أدت القرارات التي اتخذتها السلطات المغربية مؤخرا، ومنها تعليق الرحلات الجوية من وإلى هولندا و ألمانيا وكذا بريطانيا، إلى جانب فرض جواز التلقيح لولوج الفضاءات العامة بالمغرب، ( أدت) إلى طرح تساؤلات عارمة عما إذا كانت هذه الإجراءات مؤشرا للعودة إلى تشديد التدابير الاحترازية. ولم يكد يمر أسبوعان على تخفيف القيود المفروضة منذ شهر يوليوز المنصرم، حتى بات الخوف يجثم على قلوب المواطنين مجددا، خشية أن تشهد المملكة موجة وبائية جديدة تزيد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي خلفتها شهور من الجائحة. وفي خضم هذه المخاوف، ظهر متحور جديد متفرع عن "دلتا" ويسمى "دلتا+" تم رصده في كل من هولندا و ألمانيا وكذا بريطانيا، الأمر الذي خلق حالة من الاستنفار سواء داخل الاتحاد الأوروبي أو البلدان المجاورة له. في هذا الصدد، أوضح سعيد المتوكل، بروفيسور مختص في الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد-19، أن عودة تشديد التدابير الاحترازية تتدخل فيها عدة عوامل أساسية، منها عدد حالات الإصابة المسجلة ونسبة تكاثر الفيروس وعدد الحالات الحرجة المتواجدة بالإنعاش وكذلك نسبة الإماتة. وأكد البروفيسور المتوكل أن المغرب لا يعيش حالة وبائية خطيرة بالنظر إلى المؤشرات المذكورة، لكن التغيير وارد حسب ذات المتحدث، خاصة إذا تم تسجيل حالات إصابة بالمتحور "دلتا +". ولفت المتوكل إلى أن ظهور متحورات فيروس كورونا في العالم قد يقود إلى اتخاذ إجراءات مثل إغلاق المجال الجوي، وهو القرار الذي اتخذه المغرب بالنسبة لثلاث بلدان رصدت فيها إصابات بالمتحور "دلتا +" ويشار إلى أنه وفي خضم هذه المتغيرات، فإن الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا تحرز تقدما واضحا، حيث بلغ عدد الملقحين أزيد من 23 ميلون مواطنا، كما تم اعتماد الجرعة 3 من اللقاحات للفئات المسنة والهشة.