رفض الزعيم الكشميري، سيد علي شاه جيلاني، العرض الذي أعلنته الهند لاحتواء التوتر في الجزء الخاضع لسيطرتها من إقليم كشمير، من خلال إجراء محادثات جديدة ومراجعة الإجراءات الأمنية هناك. وقال جيلاني للصحفيين في مدينة سرينغار، العاصمة الصيفية للإقليم، إن الأمر في الواقع محاولة لكسب الوقت تستهدف خداع المجتمع الدولي». وأضاف «إذا كان الحكام في نيودلهي يعتقدون بأنه من خلال الإفراج عن عدد قليل من الطلاب المعتقلين، وتقديم بعض المساعدات لأسر الشهداء، يمكن أن تقلل من احتجاجات أهل كشمير فإنهم مخطئون». وكانت الحكومة الهندية قد أعلنت أنها تدرس خفض عدد قوات الأمن في إقليم كشمير، في محاولة لتهدئة حالة الغضب العام بعد أشهر من احتجاجات راح ضحيتها أكثر من مائة شخص. وأوضح وزير الشؤون الداخلية الهندي، بالانيابان تشيدا مبارام, أن الحكومة ستعلن قريبا قائمة من المشاركين في حوار ونقاشات مقترحة مع دوائر في كشمير تشمل الأحزاب والجماعات السياسية. وأشار إلى أن حكومة كشمير ستبحث خفض عدد نقاط التفتيش في سرينغار والمدن الأخرى، كما ستطلق سراح المتظاهرين ال255 الذين كانوا يلقون الشرطة بالحجارة خلال الاحتجاجات. ويأتي الإعلان بعد الزيارة التي قام بها وفد سياسي هندي، الأسبوع الماضي، وضم برلمانيين وممثلين عن جميع الأحزاب الهندية إلى تلك المنطقة ذات الأغلبية المسلمة والتي شهدت موجة جديدة من الاحتجاجات على السياسة الهندية تعد الأعنف منذ عام 1989. وقتل 107 أشخاص في تلك الاحتجاجات معظمهم من الشبان والمراهقين قضوا برصاص الشرطة والقوات الهندية شبه العسكرية التي أطلقت الرصاص الحي والمطاطي على المدنيين المحتجين. وقوبلت زيارة الوفد الهندي إلى المنطقة بفتور، مما اضطره إلى زيارة الزعيم الكشميري الأب الروحي في منزله. ويعتبر هذا التحرك من جانب الحكومة الهندية الأحدث ضمن جهود للتعامل مع التوتر الذي تزايد مؤخرا ، ويهدد بتقويض الحكم الهندي على الجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي من الإقليم الذي تطالب به باكستان أيضا. وقد واجه رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ ; اتهامات بالتقصير وعدم الجدية في مواجهة ما وصف بأكبر احتجاجات للمطالبة بالاستقلال خلال عشرين عاما اندلعت في كشمير. يشار إلى أن سرينغار تخضع لما يشبه الحصار منذ يونيو الماضي ، حيث أغلقت المكاتب والمتاجر والمؤسسات التعليمية, بينما تخلو الشوارع من المارة. من ناحية أخرى, أعربت الهند عن استعدادها لمناقشة كل القضايا مع باكستان وبينها إقليم كشمير. وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي، أس.أم كريشنا «, سيتم مناقشة كل شيء مع من يرغبون في مناقشته». يشار إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص قتلوا في اضطرابات كشمير منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947.