لم يكد الحبر الذي كتبت به بيانات الخارجية الجزائرية وجبهة البوليساريو الانفصالية والتي تغنت بالجزء الذي اعتبرته انتصارا ديبلوماسيا في توصية اللجنة الرابعة للأمم المتحدة ، في حين تعمدت تغييب باقي أجزاء هذه التوصية ، حتى تلقت هذه الأطراف صفعة على الخد الآخر من الوجه ، وهذه المرة جاءت من عاصمتين غربييتين ، الأولى هي مدريد التي يعتبرها الانفصاليون إحدى أهم معاقلهم والثانية هي لندن التي غادرها قبل أسبوعين تقريبا وفد من الانفصاليين بعدما شارك في أشغال مؤتمر حزب المحافظين من مدريد . اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء الذي قدمه المغرب ، يعد "" المبادرة الأكثر جوهرية منذ فترة "" لتسوية نزاع الصحراء . وفي ختام لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي في الشرق الأوسط والمغرب العربي ديفيد ويلش أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن الاقتراح المغربي "" يجب أن يتم أخذه بعين الاعتبار بمزيد من الجدية"" . وأضاف المسؤول الأمريكي قائلا "" إذا كان للطرف الآخر رؤيته الخاصة فيجب عليه اقتراح تغييرات من أجل التقدم كما هو عليه الحال دائما في كل المفاوضات "" داعيا البوليساريو إلى تقديم ""مقترح خلاق"" . وقال السيد ويلش "" إننا نشجع البوليساريو على المشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات ونأمل أن يتم تحديد أجل في وقت قريب"" معربا عن الأمل الذي يحدو بلاده في أن "" يتقدم مسلسل المفاوضات "" الذي بدأ تحت إشراف الأممالمتحدة. وفي ما يتعلق بتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء اعتبر أنه إذا اقترح بان كي مون وسيطا أمريكيا فإنه سيكون الأمر ""جيدا"". وأكد السيد ويلش في هذا السياق أن كريستوفر روس يعد ديبلوماسيا يتوفر على تجربة كبيرة في المنطقة ويمكن أن يكون ""موضوعيا جدا"" كوسيط. من جهة أخرى أشادت الحكومة البريطانية بالجهود التي بذلها المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد بيتر فان فالسوم من أجل التوصل إلى حل للنزاع. وقال بيل راميل وزير الدولة في الشؤون الخارجية البريطانية المكلف بشمال إفريقيا والشرق الأوسط في رده على سؤال للنائب العمالي ديفيد درو بشأن موقف لندن في حال إعادة تعيين السيد فان فالسوم في هذا المنصب, إن الحكومة البريطانية ""تشيد بالجهود التي بذلها المبعوث الشخصي السابق للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء السيد فان فالسوم ""من أجل التوصل إلى حل للنزاع"" . وأعرب الوزير البريطاني عن رغبة حكومته في العمل مع المبعوث الشخصي المقبل للأمين العام للامم المتحدة للصحراء. وأضاف المسؤول البريطاني أن ""تعيين المبعوثين الشخصيين والممثلين الخاصين هي مسألة تدخل ضمن إختصاصات الأمين العام الأممي والمملكة المتحدة تحترم هذه الاستقلالية الخاصة بمثل هذه التعيينات"" مضيفا أن المملكة المتحدة ""تعتزم العمل مع المبعوث الشخصي الجديد حال تعيينه "" . من جهته أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري أن ملف الصحراء المغربية عرف في الآونة الأخيرة تطورا نوعيا وهاما على صعيد هيئة الأممالمتحدة يتجلى في تغيير الخطاب واللغة والمصطلحات التي أصبح يعالج بها هذا الملف. وأوضح وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري في لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس الحكومة أن السيد الفاسي الفهري أكد أمام المجلس أن هذا التطور يعبر في حقيقة الأمر عن تحيين للمقاربة السياسية, خاصة بعد مصادقة اللجنة الرابعة للجمعية العامة يوم الثلاثاء بالتوافق على قرارها الاخير. وأبرز السيد الفاسي الفهري أن محاولات الجزائر الممنهجة لاستصدار قرار يقفز على التطور الديبلوماسي الحاصل ويعمل على اجترار أطروحات متجاوزة باءت بالفشل رغم المجهودات المضنية التي قامت بها. وأضاف أن المغرب ""يحق له أن يعتز بالتفاعل الإيجابي للجمعية العامة للأمم المتحدة مع المقاربة الموضوعية لمجلس الأمن القائمة على تثمين التوافق وروح الواقعية والتطورات الأخيرة التي تشير الى المبادرة المغربية للحكم الذاتي, وهي المصطلحات التي اجتهدت الجزائر لاستبعادها من النص ولم تفلح في ذلك الشيء الذي يبرر الارتياح الذي عبر عنه المغرب في هذا الصدد"" .