تضاعفت في الساعات القليلة الماضية اعتداءات المستوطنين المتطرفين، تزامن هذا مع وصول المئات منهم لمستوطنات شمال الضفة الغربية لعرقلة الانسحاب منها. فقد أطلق مستوطن النار مساء أمس الأحد من سلاحه الشخصي على تحسين شريف شقيرو "43عاما" وهو صاحب مشتل قريب من الشارع الالتفافي المؤدي إلى مستوطنة "ألفيه منشيه" جنوب مدينة قلقيلية. مما أدى لإصابته في كتفه الأيمن، ونقل إلى مستشفى مائير في مدينة "كفار سابا" المجاورة لتلقي العلاج. وقال يوسف شقيرو إن المستوطنين أقدموا الليلة قبل الماضية على إحراق مشتل شقيقه تحسين واستطاع العامل الموجود فيه إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومساء أمس داهم المشتل عدد منهم، فأطلق احدهم النار على تحسين فأصيب مباشرة في كتفه. من جهة أخرى تواصلت اليوم الاشتباكات العنيفة بين المستوطنين والقوات الإسرائيلية قرب مدخل مستوطنة "صانور" جنوب جنين اثر اعتداءات نفذها المستوطنون على عدد من المواطنين الفلسطينيين. قال شهود عيان، إن عشرات المستوطنين الغاضبين، تمكنوا من اختراق الإجراءات العسكرية المشددة التي اتخذها الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة "صانور"، واشتبكوا بالأيدي مع قوات الجيش التي تواجدت بكثافة في المكان، في وقت قام فيه عدد منهم بإعطاب بعض الآليات العسكرية وشوهد المستوطنين وهم يحملون أدوات حادة ويقومون بمهاجمة يهاجمون منازل المواطنين، وسط إطلاق هتافات ضد الفلسطينيين والعرب. وانتشر العشرات من المستوطنين في المفرق الرئيسي لقرية "عجة" الواقعة على بعد مئات الأمتار من المستوطنة وهاجموا منازل المواطنين ممن اضطروا إلى مغادرة منازلهم، واللجوء لدى أقارب لهم في القرية للنجاة بحياتهم. كما خرج المئات من المستوطنين إلى الشارع الرئيسي المحاذي لمستوطنة "حومش" شمال جنين وأغلقوا المنطقة في مظاهرة احتجاجية على قرار الانسحاب، ولدى محاولة جنود الاحتلال إخلاء المنطقة هاجمهم المستوطنون واشتبكوا معهم بالأيدي، ورشقوا بعض الآليات العسكرية بالطلاء. وحال التواجد المكثف للجيش الإسرائيلي في المكان، دون تمكن المستوطنين من الوصول إلى المنازل الفلسطينية الواقعة على أطراف قرية برقة، فأقدموا على تدمير محتويات مصنع للإسمنت في المكان، تعود ملكيته لمواطن من بلدة سيلة الظهر، وهو ما دفع العاملين فيه إلى الفرار منه. وهاجم المستوطنون للمرة الثانية محطة للمحروقات تعود ملكيتها لمواطنين من عائلة جرار، تقع على مدخل المستوطنة، وعاثوا تدميرا فيها، فيما شوهد عدد منهم يسرقون بعضا من محتوياتها، ويقومون بنقلها إلى داخل المستوطنة. وأفاد مصدر امني إسرائيلي أن المستوطنين المعتصمين في مستوطنة "حومش"، واصلوا الليلة الماضية أعمال العنف والاعتداء على ممتلكات الجيش الإسرائيلي، وقاموا بإحراق موقع عسكري للاتصالات وثقب إطارات عدد من السيارات العسكرية. وعلى صعيد أخر قرر المستوطنون العلمانيون من غير المتزمتين في مستوطنة "حومش" مغادرتها طوعا مساء اليوم الاثنين, مستبقين بذلك إقدام الجيش والشرطة الإسرائيلية على إخلائهم بالقوة إما غد الثلاثاء او بعد غد الأربعاء. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن المستوطنين العلمانيين سواء ممن غادروا المستوطنة في وقت سابق او أولئك الذين ما زالوا يقيمون داخل المستوطنة سينظمون عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي من هذا المساء (الاثنين) حفلا وداعيا ثم يغادرون المستوطنة إلى أماكن أخرى. وبرحيلهم تكون النسبة الكبرى من سكان مستوطنة "حومش" الأصليين قد غادرت, إلا انه بقي داخل المستوطنة المئات من المتزمتين ومن معارضي الانسحاب الذين قدم غالبيتهم من مستوطنات أخرى في الضفة الغربية. دان حالوتس رئيس الأركان الإسرائيلي قال للتلفزيون الإسرائيلي إن إخلاء مستوطنات الضفة سيكون أصعب بكثير من عملية الإخلاء التي جرت في غزة، مشيرا أن الجيش اعتقل مساء الأحد حوالي 200 من المحتجين في "حومش" و"صانور". مصادر أمنية بررت صعوبة الإخلاء في الضفة لان المستوطنين يملكون أسلحة ويخزنون أعدادا كبيرة من الذخيرة والقنابل الأمر الذي ينذر بحدوث صدامات حادة. وفي سياق متصل نددت كتلة الصحفي الفلسطيني بالاعتداء الهمجي الذي شنه مستوطنون ضد مصورين صحفيين فلسطينيين كانوا يغطون استعدادات الجيش الإسرائيلي لإخلاء مستوطنة صانور شمال جنين. واعتبرت الكتلة تهجمات المستوطنين على الصحافيين جعفر اشتيه مصور وكالة الأنباء الفرنسية وعلاء بدارنة مصور الوكالة الأوروبية في ظل تواجد الجنود وعدم تدخلهم تأكيد على تواطؤ المؤسسة العسكرية مع غطرسة المستوطنين المتطرفين. ووجهت الكتلة التحية للصحافيين الذي يمارسون دورا رياديا في تغطية الأحداث بمهنية عالية رغم المخاطر التي يتعرضون لها داعية المؤسسات الدولية إلى توثيق تلك الممارسات وفضحها في المحافل الحقوقية.