بسبب عوامل عدّة، من أبرزها؛ فتحُ حدود المملكة وعودة الجالية وتراخي المواطنين وتباطؤ الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا، ارتفع معدل الإصابات اليومية بالفيروس التاجي وازدادت معه التحذيرات من المختصين ووزارة الصحة، منذرةً برجوع محتمل إلى تشديد الإجراءات الوقائية في بلادنا احترازاً من انتكاسةٍ وبائية على مقربة من عيد الأضحى، تكرر سيناريو السنة الفارطة. يُثير تكرارُ البلاغات التحذيرية من وزارة الصحة بسبب عدم التزام جل المواطنين بالتدابير الصحية، مخاوفَ لدى المغاربة من عودة القيود وعلى رأسها منع التنقل بين جهات محددة. ويضم عدد من الخبراء المغاربة، صوتهم لوزارة الصحة في التحذير من وقوع انتكاسة وبائية محتملة في بلادنا سببها الرئيسُ تراخي المواطنين، لا سيما أننا لم نصل إلى المناعة الجماعية المستهدفة من حملة التلقيح.
في هذا السياق، حذر الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية من مغبة تراخي المواطنين في الالتزام بالتدابير الاحترازية التي تفرضها الدولة من أجل التصدي لكورونا، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن معدل الإصابات الذي وصل إلى أزيد من 700 مائة إصابة برقم أكبر من 1400 مصاب في يومين مثير للقلق
واستشهد بماحدث في دول مجاورة وأخرى في القارات الخمس، حيث فرض المتحور الهندي عليها العودة إلى الإجراءات المشددة، مشيرا إلى الحركية التي تعرفها بلادنا في فصل الصيف وعودة مغاربة العالم واقتراب عيد الأضحى والانتخابات والدخول المدرسي وغيرها من المواعيد التي تؤهل الوضع الوبائي ببلادنا للتعقيد
واعتبر أن مقدم عيد الأضحى لا يمنع من اتخاذ إجراءات صارمة لحماية المواطنين، خاصة أن بلادنا تحت قيادة جلالة الملك قامت بمجهودات جبارة في حربها على الفيروس التاجي لا يجب تضييعها والعودة إلى نقطة الصفر بسبب ثلاثة أسابيع من التخفيف.
وأكد المتحدث، على أن الهدف من تخفيف قيود هو عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى طبيعتها بالتدريج، وتمكين المواطنين من ممارسة أعمالهم وفتح المساجد وغيرها، ولكن ذلك في ظل احترام شروط الحماية من سارس كوف 2.
ودعا حمضي المواطنين الذين يتوفر فيهم شرط السن، إلى المسارعة بتلقي اللقاح لأن العالم والمغرب سيشهدان ارتفاعا خلال الفترة المقبلة لعدد الإصابات، واللقاح من شأنه تجنيبنا الحالات الحرجة والوفيات والإغلاقات. قال البروفيسور مولاي المصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدارالبيضاء، إن الرجوع إلى الإجراءات الاحترازية المشددة بغية التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد في بلادنا أمر وارد، مضيفا في تصريح ل"العلم"، أن كل شيء ممكن حسب المعطيات الوبائية.
وجدّد عضو اللجنة العلمية لتتبع كورونا، دعوة المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الاحترازية وعلى رأسها ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مشددا على أن الفيروس مازال موجودا بيننا بدليل ارتفاع عدد الإصابات ليقارب 800 يومياً.
وقال البروفيسور، إنّ وصولَ المغاربة إلى المناعة الجماعية ضد سارس كوف-2 بواسطة التلقيح مازال بعيدا، نظرا لأننا نحتاج إلى تلقيح 25 مليون نسمة مقابل تعثرات في إمدادات اللقاحات، جعلتنا لا نصل إلى حدود الساعة إلا إلى نحو عشرة ملايين ملقح بالحقنة الأولى وأقل منهم بالحقنة الثانية.
وأفادت وزارة الصحة في بلاغ توصل "العلم" بنسخة منه الأربعاء الأخير، أنها "سجلت خلال اليومين الأخيرين، ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا المستجد، وكذا عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات، وذلك بسبب حالات التراخي الملحوظ وعدم الالتزام بالإجراءات والتدابير الحاجزية، خاصة بعد الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي الليلي وبداية العطلة الصيفية وفتح الحدود".
وذكّرت الوزارة، ب"أن الرفع التدريجي لإجراءات الحجر الصحي لا يعني انتهاء جائحة كوفيد-19 وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي، بل يستلزم ذلك انخراط الجميع في مواجهة هذه الجائحة بكل مسؤولية وروح وطنية للخروج إلى بر الأمان، في أفق تحقيق المناعة الجماعية، وتثمين المكتسبات المحققة إلى يومنا هذا، خاصة بعد تحقيق الحملة الوطنية للتلقيح نتائج مهمة حيث تم تلقيح حوالي ثلث الساكنة المغربية".
ودعت وزارة الصحة المواطنين إلى "ضرورة الحيطة والالتزام الشديد بالتدابير الوقائية من ارتداء للكمامة بشكل سليم، واحترام التباعد الجسدي، وتجنب التجمعات غير الضرورية والحرص على النظافة العامة، وذلك لتفادي تدهور الوضعية الوبائية خاصة في ظل ظهور متحورات جديدة للفيروس تتميز بسرعة الانتشار وانتقال العدوى".