نشرت جريدة (العلم) الغراء في عددها 21540 الصادر يوم الجمعة 01 محرم 1431 ه الموافق 18 / 12 / 2009 م، مقالا لعلي القاسمي بعنوان »الأستاذ عبد الهادي بوطالب الإنسان« وردت فيه جملة من الإدعاءات والروايات المختلقة التي صنعتها مخيلة الكاتب، نوردها ونفندها فيما يلي. أولا: ادعى القاسمي انه كان أحد مساعدي الأستاذ عبد الهادي بوطالب في فترة تأسيس الايسيسكو، والوقائع تثبت أنه كان موظفا بدرجة خبير في مديرية التربية التي كان يديرها الأستاذ محمد الفاسي الفهري. تحت إشراف المدير العام المساعد في التربية السنغالي أحمدو على دياو. ثانيا: ادعى القاسمي أن الاستاذ بوطالب اتصل به وأرسل له ابن أخيه للنظر في توظيفه وطالب بصرفه. وهذه طرفة مضحكة فالمسؤول عن مقالة طالبي العمل في المنظمة في ذلك الوقت. كان السيد بوبكر الصقلي. ولا علاقة للقاسمي بالتوظيف ولا بتقييم الموظفين. ثالثا: ادعى القاسمي أن الأستاذ عبد الهادي بوطالب ذات مرة كان يستشير المسؤولين في المنظمة في اختيار من يذهب في مهمة إلى إيران، فاقترح أكثرهم إرسال إثنين في هذه المهمة. فقال الأستاذ بوطالب : سأطرح اسم مبعوث واحد يستطيع أن يفعل ما يفعله اثنان أو أكثر. وأدركت. يقول القاسمي، أنه سيطرح اسمي فاستأذنته قائلا »بالنسبة لي لا أستطيع الذهاب إلى إيران وهي في حرب مع العراق فقد يعتقلونني هناك وتفقد المنظمة أحد موظفيها« فأجاب الأستاذ بوطالب بجدية تامة »وما يدريك أن ذلك ليس المقصود؟«. وهذه أعجوبة من أعاجيب القاسمي الذي يعتقد أنه يفعل ما يفعله اثنان أو أكثر. فإيران لم تكن في ذلك الوقت عضوا في الإيسيسكو، بل انضمت إليها في أواخر عام 1992 بعد ما يقارب السنة من انتهاء رئاسة الأستاذ بوطالب للمنظمة. ولذا لم يكن هناك نشاط للايسيسكو في إيران قبل انضمامها. والمهام السياسية إذا افترضنا حدوثها، لايقوم بها خبير التربية بل خبراء السياسة والقانون، والقصة من أولها إلى آخرها مختلقة. رابعا: ادعى القاسمي انه ذهب ذات مرة مع الأستاذ بوطالب إلى إحدى الدول الأعضاء التي لم تسدد حصتها في موازنة المنظمة حتى بلغت ديونها للمنظمة بضعة ملايين من الدولارات، والمعروف أن موازنة المنظمة في ذلك الوقت لم تكن تتجاوز ثلاثة ملايين دولار، وعدد الدول الأعضاء فيها لايتجاوز 28 دولة أغلبها من الدول قليلة الدخل (وتحدث عن مقابلة رئيس تلك الدولة وما جرى خلال المقابلة من ثناء ومجاملة لرئيس الدولة والحصول على حقوق المنظمة. وفي طريق العودة قال القاسمي إنهما كانا صامتين في الطائرة (أي أنه كان جالسا بجانب الأستاذ بوطالب) وذكر أن الأستاذ بوطالب وصف (هذه أعجوبة مضحكة أيضا ما فعله بعبارة c"est une prostitution Politique فالمعروف أن المدير العام للمنظمة يسافر في الدرجة الأولى والمديرون والخبراء يسافرون في الدرجة الاقتصادية. فكيف جاور القاسمي الخبير المدير العام في تلك الرحلة الجوية المزعومة !! بل كيف سافر القاسمي ابتداء مع المدير العام في رحلة عمل سياسية وهو خبير في مديرية التربية وليس موظفا في ديوان المدير العام أو مسؤولا عن الشؤون المالية؟ الوثائق والوقائع تكذب هذه الرواية المزعومة جملة وتفصيلا. خامسا: ادعى القاسمي أنه كان ذات مرة برفقة الأستاذ بوطالب في مهمة بإسطنبول،. وروى قصة لقاء بين رئيس منظمة إسلامية كبيرة والأستاذ بوطالب في فندق من أرقى فنادق إسطنبول على مائدة الفطور، ووصف القاسمي الجناح الكبير الذي كان يقيم فيه رئيس تلك المنظمة والذي كان كما قال القاسمي يتألف من كامل الطابق العلوي في الفندق. وتحدث عن الفتيات المسؤولات عن الاستقبال والخدمة والصالات الفخمة والشرفات الفسيحة والهائلة العامرة بأصناف المأكولات الشهية وختم روايته بقوله »انتهت المقابلة وانصرفنا فقلت له (أي الأستاذ بوطالب) أهكذا تبذر أموال المسلمين ونصفهم جائع لايجد ما يأكل« بل قال إن الاستاذ بوطالب قال له إن رئيس هذه المنظمة ومساعديه سافروا في طائرة مستأجرة خاصة بهم. وهذه أيضا أعجوبة مسلية ومضحكة من خيال القاسمي الرحب . فتركيا ليست عضوا في الإيسيسكو. ولايوجد في الوثائق الرسمية للمنظمة ما يؤكد هذه الرحلة المزعومة، والأدهى من ذلك قول القامسي إن رئيس تلك المنظمة الإسلامية الكبيرة طالب في إحدى العواصم العربية بثلاثين درهما من الفندق الذي أقام فيه ثمنا لسروال قصير فقده عندما أرسل ملابسه للغسيل (لاندري أهي دراهم مغربية أم إماراتية) وكيف أن القاسمي تأكد من وقوع هذه الحكاية من موظف الفندق الذي تولى دفع الثلاثين درهما وهذه أعجوبة أخرى تدل على سعة خيال القاسمي وبراعته في نسج القصص الطريفة. لقد كرر علي القاسمي في مقاله أخبار مرافقته للأستاذ عبد الهادي بوطالب في مهمات سياسية وكأنه مدير ديوانه أو مستشاره السياسي والقانوني، وادعى أشياء كثيرة توحي بأنه الرجل الثاني في المنظمة في تلك الفترة وبأنه أقرب موظفيها إلى مديرها العام وأكثرهم قدرة وتلك دعاوي عريضة تكذبها الوثائق وتدحضها الحقائق التي يعرفها كل من عمل في الإيسيسكو في الفترة التي كان الأستاذ بوطالب مديرا عاما لها. إن من عمل في المنظمة يعرف للأستاذ عبد الهادي بوطالب فضله وريادته ويكبر جهوده المتميزة في تأسيس المنظمة وتطوير عملها في ظروف صعبة ووسط تحديات عديدة. ويعرف من عمل معه بإخلاص ومن كان قريبا منه بدايات التأسيس. وفي طليعتهم الأستاذ مصطفى القصري، والأستاذ الحسن السايح، والأستاذ محمد الفاسي الفهري والأستاذ عبد السلام حجي. والأستاذ بوبكر الصقلي. كما يعرف من كان يعمل ويتصرف حسب مصالحه الخاصة ورغباته الشخصية.