توجس كبير لدى المغاربة من الارتفاع المستمر لعدد الإصابات بالفيروس التاجي، بسبب المتحور الهندي "دلتا" المتميز بسرعة الانتشار وإلحاق العدوى بالفئات الشابة، مما أدى إلى ازدياد نسبة الملء بالحالات الخطيرة بالمستشفيات المغربية. ويرى خبراء في الصحة، أن ارتفاع حالات الإصابة شيء عاد خلال هذه الفترة، بالنظر إلى دخول متحورات جديدة للفيروس إلى المغرب خاصة متحور (دلتا)، وعزا هؤلاء أسباب ذلك إلى التراخي في احترام الإجراءات الاحترازية، وسرعة انتشار متحور (دلتا) الذي يستهدف بالدرجة الأولى فئة الشباب، وبالتالي دخولهم إلى غرفة الإنعاش.
وحذروا من خطورة "دلتا"، لأنه يتسبب في أعراض تشبه الأنفلوزا الموسمية العادية، مطالبين في الوقت ذاته بعدم الاستهانة بهذه السلالة الجديدة، والالتزام بشكل صارم بالتدابير الاحترازية للوقاية من الإصابة بالعدوى. وفي هذا السياق قال الدكتور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إن خطورة المتحور "دلتا" تكمن في سرعة انتشاره بين الشباب مما يرفع نسبة الملء بغرف الإنعاش بالمستشفيات المغربية، مضيفا في تصريح ل "العلم" أن وزارة الصحة أصدرت أربعة بلاغات تحذر من خلالها المواطنين والمواطنات بالتقيد بالتدابير الاحترازية وعدم الاستهانة بالوباء خصوصا المتحور "دلتا" لكن دون جدوى، بدليل أن عدد الإصابات هذه الأيام في ارتفاع متزايد خصوصا في فئة الشباب. وتابع المتحدث، "أن عملية التطعيم تمر في أجواء جيدة بفضل السياسة الرشيدة لجلالة الملك من خلال توفير اللقاح، حيث وصلنا الآن إلى 34 بالمائة من الفئات المستهدفة في أفق تحقيق المناعة الجماعية، لكن المواطن لا يمكنه الهروب من المسؤولية فيما يخص احترام التدابير الوقائية من الفيروس". وتأسف الدكتور عفيف، لتهور بعض المواطنين مما ساهم في ارتفاع عدد الإصابات بالمتحور"دلتا" قائلا:" إن خروج البروفيسور بارون رئيس قسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بتصريح يفيد أن هناك شبابا في حالة خطرة بالمستشفى يقل عمرهم عن 40 سنة في الانعاش، يؤكد أن الوضع مقلق، لم يسبق لنا أن لاحظناه، كما أن المعطيات القادمة من الهند أظهرت أن عدد المصابين وصل إلى 65 بالمائة لا يتجاوز سنهم 45 سنة، مشددا على أن السلالة الجديدة "دلتا" تستهدف بالأساس فئة الشباب خصوصا غير الملقحين المتواجدين حاليا بالمستشفيات، حيث وصلت فيها نسبة الملء 12 بالمائة بعدما كانت لا تتعدى 5 بالمائة. وأكد عضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، أن الحالة الوبائية بالمغرب متحكم فيها واستمرار الحملة الوطنية للتلقيح، جنبت المغرب انتكاسة وبائية، لكن مع ذلك يجب أن يعود المغاربة لاحترام الإجراءات الاحترازية، لأن الوضع بات مقلقا ولا يبشر بالخير بفعل اكتساح المتحور "دلتا" للشباب، وكذا عدم خضوع بعض كبار السن لعملية التلقيح.