المغرب يقرر رفع حظر التنقل الليلي والإبقاء على إلزامية جواز التلقيح في قرار أثار ردود فعل متباينة، بين الترحيب والتخوف من انتكاسة، قررت الحكومة رفع حظر التنقل الليلي بمجموع التراب الوطني ابتداء يوم الأربعاء 10 نونبر 2021. ويأتي القرار وفق بلاغ حكومي، تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية، وتثمينا للنتائج الإيجابية التي تحققها "الحملة الوطنية للتلقيح" حيث تم تلقيح أزيد من 24 مليون شخص بالحقنة الأولى، وانعكاسات ذلك على تحسن الوضعية الوبائية في بلادنا، واستنادا للمقتضيات القانونية المتعلقة بتدبير حالة الطوارئ الصحية السارية في المملكة منذ مارس 2020.
وقررت الحكومة اتخاذ مجموعة من التدابير الأخرى، تشمل مواصلة العمل بإلزامية الإدلاء "بوثيقة جواز التلقيح" أو "بشهادة الإعفاء من التلقيح"، للسفر إلى الخارج، والولوج لجميع الفضاءات المغلقة. كما تشمل هذه التدابير، السماح بالتنقل بين العمالات والأقاليم بدون الإدلاء بأية وثيقة، والسماح بإقامة الجنائز وتنظيم الحفلات والأفراح، في احترام تام للتدابير الاحترازية المعمول بها، ومواصلة إغلاق الفضاءات التي تحتضن التجمعات الكبرى أو التي تعرف توافد عدد كبير من المواطنين.
وتؤكد الحصيلة نصف الشهرية لكوفيد-19، على انتهاء الموجة الوبائية الثالثة في بلادنا، بدليل مواصلة المد التنازلي لعدد حالات الإصابة طيلة الأسبوعين الأخيرين، فقد تغير موقع المغرب عالميا من حيث عددُ الإصابات والوفيات باحتلاله الرتبة 40 بالنسبة للحالات النشطة، وبرقم يتجاوز 14 ألف وفاة محرزا الرتب الثانية إفريقيا و45 عالميا. بينما تخطت نسبة الشفاء 98 في المائة، وهي أعلى نسبة مقارنة مع عدد من الدول خاصة في أوروبا، التي أصبحت تعيش على وقع استفاقة وبائية للفيروس التاجي تخطت عتبة زائد 47 في المائة بهلندا وزائد 31 في المائة بألمانيا وفرنسا زائد 21 في المائة...
في هذا السياق، قال البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية التقنية لكوفيد-19، إن مؤشرات الوضع الوبائي ماضية في منحى تنازلي، لكن ذلك يجري بموازاة انتكاسة تحدث في أوروبا يحتمل انتقالها إلى المغرب، مما يملي ضرورة الحذر. وأوضح أن هذه الانتكاسة جاءت بعد وضع وبائي مريح عرفته هذه الدول الأوروبية، وذلك بسبب الفتح الذي شهدته بشكل كبير بعد الإغلاق، وقلة نسبة الملقحين في روسيا مثلا (أقل من 30 في المائة)...
أما بالنسبة للمناعة الجماعية ضد سارس كوف-2 بالمغرب، فقد نفى البروفيسور المتوكل أن يكون أي خبير في الفيروسات والمناعة قال إن الملقح لن يصاب، وإنما نسبة الحماية هي التي تختلف حسب التقنيات اللقاحية بين 67 في المائة من الفعالية في لقاح جونسون وجونسون، و95 في المائة بالنسبة لفايزر، والأهم هو أن الإصابة لدى الملقحين لا تعطي أعراضا خطيرة. وهذا حسب البروفيسور، ما جعل اللجنة العلمية والتقنية تؤكد على أهمية التلقيح وكذا على أهمية الحقنة المعززة بعد خمسة إلى ستة أشهر من تلقي الحقنة الأولى.
وأصبحت مؤشرات الوباء في المغرب جميعها في اللون الأخضر، بمعدل أقل من 20 حالة إيجابية لكل 100 ألف حالة في الأسبوع، معدل انتشار الفيروس أقل من 1 في جميع الجهات، مع 100 حالة إصابة يومية وما بين 6 و7 وفيات في اليوم من بينهم غير الملقحين، ومحددات أخرى منها السن المتقدم والأمراض المزمنة والحمل والسمنة...
وأكدت الحكومة في بلاغها، على أنها ستحرص على إجراء تقييم ميداني منتظم وتتبع دقيق لكافة التطورات والمستجدات اليومية على المستوى الجهوي والمحلي واتخاذ تدابير الإغلاق اللازمة للحفاظ على صحة المواطنات والمواطنين. ودعت الجميع إلى مواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية المعتمدة، وحثت غير الملقحين والمعنيين بالجرعة الثالثة على التوجه إلى المراكز الصحية الموضوعة رهن إشارتهم لتلقي اللقاح، تعزيزا للجهود المبذولة لتسريع العودة للحياة الطبيعية.