أجمع باحثون وأكاديميون في معرض مداخلاتهم في ندوة حول موضوع «قضية الصحراء المغربية نحو الحسم» أول أمس الخميس بالرباط، أن قضية الصحراء المغربية دخلت منعطفا تاريخيا وحاسما من خلال مبادرة الحكم الذاتي الموسع التي أطلقها المغرب والدينامية التي صاحبتها وطنيا وإقليميا ودوليا. وقال مشاركون في هذا اللقاء الذي التأم بمبادرة من جمعية «لامينوديير للفنون» أن القضية الوطنية الأولى للمغاربة هي محل إجماع راسخ توَّجه الخطاب الملكي الأخير الذي أعلن بوضوح نهاية زمن ازدواجية المواقف. وشدد المساري الذي استعرض مختلف المراحل والأطوار التاريخية التي قطعتها قضية الصحراء على أن الجزائر ظلت تبرهن المرة تلو الأخرى أنها لاتريد إيجاد مخرج سلمي لهذا الملف، وهو ليس موقفا مزاحيا، يقول ذ المساري، بل هو نابع من طموح النظام الجزائري في تكريس زعامة الجزائر على المنطقة وإيجاد منفذ لها على المحيط الأطلسي عبر خلق ودعم كيان مزعوم. وفي هذا السياق يأتي سيناريو «أميناتو حيدر» الذي أخرجته أجهزة المخابرات الجزائرية، وفق مخطط مدروس يروم إحراج المغرب وعرقلة كل الجهود لاستئناف المفاوضات على قاعدة المبادرة المغربية بتمكين سكان الأقاليم الجنوبية من حكم ذاتي موسع. من جهتها، أكدت د أمينة المسعودي أستاذة القانون الدستوري بكلية الحقوق بالرباط، أن الجهوية الموسعة والمتدرجة التي أطلقها العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش، تعد أحد الأشكال الأكثر تطوراً من اللامركزية في إطار منظومة الدولة الموحدة، معتبرة أن المقترح المغربي هو الأكثر تقدما من بين كل التجارب الدولية في هذا المجال، حتى على نظيريه الفرنسي والبرتغالي. ولتقديم لمحة تاريخية على مغربية الصحراء ودفاع الملوك والسلاطين المغاربة على مقدسات البلاد، استعرض الأستاذ نور الدين بلحداد لحظات من التاريخ المغربي في ورقة حول التسرب الإسباني بالصحراء المغربية منذ السلطان محمد الثالث إلى الملك محمد السادس. وفي سياق متصل، شدد الباحث والمؤرخ عيسى بابانا العلوي على الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب لكسب المنتظم الدولي لصالحه فيما يخص قضيته الوطنية الأولى، مبرزا أن المجتمع الدولي بدأ يفهم، وإن بشكل متأخر، أن النزاع حول الصحراء هو نزاع مغربي جزائري ذو أبعاد جيواستراتيجية، وأن النظام الجزائري تحركه دوافع الانتقام من هزيمة حرب الرمال وحلم الريادة في المنطقة.