تصاعدت حدة التوتر في الضفة الغربية الجمعة، بعد أن أضرم مستوطنون النار في مسجد بقرية ياسوف، جنوب مدينة نابلس، في احتجاج غاضب على قرار الحكومة الإسرائيلية بالتعليق المؤقت للبناء في مستوطنات الضفة. وفي المقابل، تظاهر المئات من الفلسطينيين بعد صلاة الجمعة وقاموا بحرق إطارات السيارات ورشق الحجارة في منطقتين على الأقل بالضفة. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن عشرات المستوطنين انطلقوا من مستوطنة تفوح واقتحموا القرية وأحد المساجد وسكبوا مواد حارقة ثم أضرموا النيران فيه. وذكر دغلس أن النيران أتت على أجزاء كبيرة من محتويات المسجد، لا سيما المكتبة التي تحوي عشرات المصاحف. وصرح المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية منير يعقوب لوكالة الأنباء الألمانية بأن الحريق ألحق أضرارا جسيمة في مكتبة المسجد. وكتب المستوطنون شعارات بالعبرية على أرضية المسجد، بينها شعار يقول: 'استعدوا لدفع الثمن'. وهرع السكان الى المسجد لاطفاء النيران ومنعها من الانتشار الى بقية المسجد. وقال دغلس ان الجنود الاسرائيليين وصلوا الى القرية بعد الهجوم. وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي في تل أبيب أن ما يقرب من 200 فلسطيني من أهالي القرية نظموا مسيرات باتجاه مستوطنة تفوح بعد انتهاء صلاة الجمعة. ورشق الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين، الذين وصلوا إلى مسرح الأحداث، بالحجارة. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحركة 'فتح' الجمعة، قيام المستوطنين بحرق المسجد، وقال في تصريح مقتضب إن 'هذا الاعتداء هو انتهاك لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات'. بدورها طالبت حركة فتح الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية بالعمل الجدي لتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين ضد 'اعتداءات' المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلية. من جهة اخرى أصيب 16 فلسطينيا ومتضامنا أجنبيا بجروح ورضوض واعتقل عشرة آخرون على الأقل بعدما تدخلت الشرطة الإسرائيلية الجمعة لتفريق تظاهرة تضامنية مع أهالي حي الشيخ جراح في قلب مدينة القدس. وذكر مصدر فلسطيني إن المئات من الأهالي والمتضامنين كانوا يشاركون في مسيرة توجهت إلى حي الشيخ جراح في القدس تضامناً مع أهاليها الفلسطينيين في وجه المستوطنين الذين يتعرضون لهم بالاعتداء ويستولون على منازل عدد منهم، عندما تدخلت الشرطة الإسرائيلية وبدأت بتفريقهم مستخدمة العصي والقنابل المسيلة للدموع حيث اندلعت مواجهات. وذكر أن الشرطة اعتقلت 10 فلسطينيين على الأقل، وأن هناك حالة توتر شديد في المكان، فيما تنتشر الشرطة الإسرائيلية في الحي بشكل مكثف.