رفض لجواز التلقيح ومخاوف من اللقاحات ودعوات للثقة في مدبري الشأن الصحي تشهد وتيرة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا أقصى تراجع في مستوياتها على الإطلاق، وبعملية حسابية بسيطة انطلاقا من معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فلم يسجل الأسبوع المنصرم سوى 71 ألف ملقح، بمعدل 4500 ملقح في اليوم، بعدما وصل 500 ألف في أول يوم لفرض جواز التلقيح. وهو ما يفسره البعض بدرجة الشك والريبة المرتفعة في القرارات والتدابير الصحية، ويجعلنا فعليا أمام خطر محدق في حال وصول الموجة الوبائية الجديدة التي تضرب أوروبا إلى بلادنا.
في المقابل، تستمر السلطات الصحية في دعوة المغاربة والمقيمين غير الملقحين لتلقي حقناتهم من اللقاحات المضادة لكورونا، بموازاة مع تراخ ملحوظ لدى المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ورفض البعض لفرض جواز التلقيح، وتوجس للمنظومة الصحية من موجة وبائية ثالثة تهدد بلادنا.
في هذا السياق، أوضح عضو اللجنة العلمية والتقنية لكوفيد-19، البروفيسور سعيد المتوكل، أن إجراء فرض جواز اللقاح في عدد من الفضاءات مازال ساري المفعول في المملكة، معتبرا أن هذا الإجراء كافٍ دون اللجوء إلى إجراءات أخرى في الوقت الحالي، مثل قرار سلطات النمسا فرض الحجر المنزلي على غير الملقحين.
وذكر المصدر، بوجود دول أوروبية تعرف انتكاسة وبائية كبيرة، مثل بريطانيا وبلجيكا وهولندا والدنمارك، التي عادت لفرض الجواز الصحي، مع نقاش بشأن جعل التلقيح إجباريا. وشدد على أن الفيروس التاجي يضر بغير الملقحين أكثر مما يجعلهم يشكلون بؤرا وبائية. وأقر عضو اللجنة العلمية والتقنية لكوفيد-19، بحدوث نوع من التراخي في عملية التلقيح، فضلا عن وجود نقاش "غير صحي"، حول مفعول اللقاحات ما يعكسه امتناع الكثير من الأشخاص عن أخذ اللقاح إما خوفا أو ترددًا، إضافة للأشخاص الرافضين للتلقيح بصفة مطلقة.
وأكد المصدر ذاته، على وجوب التواصل مع الناس بطريقة بيداغوجية بسيطة لتنويرهم، بأن الوسائل التي تجنبنا انتكاسة وبائية هي الإجراءات الاحترازية المعروفة من كمامة وغسل اليدين وتباعد جسدي، إلى جانب اللقاحات التي تعتبر وصفة للوقاية.
وأوضح المتوكل أن هناك بوادر لعقاقير مضادة لكوفيد-19 ستنتج وتم التصريح بها فعليا وستصبح معتمدة تنتجها "ميك" و"فايزر"، وتتراوح فعاليتها في العلاج بين 50 و80 بالمائة.