أصبح مؤكدا الآن أن المبعوث الخاص للأمين العام إلى الصحراء الديبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم لم يعد في منصبه الأممي يباشر مهامه، فلقد أجمعت مصادر وتصريحات أن فالسوم غادر موقع المسؤولية، وأن الأممالمتحدة بصدد البحث عن خليفة له، وهو الأمر الذي صرحت به علانية الناطقة المساعدة باسم الأمين العام للأمم المتحدة السيدة ماري أوكابي، وواضح أيضا أن الأمر لا يتعلق بإقالة أو عزل، بل إن مدة المسؤولية انتهت وأن الأمين العام للأمم المتحدة قد يكون فضل وآثر عدم التجديد لمبعوثه الخاص، وفي هذه الحالة قد يكون الأمين العام الأممي أخذ بعين الاعتبار الضغوط التي مارستها كل من الجزائر وجبهة البوليساريو من أجل عدم التجديد له بسبب تصريحاته خلال شهر أبريل الماضي حينما قال «إن استقلال الصحراء الغربية أمر غير واقعي» حيث اعتبرت الجزائر والبوليساريو أن فالسوم افتقد بذلك الحيادية المشروطة في الوساطة الأممية. الرباط تعاملت بهدوء شديد مع هذا التطور إذ اعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن «ملف الصحراء يوجد اليوم على المسار الصحيح». وأضاف أن «المغرب له كامل الثقة بأن ملف الصحراء يوجد على مسار الجدية»، وهو ما يعني أن الرباط تعتبر تغيير المبعوث الشخصي تفصيلة من التفاصيل وأن الجوهر والأساسي هو المسار الذي سار عليه مجلس الأمن. ويمكن القول إن عدم التجديد لفالسوم سيضع الجزائر والبوليساريو في وضعية بالغة التعقيد والصعوبة، لأن الشخص الذي سيخلف فالسوم لا يمكنه بأي حال من الأحوال الخروج عن المسار الذي سار عليه مجلس الأمن، وسيتأكد للجزائر والبوليساريو أن القضية لم تكن مرتبطة بفالسوم أو بأي شخص آخر بل بقناعة أضحت واضحة أمام المنتظم الأممي والمجتمع الدولي، وسيكون من مثار السخرية والاستهتار بالجهود الدولية أن تطعن الجزائر والبوليساريو في الممثل الخاص الجديد. يذكر أن الجزائر وجبهة البوليساريو أحجما لحد زوال أمس عن الادلاء بأي تصريح واكتفتا بنقل الخبر في وكالتي أنبائهما.