قالت صحيفة «بوسطن غلوب» الأميركية ،إن لعب دور وسيط السلام بين سوريا وإسرائيل , يجب أن يكون من أولويات الإدارة المقبلة في واشنطن. واستهلت الصحيفة مقدمتها بالقول إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وآخرين )القيادتين التركية والقطرية( يملؤون فراغا خلفه الرئيس الأميركي جورج بوش الذي تنازل عن دور أميركا التقليدي باعتبارها وسيطا في عملية سلام الشرق الأوسط. وتابعت أن الزوار الثلاثة إلى دمشق جاؤوا لتعزيز المفاوضات بين دمشق وتل أبيب ، والتي تتم من خلال أنقرة، مشيرة إلى أن هذه الأطراف الثلاثة تدرك قيمة السلام الذي سيقضي بإقصاء سوريا عن المدار الإيراني، وضمان استقلال لبنان، ومساعدة إسرائيل على التوصل لسلام مع جيرانها العرب. ومضت «بوسطن غلوب «تقول إن مبادئ بوش الرافضة للتعاطي مع أنظمة «شريرة» كنظام بشار الأسد، دفعت إسرائيل وسوريا إلى البحث عن كفيل دبلوماسي، لتجداه في فرنسا التي تتزعم الاتحاد الأوروبي الآن. كما أن دور الدوحة المنوط بها في صنع السلام من قبل مجلس التعاون الخليجي، وما تحظى به أنقرة من علاقات طيبة مع كل من دمشق وتل أبيب، ساهم في عقد هذا الاجتماع الرباعي. ورغم كل ذلك، حسب تعبير الصحيفة، فإن الأسد أقر بأنه لن يتم التوصل إلى اتفاق قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى سدة الحكم ، وتكون قادرة ومستعدة لممارسة دور فاعل بالسلام بين دمشق وتل أبيب. وقد كشف وزير الخارجية السوري ، وليد المعلم ، عن أنه تم الاتفاق مع الفرنسيين على مشاركتهم في المفاوضات السورية الإسرائيلية إلى جانب تركيا وروسيا. وقال المعلم إن الولاياتالمتحدة غير جاهزة حاليا لرعاية أي محادثات مباشرة بين سوريا وإسرائيل. وكان الأسد قد أكد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي ، نيكولا ساركوزي ،إن المحور الرئيسي لمحادثاتهما ، كان المفاوضات غير المباشرة التي تجريها بلاده مع الحكومة الإسرائيلية برعاية تركية، وإنه هو وساركوزي قيّما المرحلة الأولى منها والدور الفرنسي الممكن فيها. كما أعرب الرئيس الفرنسي عن دعمه للمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وقال إن بلاده مستعدة لأن تكون أحد «عرابي» هذه العملية حين يحين الوقت. وعقدت إسرائيل وسوريا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة ، ركزت على مصير مرتفعات الجولان الإستراتيجية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 . بالمقابل ، تطالب إسرائيل من جانبها سوريا بتخفيض علاقاتها مع إيران وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية )حماس( و«حزب الله »اللبناني، فيما ترفض دمشق حتى الآن القيام بذلك.