يزور الرئيس الفرنسي ، نيكولا ساركوزي ، دمشق ، ويلتقي الرئيس بشار الاسد الذي استقبله بباريس ، في يوليوز الماضي ، ليؤكد بذلك رغبته في تطبيع العلاقات على اعلى مستوى بين فرنسا وسوريا. وحرصا منه على ان تضطلع فرنسا واوروبا بدور في العملية السياسية في الشرق الاوسط ، والتي تهيمن عليها الولاياتالمتحدة, قال ساركوزي ، نهاية اغسطس، انه عازم على «»»»مواصلة الحوار الضروري»»»» مع سوريا وانهاء عزلتها. وافاد مصدر مقرب من الملف لفرانس برس ، ان فرنسا ترغب في عقد قمة رباعية بدمشق ، خلال زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي ، بمشاركة تركيا وقطر. وقال المصدر ان هذه القمة «»»»مطروحة»»»» في الوقت الحالي ، لكن «»»»لم يتاكد شيء بعد»»»». وكان المصدر يعلق على ما نقلته صحيفة «»»»الحياة»»»» العربية عن رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان، ان هذه القمة الرباعية ستعقد ، غدا الخميس في دمشق ، بمشاركة ساركوزي والاسد واردوغان، وكذلك امير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتقوم تركيا بدور الوسيط في المفاوضات السورية الاسرائيلية غير المباشرة التي استؤنفت ، في ماي الماضي، بعد جمود استمر منذ2000 . وتعتبر زيارة ساركوزي لسوريا الاولى لرئيس فرنسي منذ تلك التي قام بها سلفه جاك شيراك في اكتوبر2002 . وكان شيراك جمد العلاقات مع سوريا على اعلى مستوى بعد اغتيال صديقه رئيس وزراء لبنان الاسبق ، رفيق الحريري ، في فبراير2005 , رغم نفي سوريا اي علاقة لها بهذا الاغتيال وكل الاتهامات الموجهة اليها في هذا الاطار. وجرى اول اتصال هاتفي بين الاسد وساركوزي ، في نونبر2007 , ولكن في30 دجنبر التالي, قرر ساركوزي بدوره قطع العلاقات الثنائية على اعلى مستوى ، متهما دمشق باعاقة انتخاب رئيس في لبنان. وبعد انتخاب ميشال سليمان رئيسا ، يوم25 ماي, فتح ذلك الباب امام تطبيع العلاقات بين باريس ودمشق . وفي13 يوليوز, دعا ساركوزي الاسد الى المشاركة في قمة الاتحاد من اجل المتوسط في باريس ، ومن ثم حضور العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي ، يوم14 يوليوز بالشانزليزي, مما اثار انتقادات في اوساط المعارضة. وسجلت زيارة بشار الاسد لباريس عودته بخطى كبيرة الى الساحة الدولية. وبهذه المناسبة, عقد الرئيسان مباحثات اتاحت تسجيل تقدم في مجالين, تمثل الاول في اقامة علاقات دبلوماسية بين بيروتودمشق, والثاني, في قرار سوريا اشراك فرنسا في رعاية مفاوضات مباشرة مع اسرائيل مع الولاياتالمتحدة عندما يحين الوقت. ومن المنتظر أن يثير ساركوزي مع الاسد ، مجددا، قضية الجندي الاسرائيلي الفرنسي ، جلعاد شاليط، الذي اسرته مجموعات فلسطينية في غزة قبل اكثر من سنتين, والملف الايراني. وكان ساركوزي طلب من الاسد ، بباريس ، اقناع طهران باظهار ما يثبت نيتها عدم حيازة السلاح النووي.