أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء إقدام مستوطنين يهود على إحراق مسجد «الأنبياء» في قرية بيت فجار ، جنوب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، في حين ندد الطرف الفلسطيني بهذا الاعتداء الذي يعتبر الثامن عشر من نوعه ، ويحمل مؤشرا على وجود تنظيم للمستوطنين يستهدف المساجد. وقد أعرب مكتب منسق الأممالمتحدة الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سيري، عن صدمته لإحراق المسجد، ووصف ذلك العمل بأنه غير مقبول على الإطلاق. من جانبه، أشار مارتن نيسيركي، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال تصريحات للصحفيين في نيويورك، إلى أن إحراق المسجد يأتي بعد سلسلة من الهجمات على مساجد ومدنيين وأملاك فلسطينية. ونددت الرئاسة الفلسطينية و«حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) بإحراق مسجد «الأنبياء». وأكدت الرئاسة في، بيان صحفي، أن «الاعتداء على المساجد يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات». كما نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية بإقدام المستوطنين على حرق مسجد الأنبياء، محذرة من زعزعة الأوضاع في العالم الإسلامي كله، وليس في الأراضي الفلسطينية فحسب. تفاصيل العملية وذكرت مصادر فلسطينية أن المستوطنين اقتحموا مسجد الأنبياء ، وأحرقوا قسما من السجاد، وعددا من المصاحف فيه، وكتبوا عبارات وشعارات تحرض على قتل الفلسطينيين وتسيء إلى مشاعرهم الدينية. وقال مدير بلدية بيت فجار، علي ثوابتة، إن ستة مستوطنين جاؤوا في سيارة وداهموا المسجد وقاموا بحرقه. وأضاف في اتصال مع رويترز «عندما رأى الناس النار في المسجد هرعوا إليه لإطفائها، وكانت النيران قد أتت على السجاد إضافة إلى 15 مصحفا». وقال أحد سكان البلدة إنه شاهد سيارة بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية تغادر البلدة بعد إضرام النار في المسجد، واتجهت نحو مستوطنة كفار عتصيون. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى المسجد المستهدف، وأقامت الحواجز على مدخل بلدة بيت فجار، وقيدت دخول حملة هويات المناطق الأخرى لها، واستدعت شهود عيان لأخذ إفادتهم في القضية. كما وصل إلى بلدة بيت فجار عدد من المسؤولين الفلسطينيين، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها بدأت تحقيقا في الحادث. وحسب مصادر فلسطينية ، فإن المستوطنين دنسوا عدة مساجد أخرى في المنطقة خلال الشهور الماضية. وأن التسلسل في هذه الأعمال يشير إلى وجود منظمة إرهابية يهودية تستهدف المساجد خصوصا في محافظة نابلس. وترك المستوطنون عبارات «المسجد رقم 18 الذي يحرق» و»الانتقام» دليلا على جريمتهم في مسجد الأنبياء، وتأكيدا لوجود جهة منظمة تقف وراء حرق مساجد الضفة الغربية.