الاربعاء وقال أنه يبدو أن القوة التي ارتبطت بحكم مبارك تحاول تثبت وجودها». ولجماعة الاخوان المسلمين التي لم تقم بدور قيادي في المظاهرات ولكنها كانت أكثر قوى المعارضة تنظيما في مصر على مدى سنوات عضو في اللجنة التي تعد تعديلات الدستور. كما يشار إلى أنه خلال حوارها من السلطات قبل وبعد تولي الجيش تسيير شؤون البلاد أبدت تحفطات بشأن اعتبار حركات الشباب متحدثا رئيسيا يعبر عن تطلعات الشعب.
موازاة مع ضغط الإخوان، عبر بعض الزعماء الذين يوصفون بالعلمانيين عن بواعث قلق بخصوص إمكان ان يؤدي الاسراع باجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية إلى منح ميزة لهذه الجماعة وتسليمها الحكم ليتكرر في مصر السيناريو السوداني الذي قاد إلى تفتيت السودان.
كان جعفر النميرى و بضغط من الاخوان المسلمين ، اول رئيس سودانى يطبق قوانين الشريعه الاسلاميه (قوانين سبتمبر) سنة 1983 فى كل انحاء السودان الأمر الذي رفضه الجنوبيون وهم في غالبيتهم غير مسلمين (مسيحيين و ديانات افريقيه). القرار كان السبب الرئيسي فى تجدد الحرب الأهلية في جنوب السودان بعد الهدوء الذي استمر عدة سنوات بعد توقيع اتفاقية اديس ابابا.
في عام 1985 أطيح بالنميري واوفى القائد العسكري سوار الذهب بتعهده وسلم الحكم إلى المدنيين. غير ان تجربة الحكم المدني في السودان لم تستمر طويلا فبعد ثلاث سنوات من انتخابات عام 1986 عاد إلى السلطة تيار حكم عسكري تحت شعار ديني ليسيطر على السلطة وفي سنة 2005 وقع صك بداية تقسيم السودان.
التلاعب
يوم الخميس 17 فبراير قالت وزيرة الامن البريطاني بولين نيفيل جونز ان الثورات التي يقوم بها شباب عربي يسعى للحرية تمثل «فرصة كبيرة» لجهود الغرب في مكافحة الارهاب.
وأضافت جونز في مقابلة اجرتها معها رويترز «لدينا اذا صح القول أداة كبيرة للترويج للقيم الغربية، هؤلاء الشبان ..يطلبون المزيد من الحريات. انهم يطلبون تطبيق نمط القيم الغربية في مجتمعاتهم ذلك النمط الذي يستطيعون رؤيته من خلال الانترنت. «في رأيي يجب النظر إلى ذلك على انه فرصة كبيرة».
بعد أن أغرقت الولايات المتحدة العالم بدعواتها للتغير اليوم وليس غدا خاصة في مصر، سجل في اليوم السادس لتولي الجيش إدارة البلاد تحول بتسعين درجة حيث طالبوا بالتريث والانتظار وتمديد الفترة الانتقالية. تقول مراكز الأبحاث الأمريكية التي ترسم جزء من سياسات البيت الأبيض وسياسيون ومحللون غالبيتهم من المحسوبين على المعسكر الأمريكي أن الإسراع بإجراء الانتخابات التشريعية خلال ثلاثة أشهر، وفقا للجدول الزمني الذي وضعه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، قد يفتح الباب أمام عودة برلمان يسيطر عليه أنصار النظام السابق.
هؤلاء لم يفسروا كيف سيحدث ذلك إذا كانت الانتخابات ستتم تحت أعين العالم كله وبحضور ملاحظيه، وإذا كانت غالبية الشعب ستختار من تريدهم دون إكراه أو تزوير.
المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية المتهم بإعطاء تبريرات لواشنطن لغزو العراق محمد البرادعي دعا إلى مشاركة مدنيين مع الجيش «فورا» في إدارة المرحلة الانتقالية مرددا كذلك المقولة التي تطالب بان تكون هذه المرحلة أطول زمنيا حتى لا تلقى البلاد «في أحضان النظام القديم».
وتقول أخبار واردة من واشنطن أن مدير المخابرات المركزية «سي آي ايه» ووكالة الاستخبارات الدفاعية «دي آي ايه» قدما تقريرا للرئيس أوباما جاء فيه انه اذا اجريت الانتخابات التشريعية في غضون ثلاثة شهور ستكون في صالح أقطاب من النظام القديم بالاشتراك مع جماعة الإخوان وهي قوة المعارضة الوحيدة المنظمة في الوقت الراهن.
تركيا ترد على واشنطن
يفسر محللون في قنوات رصد ألمانية وروسية أن هدف الولايات المتحدة من إطالة الفترة الإنتقالية إيجاد فرصة لتأليب الجماهير على الجيش عبر نشر العديد من الأخبار والتحليلات الموجهة، خاصة عبر الشبكة العنكبوتية التي غدت سلاحا لا ينكر الأمريكان أنه يستخدمونه لتسيير الأحداث لصالحهم.
يوم الخميس 17 فبراير رفضت الحكومة المنبثقة من التيار الاسلامي في تركيا الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة في اعقاب توقيف أربعة صحافيين في اسطنبول متهمين بالتواطؤ في مؤامرة سياسية.
وقال وزير الداخلية بشير اتالاي بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول «إن حرية الصحافة تلقى احتراما في تركيا أكثر منها في الولايات المتحدة... لا مشكلة في تركيا حول هذا الموضوع».
واعتقل أربعة صحافيين يعملون لحساب موقع انترنت معروف للمعارضة (اوداتيفي.كوم)، الاثنين في اسطنبول للاشتباه بتواطئهم في محاولة لزعزعة الاستقرار السياسي والطعن في وحدة البلاد الترابية وتشجيع الحركات الانفصالية، الأمر الذي قد يكون الهدف منه دفع العسكريين إلى الإطاحة بالنظام.
المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي دخل في مواجهة مع النظام التركي وقال «لدينا مخاوف خطيرة تتعلق بميل إلى تخويف الصحافيين في تركيا، لقد قلنا ذلك مباشرة للحكومة التركية وسنواصل قوله».
وكان السفير الأمريكي في انقرة فرانسيس ريتشياردون قد صرح قبل بضعة أيام حول هذا الموضوع.
ورد انذاك المسؤول الكبير في حزب العدالة والتنمية الحاكم حسين جيليك معلنا ان «السفراء ينبغي ان لا يتدخلوا في شؤوننا الداخلية».
كلينتون تهدد
في الوقت الذي تمردت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على الإملاءات الأمريكية التي لها أهداف واضحة بعيدة المدى، جددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون دعوتها لحرية الدخول إلى الانترنت معتبرة أن الدول التي تقمع الانشطة على الشبكة ستدفع ثمنا اقتصاديا وتواجه مخاطر حصول اضطرابات.
واشارت كلينتون في خطاب القته في جامعة جورج واشنطن الى الصين وكوبا وايران وسوريا وبورما وفيتنام كدول تفرض رقابة على الانترنت وقيودا على دخول الشبكة او تعتقل مدونين ينتقدون الحكومة.
ولكنها وصفت في نفس الوقت تسريب موقع ويكيليكس برقيات دبلوماسية امريكية سرية بانه نتيجة «عملية سرقة» مدعية أن الانتقادات الأمريكية لعمل الموقع لا تتعارض مع التزام واشنطن بحرية الانترنت.
وأدانت كلينتون نشر ويكيليكس البرقيات وقالت انه يعتمد على معلومات مسروقة تهدد أمن الولايات المتحدة وسلامة مصادر سرية من بينها نشطون في مجال حقوق الانسان واخرون ورد ذكرهم في هذه البرقيات. والمعروف أن الوثائق تكشف أسماء بعض عملاء للولايات المتحدة كانوا يتجسسون على بلادهم لحساب واشنطن.
كلينتون كانت تقول بكل بساطة حرام عليك حلال علي.
وأعلنت كلينتون أيضا عن مخططات لإطلاق رسائل على تويتر بالصينية والهندية والروسية بعد ايام على نشر رسائل بالعربية والفارسية، والتي بلغت أحيانا أكثر من 100 مليون رسالة خلال ساعات محدودة كل يوم.
وذكرت دون مواربة أن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة الناس «في بيئة تقمع الانترنت» عبر تقنيات للالتفاف على الرقابة، ولم تعتبر ذلك تدخلا في شؤون دول ذات سيادة خاصة وأن وزارتها والمخابرات المركزية ووكالات حكومية أخرى تضخ عبر الشبكة آلاف الأخبار الكاذبة، تماما كما فعلت إدارات سابقة في البيت الأبيض وبوسائل مشابهة ومختلفة حول أسلحة العراق والامثلة كثيرة.
وفي خطابها الثاني حول حرية الانترنت منذ السنة الماضية، قالت كلينتون ان الولايات المتحدة تدعم «حرية التعبير والتجمع وتشكيل جمعيات على الانترنت»، وهو ما تطلق عليه عبارة «حرية الاتصال بالانترنت»، وتحض دولا أخرى على تبني هذه الحريات.
وأضافت «هذه لحظة حساسة، الخيارات التي نقوم بها اليوم ستحدد ما ستبدو عليه الانترنت في المستقبل». ووصفت كلينتون الانترنت بأنها «الفضاء العام للقرن الحادي والعشرين- ساحة العالم والصف الدراسي والسوق والمقهى والنادي الليلي».
وأقرت ان الاحتجاجات في مصر وتونس وغيرهما التي بدأت بدعوات عبر فيسبوك وتويتر ويوتيوب تعكس «قوة الاتصال التكنولوجي كعامل مسرع للتغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي».
ودعت إلى «التمعن في ما حصل في تونس حيث النشاط الاقتصادي على الانترنت كان جزءا كبيرا من علاقات البلاد مع اوروبا، فيما كانت الرقابة على الانترنت مشابهة لتلك القائمة في الصين».
وتابعت «ان جهود فصل الانترنت الاقتصادية عن كل شيء اخر على الانترنت في تونس لم تستمر، لقد وجد الناس ولا سيما الشبان طرقا لاستخدام تكنولوجيا الاتصال للتنظيم والمشاركة وان هذا ساهم في إثارة حركة أدت إلى تغيير ثوري».
وفي المقابل حذرت من أن الحكومات التي تقطع الانترنت أو تفرض رقابة عليها أو عقوبات لمن ينشط عليها يمكن أن «تقضي على فرص لتحقيق السلام والتقدم وتحد من الابتكار وروح المبادرة».
وجاء خطاب كلينتون في نفس اليوم الذي عقد فيه قاض أمريكي جلسة استماع في فيرجينيا للنظر في شكوى حول محاولة الحكومة الأمريكية الحصول على معلومات حول صفحات على تويتر لاشخاص متصلين بويكيليكس، وكذلك في وقت يتم فيه وضع قانون يمكن الرئيس الأمريكي من تعطيل الوصول إلى الانترنت.
وكر تصدير الأكاذيب
بينما واصلت كلينتون حملتها التي تبييض فيها تدخلها في شؤون الدول، اعترف من وصفته الادارة الأمريكية بالمنشق العراقي رافد أحمد علوان الجنابي بأنه كذب عندما أكد أن العراق يملك برنامجا سريا للأسلحة البيولوجية.
وقال الجنابي الذي لقبه المسؤولون الإستخباريون الألمان والأمريكيون ب «كارفيل»، واللاجئ لألمانيا، لصحيفة «غارديان» البريطانية إنه لفق قصصا بشأن شاحنات محملة بالأسلحة البيولوجية ومصانع سرية، في نطاق جهود للإطاحة بنظام صدام حسين.
وفي نطاق نفس مهزلة الأكاذيب الأمريكية المدافعة عن الحرية والديمقراطية، طالب وزير الخارجية الامريكي السابق كولن باول وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون بتوضيح أسباب إعطائه معلومات خاطئة حول العراق مصدرها علوان الجنابي، حسبما اوردت صحيفة «غارديان» يوم الخميس 17 فبراير. وكان باول قد صرح في خطاب أمام الأمم المتحدة في 5 فبراير 2003 انه على علم بوجود أسلحة جرثومية في العراق، وذلك رغم أن أجهزة الاستخبارات الألمانية أبلغت واشنطن منذ سنة 2000 أنه لا وجود لأسلحة جرثومية في العراق.
لإتمام مسلسل المهازل الأمريكي وكعبرة للذين ينخدعون، عبر وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد المطلوب محاكمته في العديد من البلدان بتهمة ارتكاب جرائم حرب، عبر عن أسفه الأكبر على عدد الجنود الأمريكيين الذين سقطوا خلال الحرب على العراق، دون أي يبدي أي أسف عن أرواح مئات الآلاف من العراقيين التي أزهقت بسبب الغزو المدمر عام 2003 والاحتلال المتواصل إلى الآن.
وقال رامسفيلد في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية في منتصف شهر فبراير 2011 إن «أسفي الأكبر هو على الخسائر البشرية» في صفوف الجيش الأمريكي خلال الحرب على العراق، وأضاف «علينا أن نحترم تضحياتهم».
وبداية فبراير 2011، أقر رامسفيلد في كتاب مذكراته الجديد انه حاول يوم 3 مارس 2003 توجيه ضربة عسكرية إلى موقع خرمال وهو مجرد قرية عراقية إدعى أنها تحتوي موقعاً كيماويا شمال العراق، على أن يكون توقيتها في نفس موعد إلقاء وزير الخارجية الأمريكي حينها كولن باول كلمة أمام مجلس الأمن الدولي لإقناع أعضائه بالسماح بغزو العراق.
تهريب دبلوماسيين
يوم 16 فبراير 2011 عرضت الخارجية السورية أمام عدد من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية وثائق تثبت ان واشنطن والمخابرات المركزية جندتا طل الملوحي المدونة على شبكة الإنترنت والتي حكم عليها بخمس سنوات سجنا.
قدمت للصحفيين وثائق عن محاولة المدونة تجنيد الكاتب الثالث في السفارة السورية بالقاهرة سامر ربوع كلفتها بها إيمي سيا كاثرين داستيفانو الموظفة في السفارة الأمريكية بالقاهرة.
محاولة تجنيد ربوع فشلت وأبلغ هذا الأخير السلطات السورية بكل ما جرى معه.
ويوم 17 نوفمبر 2009 تعرض ربوع لإنتقام شاركت فيها إيمي سيا كاثرين داستيفانو وستاسي روس ستاربوك وهو كذلك دبلوماسي في السفارة الأمريكية. وقد أصيب ربوع بجرح طوله 14 سنتيمتر خلف شللاً في جزء من الوجه حتى الآن.
السفير السوري لدى القاهرة يوسف أحمد اتصل بمساعد وزير الخارجية المصري عبد الرحمن صلاح ليلاً وأبلغه طلب سوريا اتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم مغادرة الدبلوماسيين الأمريكيين الأراضي المصرية، فأبلغت الخارجية المصرية السفيرة الأمريكية سكوبي بأن دمشق تطلب ذلك وإلا فإن السفير السوري سيعقد مؤتمرا صحافيا يروي كل ما جرى، فأكدت سكوبي أنهما لن يغادرا مصر لكنه جرى تسفير ستاربوك وإيمي.
مباشرة بعد ذلك أقامت السفارة السورية دعوى قضائية ضد داستيفانو وستاربوك أمام نيابة شمال منطقة الجيزة ورقمها 32443.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.