بدأ المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء المغربية الهولندي بيتر فان سوم الأربعاء 12 أكتوبر 2005 جولة في المنطقة، هي الأولى له منذ تعيينه في شهر غشت الماضي، حيث زار المغرب كمحطة أولى قبل أن يتوجه إلى تندوف والجزائر وموريطانيا وإسبانيا التي ستكون محطته الأخيرة يوم الاثنين القادم، وذلك بهدف تقييم الوضع والبحث مع الأطراف والبلدان المجاورة ومعنيين آخرين عن "أفضل سبيل للخروج من المأزق السياسي الحالي» في نزاع الصحراء، حسب بيان الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ومن ثم رفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وأعلن فالسوم، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن مشاوراته مع المسؤولين بالمنطقة تهدف إلى >استكشاف سبل إخراج قضية الصحراء من المأزق السياسي الحالي»، وقال في تصريح صحافي عقب اجتماع مع الوزير الأول إدريس جطو إنه >يدرك مختلف وجهات النظر، وخاصة في ما يتعلق بمخطط بيكر»، مضيفا أن مختلف وجهات النظر هذه >يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار» في إيجاد حل للنزاع. وتأتي جولة فالسوم في المنطقة لتحريك ملف الصحراء المغربية في ظل تحول جديد في الموقف المغربي واستعداد المغرب لتقديم اقتراح للمبعوث الشخصي للأمين العام، حيث أعلن الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري لوكالة أوروبا برس في نهاية شتنبر الماضي أن المغرب يعتزم تقديم اقتراح للأمم المتحدة يتعلق بإجراء مفاوضات حول حكم ذاتي بالصحراء، وأن >حكما ذاتيا حقيقيا يعد نقطة التقاء بين مواقف مختلف الأطراف»، معتبرا أن >العيش في إطار حكم ذاتي وعرض هذا الحل على السكان يعد عملا ديموقراطيا وحرية تعبير». وقد عبر الفهري في تصريحاته عن استعداد المغرب للتفاوض بشأن حكم ذاتي في الصحراء >على المستوى السياسي والقانوني»، مسجلا أن مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تتمثل في >تجاوز المأزق الحالي»، و>التقدم نحو حل سياسي متفاوض بشأنه». كما تأتي جولة الديبلوماسي الهولندي إثر مصادقة اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي على مشروع قرار حول الصحراء المغربية يشير إلى عدم اتفاق أطراف النزاع، ويؤكد على أن الجمعية العامة >تواصل دعمها القوي للجهود المبذولة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل الوصول إلى تسوية سياسية مقبولة من طرف الجميع» للنزاع المتعلق بالصحراء، ويطالب أيضا >جميع الأطراف ودول المنطقة للتعاون التام مع الأمين العام ومبعوثه الشخصي».