ذكرت مصادر إسرائيلية أن قوات الجيش والشرطة استكملت الليلة الفائتة إخلاء مستوطنتي "غنيم" و"كديم" الواقعتين شمال الضفة الغربية، في حين شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم بإقامة العديد من البوابات العسكرية ونقاط التفتيش على طول الطرق الواصلة بين مدن شمال الضفة ومدينة نابلس. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية سلمت صباح أمس أوامر الإخلاء لتسع عائلات بقيت في المستوطنتين، وقد وافقت هذه العائلات على الإخلاء. وقالت الإذاعة العبرية إن ثمان عائلات أخلت بيوتها خلال نهار أمس. وخرجت العائلة التاسعة بعد ذلك بساعات قليلة. واستعدادا لإنهاء عملية الانسحاب من مستوطنات شمال الضفة، أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق الرئيسية المؤدية لمدينة جنين، وانتشرت قوات معززة على امتداد الطرق الرئيسية والفرعية في المناطق القريبة من التجمعات الاستيطانية، وأقامت عشرات الحواجز العسكرية خاصة في محوري جنين نابلس والمنطقة الشرقية المؤدية للشارع الالتفافي. وأقامت تلك القوات بوابات حديدية محاطة بالمكعبات الإسمنتية على الشوارع الرئيسية ومداخل البلدات والقرى وحظرت على المواطنين التنقل والحركة. وذكر مواطنون فلسطينيون لمراسل "التجديد" أن القوات الإسرائيلية شددت من إجراءاتها العسكرية في بلدات وقرى جنوب غرب جنين, فقد أقيمت عدة بوابات حديدية على امتداد الشارع الرئيس جنين –عرابة- يعبد, وقرب معسكر "دوثان", إضافة لنقطة تفتيش إسرائيلية ثابتة على الطريق الفرعي الذي يسمح للمواطنين بالتنقل من خلاله على مدخل قرية "عرابة", وذلك بعدما قامت جرافات إسرائيلية بتجريف أراضي المنطقة التي انتشر فيها جنود الاحتلال بكثافة وقاموا بإخضاع المواطنين ومركباتهم للتفتيش. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدة "سيلة الظهر" المحاذية لمستوطنة "حومش" المقرر إخلاؤها, ولم تكتفي بإغلاق المداخل الرئيسية بالسواتر الترابية ومنع المواطنين من التنقل فنشرت عدة مجنزرات في مشارف البلدة الرئيسية, ثم شرعت في الاستيلاء على المنازل الواقعة وسط البلدة بمحاذاة الشارع الرئيسي وتحويلها لثكنات عسكرية. وتوافد العشرات من المستوطنين لمساندة سكان مستوطنة "ترسلة صانور"، في رفضهم تنفيذ قرار الإخلاء, واحتجز المستوطنون عدة مواطنين وابلغوهم أنهم لن يغادروا المستوطنة ولن يتركوهم يفرحون بذلك كما اعتدوا بالضرب على عدة مزارعين. وعلى صعيد أخر، قال شهود عيان إن قوات الاحتلال أقامت على طريق نابلس قلقيلية، نقطة تفتيش دائمة وبوابة كهربائية على المدخل الغربي لمستوطنة "شافي شمرون" بالقرب من مصنع "الطنيب" للطوب، بعد إقامتها لثلاث بوابات مماثلة على الحاجز الطيار المسمى "جيت" صباح اليوم، والذي يشهد حركة عسكرية إسرائيلية مكثفة مند ساعات منتصف الليلة الفائتة، ويتمركز على هذه البوابات العشرات من جنود الاحتلال الذين ينصبون الخيام ويعسكرون بها. وأضاف الشهود أن جيش الاحتلال أوقف على مدخل كل قرية تقع على الطريق بين المدينتين دوريات عسكرية لمنع المستوطنين من اقتحام تلك القرى والاعتداء على المواطنين. ويسود تخوف كبير لدى الفلسطينيين من قيام المستوطنين بأعمال عنف لعرقلة إخلائهم.