اصيب الاربعاء 38 مواطنا فلسطينيا في الضفة الغربية بجروح مختلفة على يد المئات من المستوطنين الاسرائيليين الذين هاجموهم في منازلهم بالأعيرة النارية والرشق بالحجارة وذلك تحت حماية جيش الاحتلال الاسرائيلي. واكدت مصادر فلسطينية ان حصيلة الاعتداءات التي شنها المستوطنون الاربعاء على مناطق متفرقة من الضفة الغربية بلغت 38 اصابة بينها اصابة وصفت بالخطيرة. وافاد شهود عيان بان عشرات المستوطنين من مستوطنة بيت عين القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية هاجموا الاربعاء قرية صافا تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة والجيش الاسرائيلي، واطلقوا النار تجاه الفلسطينيين، مما اسفر عن اصابة العديد من المواطنين بالرصاص والغاز المسيل للدموع الذي اطلقه جنود الاحتلال. وبحسب الشهود فان مستوطني 'بيت عين' قاموا عند الساعة السابعة من صباح الاربعاء بمهاجمة منازل الفلسطينيين في صافا، وعندما تصدى لهم اهالي القرية اطلقوا الرصاص تجاههم، مما اسفر عن اصابة 15 فلسطينيا بالرصاص، بعضهم جراحه خطيرة، عرف من بينهم سهيل ابو دية، واصيب برصاصة في صدره، والشاب ثائر ناصر عادي ( 18 عاما) الذي اصيب بعيار ناري في الرقبة، واجريت له عملية جراحية في مستشفى الاهلي بالخليل، وقرر الاطباء تحويله الى مستشفى رام الله الحكومي لمتابعة العلاج لشدة خطورة اصابته. ومع الهجوم الذي شنه المستوطنون على خربة صافا واقدامهم على سرقة بعض المواشي التي تعود لاهالي القرية اطلقت مكبرات الصوت في مساجد بيت امر وصوريف المجاورتين نداءات لاهالي المنطقتين ليهبوا لنجدة المواطنين في صافا، حيث هرع مئات المواطنين الى المنطقة، وتدخلت حينها قوات الاحتلال لتوقف هجوم المستوطنين وتؤمن عودتهم الى مستوطنتهم التي انطلقوا منها لتنفيذ الهجوم. واضاف الشهود ان الشرطة والجيش الاسرائيليين منعوا الفلسطينيين من التصدي للمستوطنين، واطلقوا تجاه المواطنين الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، مما ادى الى اصابة عشرات السكان بالاغماء في حين امتدت المواجهات الى بلدة بيت امر شمال الخليل. ووجه نصري صبارنه رئيس بلدية بيت امر نداء استغاثة للعالم اجمع بضرورة انقاذ سكان بلدة بيت صافا 'من مذبحة حقيقية يرتكبها المستوطنون المتطرفون' على اثر مقتل مستوطن الاسبوع الماضي على يد عامل فلسطيني. واصيب عدد من المواطنين في سوق باب السلسلة القريب من الطريق المؤدية الى حائط البراق والمسجد الاقصى المبارك داخل البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة الاربعاء بعد تعرضهم لاعتداءات عددٍ كبير من اليهود المتطرفين خلال توجههم الى حائط البراق وسط حراسات عسكرية مُشددة. وذكرت مصادر محلية في القدس ان آلاف اليهود المتطرفين اقتحموا البلدة القديمة من مدينة القدسالمحتلة باتجاه حائط البراق للمشاركة في صلوات خاصة بمناسبة عيد الفصح العبري الذي بدأ مساء الاربعاء ويستمر ثمانية ايام. ويعتقد المستوطنون الاسرائيليون انهم يكفرون عن خطاياهم تجاه الرب في عيد الفصح من خلال الاعتداء على الفلسطينيين والحاق الضرر بهم وبكل من لا يدين باليهودية والذين يوصفون ب 'الاغيار' اي غير اليهود. وعلى نفس الصعيد سمحت شرطة الاحتلال الاسرائيلي لمجموعات من المستوطنين بالدخول الى المسجد الاقصى المبارك في اطار الاحتفالات اليهودية بعيد الفصح. واكد شهود عيان ان مجموعة من المستوطنين تصاحبهم قوة شرطة للاحتلال دخلت الاربعاء الى باحات المسجد الاقصى، الا انها لم تمكث طويلا بسبب التواجد المكثف للمُصلين من مدينة القدسالمحتلة ومن داخل اراضي العام 1948 الذين لبوا نداء القيادات والمؤسسات والهيئات الدينية والوطنية المقدسية بشدّ الرحال الى المسجد الاقصى المبارك، وخاصةً اليوم وحتى انتهاء ايام عيد الفصح اليهودي بعد ثمانية ايام. ومن جهتها حذرت 'مؤسسة الاقصى للوقف والتراث'، في الاراضي المحتلة عام 48، من ان جماعات ومنظمات يهودية تخطط لاقتحام واستباحة المسجد الاقصى المبارك واقامة شعائر تلمودية خاصة ببناء الهيكل المزعوم، ابتداء من صباح امس الاربعاء وحتى يوم الخميس القادم (16/4)، وذلك بمناسبة ما يسمى بعيد الفصح اليهودي. وقالت المؤسسة 'ان عددا من المنظمات والجماعات اليهودية وجهت دعوات للقيام بهذه الاقتحامات واستباحة المسجد الاقصى، من خلال حملة اعلانية غير مسبوقة، تتعهد من خلالها بتوفير حافلات مجانية لنقل كل من يريد ان يشارك في هذه الاقتحامات والاعتداءات الجماعية'. ودعت 'مؤسسة الاقصى' عموم اهل الداخل الفلسطيني واهل القدس وكل من يستطيع الوصول الى المسجد الاقصى الى تكثيف شدّ الرحال الى المسجد الاقصى في كل وقت وحين والمرابطة فيه على مدار الساعة، خاصة في مثل هذه الايام التي قد يتعرض فيها المسجد الاقصى الى اعتداء واضح، مع العلم ان المسجد الاقصى يتعرض يوميا لاعتداءات وتضييقات من قبل المؤسسة الاسرائيلية . ومن جهتها دعت فصائل المقاومة الفلسطينية الى تعزيز المقاومة في الضفة الغربية للتصدي لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال في حين اكدت الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة على ان اعتداءات المستوطنين على المواطنين بالضفة الغربية تأتي مكملة لدور الحكومة اليمينية المتطرفة التي صعدت الى سدة الحكم في اسرائيل الاسبوع الماضي. واعرب الناطق باسم الحكومة طاهر النونو في بيان صحافي عن قلقه من اعتداءات المستوطنين على اهالي الضفة الغربية وقال 'اننا في الحكومة نستنكر هذه الاجراءات العدوانية على شعبنا وهذه الجرائم الخطيرة التي تتم وللأسف في ظل التنسيق الأمني الذي تقوم به سلطة رام الله بعد ان قامت بسحب سلاح المقاومة وتكبيل يديها واعطاء التعليمات لضباط وعناصر الشرطة والامن بعدم حماية المواطنين والدفاع عنهم جراء اعتداءات المستوطنين مما اعطى الفرصة لهؤلاء المستوطنين بالتجرؤ على اهلنا وشعبنا في الضفة'. ومن جهتها قالت حركة الجهاد الاسلامي ان السبيل الوحيد لمواجهة المستوطنين هو التصدي لهم واطلاق يد المقاومة وتشكيل المجموعات لحماية القرى والمدن من تغول المستوطنين الذين يعلنون بشكل واضح عن نيتهم مواصلة عدوانهم لطرد وترحيل العرب والفلسطينيين. واوضحت الحركة ان اعتداءات المستوطنين هي حلقات متواصلة تجري بتنسيق ورعاية حكومة وجيش الاحتلال بهدف الضغط على ابناء الشعب واجبارهم على الرحيل تمهيدا لاستكمال احتلال ومصادرة الارض واقامة المزيد من المشاريع التوسعية والاستيطانية فوق الارض الفلسطينية. ومن جهتها اكدت حركة حماس ان التصعيد مبرمج ومقر من قبل الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في تصريح صحافي: 'ما زال شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة يدفع ثمن اتفاقيات امنية مجحفة ومدمرة دمرت الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته والتي اعطت الاحتلال الصهيوني الحق في اكثر من 87' من ارضنا'. واضاف 'الأدهى والأمر هو التزام السلطة في الضفة بموجب التنسيق الامني والاتفاقيات الامنية الخطيرة بحماية الاحتلال والمغتصبين الصهاينة على الاراضي الفلسطينية، واستمرار ذلك حتى الآن وفي ظل تشكيل حكومة صهيونية متطرفة تتنكر لكل التزامات الحكومات الصهيونية السابقة وتصريحاتهم بان السلام لا يأتي بالمفاوضات بل بالحرب'. من ناحية اخرى اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلية فجر الاربعاء 17 فلسطينيا في انحاء متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة. وتشن قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالات بشكل يومي مما يزيد عدد الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي الى اكثر من 11 الف اسير فلسطيني يعيشون في ظروف غاية في الصعوبة في تشديد الاجراءات المتخذة ضدهم.