وصفت صحيفة (السفير) الموريتانية قضية المدعوة أميناتو حيدر بأنه توظيف لحقوق الإنسان خدمة "لمآرب خارجية". وقالت الصحيفة، في مقال نشرته اليوم الثلاثاء، انه "في ظل اتساع هامش الحريات الفردية والجماعية في عهد العاهل المغربي محمد السادس، استفادت أميناتو حيدر بنفس الدرجة مع محمد سالم التامك ومحمد دادش، من فرصة النضال ضمن جمعيات غير حكومية للدفاع عن حقوق السكان المحليين في الأقاليم الصحراوية، على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، قبل أن ينحرفوا عن هذا المسار النضالي، ويتبنوا خطابا يدعو لانفصال تلك الأقاليم عن المغرب". وأوضح كاتب المقال في المقال الذي جاء تحت عنوان "قضية أميناتو حيدر .. حين توظف حقوق الإنسان لمآرب خارجية"، أن المدعوة حيدر "حصلت في أكتوبر الماضي على جائزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، بفضل مكتب للمحاماة في واشنطن تبين أن الجزائر تكفلت بدفع أتعابه". ومضى قائلا "بفضل مناخ الانفتاح والحرية السائد في المغرب منذ بداية العهد الجديد الذي دشنه الملك محمد السادس، لم يكن أمام أي من الناشطين الحقوقيين قيود أو عراقيل للسفر أينما أرادوا وحيث شاؤوا، لذا جاءت رحلة أميناتو حيدر إلى الولاياتالمتحدة، حيث حصلت على الجائزة آنفة الذكر، ثم إلى إسبانيا حيث فضلت الرضوخ لترغيبات السلطات الجزائرية، عبر أجهزة استخباراتها ودبلوماسيتها، فتنكرت لجنسيتها المغربية". ويضيف كاتب المقال "بيد أن الأمر الأكثر لفتا للانتباه في موضوع أميناتو حيدر، هو ظهورها في صورة إلى جانب السفير الجزائريبواشنطن وهي ترفع العلم الجزائري. وقد دفعت هذه الصورة الكثير من المراقبين للتساؤل عن سبب رفع المعنية العلم الجزائري". ويبعد هذا التصرف ` تقول الصحيفة ` كل الشكوك بخصوص عدم "تورط الجزائر في افتعال قضية أميناتو حيدر ورعايتها"، ضمن استهدافها المتواصل لاستقرار المغرب ووحدته الترابية، والوقوف في وجه أي تقدم على طريق بناء اتحاد المغرب العربي، الذي تطمح له شعوب المنطقة منذ عقود. وتابعت الصحيفة "حتى الطبقة السياسية في إسبانيا والأوساط الإعلامية هناك وكذا المنظمات الحقوقية، تشكك في حقيقة دوافع حيدر، التي لم يخف مسؤولون إسبان شعورهم بأن الجزائر هي التي تحركها وتوظفها، بهدف إضعاف موقف المملكة المغربية والضغط عليها، سبيلا إلى إعاقة جهود الأممالمتحدة الهادفة إلى إكمال المسار التفاوضي المباشر بين المغرب والبوليساريو، لإنهاء حالة التوتر في منطقة شمال غرب إفريقيا". ولفتت الصحيفة إلى أن المدعوة أميناتو حيدر "ليست من مواليد الصحراء"، موضحة أن والدها كان يعمل موظفا بمدينة أكادير، وأن جدها لأبيها كان يحمل رتبة قائد، وجدها لأمها كان قائدا في العيون، وقدم البيعة عدة مرات أمام الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني.