أكدت جريدة ( المستقبل ) الموريتانية أن " الضجة التي أثيرت حول المدعوة أميناتو حيدر لم تكن سوى جعجعة بدون طحين لأن هذه السيدة عادت إلى وطنها الأم بجواز سفر مغربي وتحت القوانين المغربية " . وأضافت الصحيفة في مقال نشرته اليوم الثلاثاء تحت عنوان ( بعودة حيدر يسقط القناع ) أن " من افتعلوا هذه الضجة عبر مسرحيتهم الهزيلة لم ينجحوا في مبتغاهم بل إنهم خسروا التعاطف الدولي إن كان هناك تعاطف أصلا وجعلوا المنتظم الأممي يرى بشكل واضح أن ما يسمى بالنضال تحول إلى نوع من الزبونية المكشوفة التي لم تعد مغلفة بأي شيء " .
وتابعت الصحيفة " لقد تم تجويع هذه السيدة ودفعها للمهالك لتعود أدراجها ( ... ) فهي لم تربح أي شيء سوى المرض والمعاناة وكأننا أمام ساديين يتلذذون بمعاناة البشر " .
وأكدت صحيفة ( المستقبل ) أن المغرب " خرج منتصرا واستطاع أن يكسب المعركة دون أن يسقط في الفخ الذي نصبه له أعداؤه وأظهر بشكل جلي أن احترام حقوق الإنسان ليس شعارا بل هو فعل يدفع صاحبه إلى التسامي على كل الجراح دون أن يفرط في أي شبر من رموز سيادته " .
ولفتت الصحيفة إلى أن " كل تلك الحجب الكثيرة والتضليل الإعلامي الواسع عبر الآلة الإعلامية التي استخدمها المحركون لحيدر لم تستطع أن تربك الدبلوماسية المغربية ولا أن تدفعها إلى اتخاذ موقف متسرع بل عالجت المشكل بحنكة كانت محل تقدير زعماء المجتمع الدولي " .
وأكدت صحيفة ( المستقبل ) أن " المغرب الذي كان على وعي تام بالتفاصيل الدقيقة لهذه المسرحية وبالزوبعة الإعلامية غير الموفقة التي واكبتها أبان عن انفتاحه وصفحه الجميل ونبله ، وسمح كدليل على استعداده للرد بشكل إيجابي على نداءات البلدان الصديقة والشريكة بعودة أميناتو حيدر دون القبول بأدنى خرق لقوانينه وإجراءاته التي يخضع لها الجميع " .
وكتبت أن " رؤساء هذه البلدان الصديقة والشريكة جددوا دعمهم لجهود المغرب التي ترمي إلى البحث عن حل سياسي يرتكز على أسس الواقعية وروح التوافق بخصوص نزاع الصحراء " ، مضيفة أن " الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر عن دعمه القوي للمغرب مشيدا بالمبادرة المغربية لمنح حكم ذاتي موسع لمنطقة الصحراء في إطار حل سياسي تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة".
كما أكد بيان الإيليزي - تقول الصحيفة - أن " التشريع المغربي هو الذي يطبق بالأقاليم الجنوبية للمملكة "، مضيفة أن " كاتبة الدولة الأمريكية في الخارجية هيلاري كلينتون نوهت بدورها بقرار المغرب القاضي بعودة أميناتو حيدر لأسباب إنسانية " .
ومضت تقول " الآن وبعد أن ظهرت الحقيقة وانكشف من كان وراء حيدر، أصبح واضحا أن عرقلة الاجتماع غير الرسمي الثاني حول الصحراء كان هو السبب الوحيد والأوحد لمحركي هذه القضية " .
وأشارت إلى أن " مبادرة المغرب منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية والدعم الدولي الواسع الذي حظيت به منذ إعلانها مكنت من كشف تهافت الحجج الكاريكاتورية لأولئك الذين يتشبثون بمنطق كل شيء أو لا شيء " .