خبراء يحذرون من خطورة الوضع ويلحون على تسريع عملية التلقيح والتقيد بالتدابير الاحترازية لتفادي النكسة يتوقع خبراء في الصحة ظهور موجة جديدة لوباء كورونا بالمغرب يحتمل أن تحتدم بسبب تغير الأحوال الجوية خاصة في فصلي الخريف والشتاء، وكذا تأثرا بما يحدث على الصعيد العالمي، مما يطرح العديد من التخوفات لدى المغاربة، خصوصا أن المملكة لم تنتقل بعد إلى منطقة خضراء بالكامل، وهذا عائد، حسب هؤلاء، إلى استمرار حالات الإماتة وتوافد حالات على الإنعاش، رغم تراجع مستوى ملء الأسرة الاستشفائية المخصصة للحالات الحرجة، من 12 في المائة إلى 6,6 في المائة، ولا يزال معدل الفتك مستقرا في 1.5 في المائة.
وحذر سعيد المتوكل، البروفيسور وعضو اللجنة الوطنية لكوفيد-19، من احتمال ظهور موجة ونكسة جديدتين من فيروس كورونا، في دجنبر المقبل، وقال في تصريح ل «العلم» إن حدوثها أمر وارد، على اعتبار أن الموجة لم تنته بسبب استمرار توافد حالات على قاعات الإنعاش بمعدل 20 إلى 30 حالة في اليوم، واستمرار حالات الإماتة ما بين 9 و11 باليوم. وتابع المتحدث، أن ما يجري حاليا في العالم من انتكاسات يمكن أن تصيبنا نحن أيضا، خاصة أن الفيروس لا يزال موجودا بل يتموج ويتحور، مشددا على أن ما يقع في روسيا ورومانيا وبعض الدول الأوروبية، خصوصا بريطانيا، التي رغم نسبة التطعيم المرتفعة التي عرفتها، إلا أن هناك فئة من الشباب فضلوا عدم أخذ اللقاح، إضافة إلى عدم التزامهم بالتدابير الاحترازية وعودتهم إلى أنشطة الحياة دون قيود، ساهم في رجوع نكسة أخرى.
وأوضح البروفوسيو، أن هناك متحورا جديدا عن سلالة دلتا هو «دلتا بلس»، أعاد القلق إلى نفوس الناس، كما جعل المسؤولين عن تدبير الجائحة دوليا دائما في حالة من الحيطة والحذر.
وقال عضو اللجنة الوطنية لكوفيد19، «إننا من جهة مقبلون على فصل الشتاء الذي تكثر فيه الأمراض التنفسية والصدرية التعفنية مثل الزكام، ومن جهة أخرى هناك فيروس طاغ بإمكانه أن ينشط في أي لحظة ويتسبب في انتكاسة جديدة، لهذا يفضل تسريع وتيرة عملية التلقيح من أجل الحد من انتشار الفيروس»، مضيفا، أن اللقاح يساعد على التقليل منه وليس القضاء عليه نهائيا.
واستطرد قائلا: «إن مبدأ المناعة الجماعية معرض لأن يبقى محدودا، نظرا لوجود نسبة من الملقحين بين 5 إلى 20 في المائة يمكن أن تصلها العدوى مرة أخرى». مؤكدا أن الحالة الوبائية ببلادنا، تسير في منحنى تنازلي، كما عرفت نسبة الإصابات انخفاضا كبيرا وصل إلى أقل من 400 حالة في اليوم، استنادا إلى الاختبارات التي تقام في أيام الأسبوع العادية، لكن بالرغم من ذلك لا يمكن أن نصنف أنفسنا ضمن المنطقة الخضراء. وحتى نكون قريبين منها، يحث البروفيسور، على الالتزام بالتدابير الاحترازية، والإقبال على التلقيح، والإسراع في الكشف عن الفيروس في حالة ظهور أعراضه حسب البرتوكول الوطني». من جانبه قال الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، «نحن مقبلون على موجة جديدة بغض النظر عن المتحورات،مرتبطة بالفصل البارد الذي تكثر فيه جميع الأمراض التنفسية، بحكم أن مناعة الإنسان تكون أقل في فصلي الخريف والشتاء،عكس فترة الصيف والربيع، مشيرا في تصريح ل «العلم» أن الأسر المغربية تعيش في الفصول الباردة داخل الفضاءات المغلقة أي الجميع يتواجد في المنازل، العكس يحدث في الصيف حيث يكون التباعد، كل هذه المعطيات تشجع الفيروسات على التكاثر.
وتابع المتحدث، أن الموجة الجديدة قد بدأت في أوروبا وبالضبط في ألمانيا وفرنسا على اعتبار أن هذه الدول تعيش حاليا فصلا باردا، ونحن سوف نلحق بهم في منتصف شهر دجنبر، مشددا على أن هذه الموجة في حال ظهورها بالمغرب ستكون أقل حدة بحكم أن نسبة كبيرة من المغاربة خضعت لعملية التطعيم.