في سياق الدينامية الكبيرة التي يعرفها المغرب والمرتبطة بالقضية الوطنية والحديث عن الجهوية المتقدمة ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها جلالة الملك نظمت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش يومي 23 و24 مارس 2010 ندوة وطنية في موضوع الصحراء المغربية ورهانات الحكم الذاتي. تميز هذا اللقاء العلمي الأكاديمي بمشاركة أزيد من 250 من النخب الأكاديمية الصحراوية المنتمية للأقاليم الجنوبية من باحثين وأساتذة جامعيين وأطر وخريجي الجامعات المغربية. كما عرفت الندوة حضور فعاليات مدنية وثقافية وسياسية وممثلي مختلف وسائل الإعلام حيث كانت المناسبة خلال يومين لفتح نقاش عمومي علمي وأكاديمي وأيضا لتبادل الآراء حول القضية الوطنية من مختلف زواياها وعبر 4 جلسات علمية تمحورت مواضيعها حول الحكم الذاتي السياق والرهانات والحكم الذاتي والجهوية الموسعة: الفاعلون والمؤسسات والجهوية الموسعة: العناصر البشرية والاقتصادية والاجتماعية والجهوية الموسعة والحكم الذاتي: الآفاق. كما عرفت الندوة عقد وتنشيط 3 ورشات حول الجهوية الموسعة والحكم الذاتي والصحراء المغربية والبعد الاقتصادي والتنموي والصحراء المغربية والدبلوماسية الموازية. وعن أهمية وغاية هذا الملتقى الوطني العلمي أوضح السيد الحسين أعبوشي أستاذ بكلية الحقوق بمراكش في تصريح خص به العلم وقال بأن الندوة مهمة لذاتها لأنها عملت على جمع هذه النخب للحوار حيث حاولت الجامعة أن تؤسس لحجج للترافع من أجل القضية الوطنية أمام المنتديات والمنظمات الحقوقية الدولية، وأمام المنتظم الدولي للتأكيد على عدالة قضيتنا الوطنية. من جهته أكد رئيس اللجنة التنظيمية لهذه الندوة محمد بن طلحة الدكالي أستاذ بكلية حقوق مراكش بأن النخبة الأكاديمية الصحراوية عازمة العقد على حكمة القضية الوطنية محليا ودوليا مشيرا إلى أن القناعة بالارتباط الوثيق بين تأهيل النخب الصحراوية الأكاديمية ونجاح مشروع الجهوية الموسعة والحكم الذاتي سيتحقق من خلال توفير الشروط الذاتية والموضوعية لإنجاحه. إلى ذلك تميزت مختلف مداخلات الندوة بالمستوى الأكاديمي الجيد وأيضا بالتنوع والتعدد في المقاربات والمناهج المعتمدة من مناهج علمية وسوسيولوجية واقتصادية فضلا عن مقاربات سياسية وأخرى في علم السياسة والقانون الدولي المتعلقة بالحكم الذاتي سواء على مستوى القانون الدولي أو على مستوى القانون الدستوري، وكذلك جوانب مرتبطة بالجهوية الموسعة في ظل تعيين جلالة الملك للنخبة الاستشارية للجهوية. وأبرزت النقاشات المتمحورة حول الحكم الذاتي وفي سياق تقديم العاهل المغربي لهذا المقترح، وسياق تقديمه أمام المنتظم الدولي طبيعة الآثار المترتبة عن ذلك مشيرة الى صدور قرارات لمجلس الأمن تنعث هذه المبادرة بالجدية وبالمصداقية فضلا عن تأكيد العديد من الدول والعديد من الفاعلين الدوليين بأهمية هذه المبادرة. كما حاولت الندوة في جانب آخر الإحاطة بالنقاش الدائر حاليا على المستوى السياسي الوطني حول مسألة الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة. كما تمت مناقشة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لهذه المبادرة، وكذا الآثار المترتبة عنها سواء على المستوى الاقليمي أو على المستوى الوطني وأيضا على مستوى دعم هذه المبادرة حيث تم التأكيد أن حل المشكل المفتعل بالأقاليم الجنوبية من شأنه أن يشكل ركيزة أساسية لبناء اتحاد المغرب العربي. كما تم التساؤل حول دور النخب الجهوية ودور النخب في اقاليمنا الجنوبية ومدى قدرتها على تحمل هذا الحكم الذاتي وعلى المساهمة في التنمية وفي المسار الديمقراطي، وأيضا في مسار بناء المجتمع المغربي الديمقراطي الحداثي الذي يدعو إليه العاهل المغربي. واستحضرت العديد من الملاحظات، التي تقدم بها الأبناء المنتمون للعديد من الأقاليم الجنوبية، انتماءاتهم القبلية وكذا تاريخ قبائلهم مشيرين أنهم نخبا جديدة ينبغي على الدولة أن تلتفت إليهم وأن تركز عليهم وتعطيهم الفرصة للتعبير عن انتمائهم للمغرب. كما طرحت هذه النخب الصحراوية سؤالا، مهما مرتبطا بالقضية الوطنية حول حقيقة ما يمثله البوليزاريو وباسم من يتفاوض مؤكدا على ضرورة أخد هذا الجانب مدخلا مهما عند طرح مسألة التمثيلية خلال النقاش والتفاوض حول المبادرة المتعلقة بالحكم الذاتي، كما أن من بين الشعارات اللافتة التي تمت إثارتها وطرحها في مختلف نقاشات الندوة هو القائل: إذا كان الانفصال قد انبثق من الجامعة المغربية فإن الوحدة المغربية ستنبثق من الجامعة المغربية. تبقى الإشارة إلى هذا اللقاء قد تميز بتأسيس المرصد المغربي للدراسات والأبحاث حول الصحراء المغربية، كما تمخضت عن الندوة العديد من الخلاصات والتوصيات.