قدم المهدي بنسعيد وزير الثقافة رؤيته للنهوض بالشأن الثقافي والإعلامي في علاقتهما بملف التشغيل. حيث أورد في سياق فعاليات ندوة جامعية نظمتها اليوم زوالا مؤسسة روابط بمقرها بكلية الحقوق عين الشق تحت عنوان : الشباب والثقافة والتنمية ، أن مقاربة العمل الثقافي بالمغرب يجب أن تخرج عن سياقها التقليدي لتصير فعلا مندمجة مرتبط بالتنمية وإدرار العائد الاقتصادي من وراء الفعل الثقافي، كصناعة موجهة للاستهلاك الجماهيري الواسع. وفي معرض ذلك أشار أيضا التوصل لاتفاق مع مستثمرين دوليين في مجال الألعاب الإلكترونية يقضي بتكوين الشباب المغاربة المهتمين في هذا التخصص واستغلال دور الشباب الممتدة على طول التراب الوطني كفضاء لهذا البرنامج التكويني بشراكة مع وزارة الانتقال الرقمي الذي من المتوقع أن يستفيد منه 3000 شاب وشابة. وأكد الوزير على ملحاحية تغيير النظرة النمطية للثقافة كترف، وإنما التعامل مع القضايا الثقافية كأولوية وطنية واستراتيجية، وإيلائها مكانة مركزية في ورش تشغيل الشباب وتحسين الأثر على المناطق الجغرافية التي تحتضن التظاهرات الثقافية،مدرجا مثال مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة الذي يدر 17 درهم مقابل كل 1 درهم استثمر في ذلك. في إطار نفس المقاربة، ذكر بنسعيد أن الصناعة السينمائية ستعرف نهضة بتجهيز قاعات سينمائية تتجاوز 150 قاعة بدور الشباب، كما سيتم دعم المنتجين السينيمائيين لتنشيط تلك القاعات بعروض أفلام مغربية، تجمع بين البعدين التجاري والصناعي للفن السابع بجانب قوالب الإبداع التي يتطلبها عرض سينمائي تنافسي موجه للمغاربة عشاق الشاشة الكبرى. أما في معرض حديثه عن الصحافة، فقد شدد الوزير على أنه لا يمكنه التعامل مع 1000 موقع بعضهم يمارس بدون غطاء مهني وبدون تأثير، وتساءل الوزير ما جدوى كل هذه المنابر والصحفيين في الوقت الذي تستجدي الدولة أحد الصحفيين الأجانب للتعليق إيجابا على إحدى قضايانا السيادية؟، متابعا أنه في الوقت الذي كان بالإمكان خلق صحافة وطنية قوية ومهنية قد تصير مرجعا اقليميا ولم لا دوليا، على غرار كبريات المنابر الإعلامية العالمية، ولم يفت الوزير الإشارة إلى مسألة دعم الصحافة الذي سيرتفع مستقبلا من 65 مليون إلى 200 مليون درهم سيتم تخصيصه لأقطاب محلية وجهوية ووطنية للمواقع والجرائد الورقية، بقصد تجميعها والرفع من مردوديتها المجتمعية بكل مهنية ومسؤولية وطنية.