بنسعيد: أنا لا أمارس الرقابة وبدوري أب لا يمكنني قبول سماع كلام خادش للحياء في أي مكان عمومي نفى وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، أن يكون دور وزارته ممارسة الرقابة على الفنانين المشاركين في فعاليات مهرجانية وتوقيفهم من على خشبات الأداء، وذلك ارتباطا بما وقع في أحد المهرجانات التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط المغربية، بسبب تصرفات وعبارات مغني الراب الشهير ب"طوطو".
وأكد بنسعيد، خلال إجابته على الأسئلة الشفهية اليوم الاثنين بمجلس النواب، أن الوزارة في حاجة لفتح نقاش مع الشباب، معتبرا أن هذه الشريحة الاجتماعية المهمة عندما ترتكب أخطاء يجب أن تصحح لهم، لا سيما الشباب من بين 15 و 25 سنة مستشهدا بمقولة المجموعة الغنائية ناس الغيوان "سامحو البكم إلى تكلم حنا قلال مافينا ما يتقسم".
وقال بنسعيد بأن وزارته هي وزارة الثقافات وتامغريبيت، وعندما نتكلم عن الثقافات نتكلم عن الملحون، كناوة، الراب، وغيرها من الفنون، مضيفا "ولا أعتقد أن دور الوزارة في سنة 2022 أن تمارس الرقابة على أي فنان، قبل أن أكون فاعل سياسي أنا أب ولا يمكنني أن أقبل سماع كلام خادش في أي مكان عمومي، ولكن يجب أن نتحاور مع الشباب ومواكبتهم حتى يغيروا من أسلوبهم » يقول بنسعيد مضيفا بأن المهرجانات والصناعية الثقافية تشارك في التطور الاقتصادي لبلادنا، مثل مهرجان كناوة والتي أثبتت الدراسات أن صرف كل درهم يعود ب17 درهم على المدينة، وبالنسبة لفاس، فالمهرجان يحقق نسبة مبيت 100٪ في الفنادق و 500 ألف درهم صافي ربح إضافة إلى مناصب شغل، وبالتالي يجب مأسسة هذا المجال لمعرفة الدور الذي تلعبه المهرجانات على الصعيد الوطني.
وفي هذا الصدد، شدد المسؤول الحكومي على أن مجموعة من الدول تعيش بالثقافة، والمغرب لديه مقومات، مقدما معطى رقمي بأن وزارة الثقافة صرفت هذه السنة 40 مليون درهم في المهرجانات يعني درهم لكل مغربي، وهو رقم ضئيل مقارنة بما هو متعارف عليه على الصعيد الدولي.
ومن جهة أخرى، وفي جواب على سؤال متعلق بجواز الشباب، أوضح بنسعيد، بأن جواز الشباب من مشاريع البرنامج الحكومي، وتم إنهاء تحضير التطبيق الالكتروني بخدمات متطورة ومتنوعة في مجالات الثقافة، النقل العمومي وغيرها، وستكون تجربة أولوية نهاية شهر نونبر، بجهة الرباطسلاالقنيطرة، على أن يعمم جواز الشباب على المستوى الوطني في أفق السنة المقبلة، مبرزا أن الهدف هو خلق الثقة بين الشباب والمؤسسات، أمام عدد من الإشكالات من قبيل العنف اللفظي، وجواز الشباب سيلعب دورا مهما.
وعن البرامج الموجهة للشباب، قال الوزير بأن مشكل التشغيل يبقى من أكبر مشاكل الشباب، لذلك تم التفكير في مساهمة قطاع الشباب في حل هذه المعضلة، « هناك ورشات رقمية تستجيب لمتطلبات الشباب كالبرمجة الاكترونية والروبوتيك، وصناعة ألعاب فيديو، وعدد من البرامج مع وكالات الأممالمتحدة، لتعزيز اندماج الشباب في سوق الشغل، بالإضافة إلى برنامج مع قطاع الانتقال الرقمي يهدف إلى خلق مؤسسات تكوينية في مجال الرقمنة موجهة للفئات الغير متوفرة على شهادات جامعية» يصرح بنسعيد.
وفي جواب على سؤال يهم المنشآت الثقافية والشبابية بالعالم القروي، شدد وزير الشباب والثقافة والتواصل على أن الوزارة تتوفر على 293 بناية شبابية في العالم القروي، و 10 مشاريع جديدة في طور الإنجاز، بالإضافة إلى 39 مشروع ثقافي في العالم القروي، ومشاريع أخرى في إطار شراكات مع الجماعات الترابية، ورغم ذلك، هناك نقص لذلك تم التفكير في دور الشباب والثقافة متنقلة تجوب دواوير وجماعات قروية، ويبقى مشكل التنشيط عائقا غير أنه سيتم خلق مؤسسات جهوية لتنشيط البنيات الثقافية لاسيما بالعالم القروي لمواجهة خصاص الموارد البشرية.