أكدت جريدة « المستقبل » الموريتانية أن « الضجة التي أثيرت حول المدعوة أميناتو حيدر، لم تكن سوى جعجعة بدون طحين ، لأن هذه السيدة عادت إلى وطنها الأم بجواز سفر مغربي ، وتحت القوانين المغربية » . وأضافت الصحيفة ، في مقال تحت عنوان « بعودة حيدر ، يسقط القناع » أن """" من افتعلوا هذه الضجة عبر مسرحيتهم الهزيلة ، لم ينجحوا في مبتغاهم ، بل إنهم خسروا التعاطف الدولي إن كان هناك تعاطف أصلا ، وجعلوا المنتظم الأممي يرى بشكل واضح أن ما يسمى بالنضال تحول إلى نوع من الزبونية المكشوفة التي لم تعد مغلفة بأي شيء » . وتابعت الصحيفة « لقد تم تجويع هذه السيدة ودفعها للمهالك لتعود أدراجها (( ... فهي لم تربح أي شيء سوى المرض والمعاناة وكأننا أمام ساديين يتلذذون بمعاناة البشر » . وأكدت صحيفة « المستقبل » أن المغرب """" خرج منتصرا ، واستطاع أن يكسب المعركة دون أن يسقط في الفخ الذي نصبه له أعداؤه ، وأظهر بشكل جلي أن احترام حقوق الإنسان ليس شعارا ، بل هو فعل يدفع صاحبه إلى التسامي على كل الجراح دون أن يفرط في أي شبر من رموز سيادته » . ولفتت الصحيفة إلى أن « كل تلك الحجب الكثيرة والتضليل الإعلامي الواسع عبر الآلة الإعلامية التي استخدمها المحركون لحيدر، لم تستطع أن تربك الدبلوماسية المغربية، ولا أن تدفعها إلى اتخاذ موقف متسرع ، بل عالجت المشكل بحنكة كانت محل تقدير زعماء المجتمع الدولي » . وأكدت صحيفة « المستقبل » أن « المغرب ، الذي كان على وعي تام بالتفاصيل الدقيقة لهذه المسرحية ، وبالزوبعة الإعلامية غير الموفقة التي واكبتها ، أبان عن انفتاحه وصفحه الجميل ونبله , وسمح كدليل على استعداده للرد بشكل إيجابي على نداءات البلدان الصديقة والشريكة بعودة أميناتو حيدر دون القبول بأدنى خرق لقوانينه وإجراءاته التي يخضع لها الجميع » . وكتبت أن « رؤساء هذه البلدان الصديقة والشريكة جددوا دعمهم لجهود المغرب التي ترمي إلى البحث عن حل سياسي يرتكز على أسس الواقعية وروح التوافق بخصوص نزاع الصحراء « , مضيفة أن « الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، عبر عن دعمه القوي للمغرب ، مشيدا بالمبادرة المغربية لمنح حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء في إطار حل سياسي تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة». كما أكد بيان قصر الإيليزي - تقول الصحيفة - أن « التشريع المغربي هو الذي يطبق بالأقاليم الجنوبية للمملكة », مضيفة أن « كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية ، هيلاري كلينتون ، نوهت بدورها بقرار المغرب القاضي بعودة أميناتو حيدر لأسباب إنسانية " ومضت تقول « الآن ، وبعد أن ظهرت الحقيقة وانكشف من كان وراء حيدر, أصبح واضحا أن عرقلة الاجتماع غير الرسمي الثاني حول الصحراء ، كان هو السبب الوحيد والأوحد لمحركي هذه القضية » . وأشارت إلى أن « مبادرة المغرب منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية ، والدعم الدولي الواسع الذي حظيت به منذ إعلانها ، مكنت من كشف تهافت الحجج الكاريكاتورية لأولئك الذين يتشبثون بمنطق كل شيء أو لا شيء ».