عبرت الأممالمتحدة عن «قلقها العميق» على مصير طالبي اللجوء في استراليا بعد إعادة فتح مركز للاحتجاز سبق لمنظمة العفو الدولية وان دانته. ودفع تدفق اللاجئين الحكومة الاسترالية إلى أن تغلق مؤقتا حدودها في وجه كل طالبي اللجوء القادمين من افغانستان وسريلانكا. كما أعادت فتح مركز الاحتجاز في قاعدة كورتين الجوية الذي أغلق في2002 بعد أعمال شغب، لإيواء طالبي اللجوء. إلا أن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة رأت أن هذه القرارات يمكن أن تؤثر سلبا على صحة طالبي اللجوء وعيشهم الكريم ولا سيما منهم ضحايا التعذيب والصدمات. وقال ريتشارد تاول الممثل الإقليمي للمفوضية أن «الاحتجاز المنهجي للمهاجرين بطريقة غير مشروعة وتعليق طلبات اللجوء ومواقع مراكز الاحتجاز المعزولة جغرافيا تشكل مصادر قلق عميق». وأعلنت استراليا مؤخرا تعليق البت في طلبات اللجوء التي تقدم بها مواطنون من أفغانستان وسريلانكا لستة أشهر وثلاثة أشهر على التوالي، لمراجعة الظروف الأمنية في البلدين. وتخشى المفوضية أن يؤدي هذا الإجراء إلى احتجاز طالبي اللجوء لستة أشهر أو أكثر في المراكز المعزولة والمكتظة. ووصل أكثر من1800 من اللاجئين على متن قوارب إلى السواحل الاسترالية منذ بداية السنة قادمين خصوصا من سريلانكا وافغانستان. وقالت استراليا أخيرا إنها ستنقل جوا بعض لاجئي القوارب الأجانب من مركز اعتقال مزدحم بإحدى الجزر التابعة لها إلى قاعدة عسكرية على البر الرئيسي. وقال وزير الهجرة كريس ايفانز إن القرار جاء عقب خطوة أقرت في الآونة الأخيرة بتعليق إصدار تأشيرات دخول لطالبي حق اللجوء الجدد من سريلانكا وافغانستان الذين يصلون إلى استراليا أو مياهها الإقليمية. وذكر ايفانز أن قاعدة تابعة لسلاح الجو بغرب استراليا ستستخدم في آخر الأمر لإيواء الذكور العزب، مضيفا أن بإمكان الحكومة أن تسيطر على هذه المجموعة من طالبي حق اللجوء في مكان واحد امن. وتابع في بيان أن من المقرر نقل المحتجزين الذكور الآخرين إلى مركز آخر في مدينة داروين الشمالية اليوم. وارجع ذلك إلى التكدس على جزيرة كريسماس ايلاند الاسترالية الواقعة في المحيط الهندي والتي تستخدم كمركز للاجئي القوارب. واللجوء قضية سياسية ساخنة في استراليا المقرر أن تجري انتخابات هذا العام. وتتهم المعارضة المحافظة حكومة حزب العمال بالإسهام في زيادة وصول اللاجئين لإتباعها سياسية متساهلة بشأن اللجوء. وامتلأ مركز الاعتقال بكريسماس ايلاند عن آخره ووردت تقارير عن زيادة التوتر بين مئات المعتقلين هناك. وقال ايفانز إن نقل اللاجئين إلى البر الرئيسي لن يؤثر على الوضع القانوني للمعتقلين. وألغى رئيس الوزراء كيفين رود بعد قدومه إلى السلطة عام2007 ترتيبات كان يطبقها سلفه المحافظ جون هاوارد وكان لاجئو القوارب يحتجزون بموجبها في البداية خارج استراليا. ومنذ ذلك الحين زادت إعداد القوارب التي تصل إلى استراليا. ورغم انتقاد تلك الترتيبات السابقة على نطاق واسع يرجع كثيرون فوز هاوارد في انتخابات2001 إلى موقفه المتشدد بشأن اللجوء.