يتوقع أن يختتم اليوم الاثنين 17 أكتوبر 2005 بيتر فان والسوم، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء جولة مشاوراته بإسبانيا بعد زياراته لكل من المغرب والجزائر وموريطانيا في أول مساعيه منذ تعيينه قبل شهرين في هذا المنصب لحل النزاع المفتعل، وقد استقبله جلالة الملك محمد السادس يوم الخميس الماضي، وأعلن فالسوم بعد لقاءاته بالرباط أن مشاوراته مع المسؤولين بالمنطقة هدفت إلى «استكشاف سبل إخراج قضية الصحراء من المأزق السياسي الحالي»، مضيفاً أنه «يدرك مختلف وجهات النظر، وخاصة في ما يتعلق بمخطط بيكر»، منوهاً إلى أن مختلف وجهات النظر هذه «يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في إيجاد حل للنزاع». وبعد مغادرته المغرب وصل المبعوث الأممي صباح الجمعة الماضي إلى تندوف قادماً من الرباط، حيث صرح أنه في مرحلة إنصات لطرفي النزاع، ولا يتوقع من المحادثات التي سيجريها مع الانفصاليين أكثر من تأكيد قادة هؤلاء مطلبهم في تطبيق مخطط بيكر، وبعد تندوف يتوقع أن يحل فالسوم بنواكشوط كآخر محطة لجولته في المنطقة، حيث سيلتقي المسؤولين الموريطانيين، بالإضافة إلى لقاء ثان مع قادة البوليساريو وفق ما ذكره الموقع الرسمي للأمم المتحدة، وسيحل المسؤول الأممي بإسبانيا في آخر مهمته. من جانب آخر، صرح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يوم الجمعة 14 أكتوبر2005أنه ليست هناك «صيغة سحرية لتسوية نزاع الصحراء على المدى القصير والمتوسط»، مشيراً إلى أنه كان على اتصال مع الأطراف «في محاولة للتقدم وإيجاد السبيل لتسوية النزاع»، وذكر عنان في تصريحات صحافية على هامش القمة الإيبيرية الأمريكية التي التئمت بمدينة سلامانكا الإسبانية أنه ينتظر تقرير فالسوم من أجل إعداد تقريره الذي سيرفعه قريبا إلى مجلس الأمن. وفي السياق ذاته، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، نبيل بنعبد الله، يوما قبل ذلك (الخميس) بباريس، إن التسوية النهائية لقضية الصحراء «تمر عبر حل سياسي شامل مقبول من كافة الأطراف»، وأشار الوزير في معرض رده على سؤال بخصوص هذا الموضوع، خلال ندوة صحفية نظمت بمركز استقبال الصحافة الأجنبية بباريس، إلى أن المغرب أعرب في مناسبات عديدة عن استعداده لإيجاد تسوية نهائية لهذه القضية، قائلاً «سنواصل العمل في هذا الاتجاه علما بأننا طرحنا أخيراً وبشكل واضح إمكانية حكم ذاتي موسع جدا في إطار السيادة المغربية واحترام الوحدة الترابية للمملكة». وكان كاتب الدولة في الخارجية، الفاسي الفهري، قد صرح سابقاً لوكالة أوروبا بريس أن المقاربة المغربية تستبعد الجزائر من النزاع لأنها ترفض بشدة اتخاذ موقف واضح من مسألة الصحراء، وذكر الفهري أن «المغرب كان دائما مستعدا للتفاوض مع جميع الأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء بما فيها البوليساريو». بيد أن بعض المحللين المغاربة يعتقدون أن المفاوضات ينبغي أن تكون بين المغرب والجزائر، وليس مع البوليساريو لكي تكون فعالة.