في الوقت الذي تشهد فيه المملكة استقرارا على مستوى الحالة الوبائية، تعيش عدد من البلدان الأوروبية موجة خامسة لتفشي فيروس كوفيد19 ومتحوراته الجديدة التي أرهقت العالم من ظهورها في آواخر عام 2019 بالصين. فرغم تلقيح ملايين من الاوروبيين وحملهم لجوازات التلقيح وخروجهم من دائرة القيود المشددة والمفروضة بفعل الجائحة، يبدو أن السيناريو دائما ما يعيد نفسه، حيث تسجل إصابات يومية تتجاوز عشرات الآلاف في عدد من البلدان. وفي هذا الصدد، أورد البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية لكوفيد19، أن الحالة الوبائية في المغرب مستقرة ومطمئة حاليا، بحيث يصنف المغرب اليوم في المنطقة الخضراء وبائيا. وأوضح المتحدث وفق "آشكاين"، أن جل المؤشرات هي مريحة، لكن لا يمنع أنه قد تحدث أي انتكاسة في المستقبل لأن الأمر وارد، خصوصا وأن على عتبة فصل الشتاء التي تنتشر فيه المتحوارت بكثرة بسبب انخفاض درجات الحرارة. "وما يلاحظ في أوروبا" يردف البروفيسور، هو تسجيل إصابات كثيرة بالمرض، وهي انتكاسة في عدد من البلدان التي تتجاوز معدل 20 ألف إصابة يوميا، مشددا على أن "المصابين هم في صفوف الأطفال والشباب غير الملقحين". وبخصوص توقعاته حول الحالة الوبائية بالمغرب، لمح المتوكل إلى إمكانية وقوع خطر مادام العالم لم يقضي بعد على الجائحة، ولم يستبعد أيضا العودة للحظر الليلي وتشديد بعض القيود، موردا "يلاحظ أنه بعد كل موجة تصيب أوروبا تصل المغرب تقريبا بعد شهرين أو 3 اشهر، ولهذا فإن حدوث موجة جديدة بالمملكة أمر وارد إلا أن الأمر لن يكون ذا خطورة إذا ما تقدمنا في عملية التلقيح". وسجل المتوكل أن كل من هولندا وبريطانيا و ألمانياوفرنسا تشهد ارتفاعا في عدد المصابين بالمتحورات، لدرجة يجعلها تفكر في صيغ جديدة للتشجيع على تلقي اللقاح، مبرزا أن فرنسا هي الأخرى تدرس فرض الجرعة الثالثة على مواطنيها. ودعا البروفيور إلى مزيد من الحذر والاستمرار في التدابير الاحترازية، مستنكرا في ذات الوقت ما اعتبره "التراخي في عملية التلقيح التي تعد السبيل للعودة إلى الحياة الطبيعية، بسبب التهويل من الآثار الجانبية للقاحات. واعتبر المتوكل أن "النقاش الذي صاحب جواز التلقيح كان مبالغا فيه من جهة، ومن جهة ثانية، أشار المتحدث إلى أن العالم سيبدأ في استعمال عقاقير أمريكية أثبتت فعاليتها بنسبة تصل ما بين 50 و80 في المائة، وأن المغرب كالعادة سيعمل على توفيرها لمواطنيه رغم تكلفتها الغالية".